أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ميشيل كيلو... بادر ومد يدك... نصوح عبد العليم

أستاذ ميشيل سبق وأن خاطبت قداسة البابا بخطاب تاريخي يوضح حقائق التلاقي المسيحي الإسلامي في سوريا ويحض للتأسيس على ذلك، وقلت له: "لا يخوض النظام السوري معركة الدفاع عن المسيحية، كي يحظى بتعاطف كنائس وكهنة مسيحيين، بل يقاتل دفاعا عن استبداده وامتيازاته وقدرته على امتهان كرامة الإنسان، متذرعاً بعلمانية، هي في حقيقتها دين سلطة، يرغمك على عبادة قادته ورموزه، باعتبارهم آلهة سياسيين تفرضهم الشمولية، كآلهة تعبد على رعاياهم، الذين لا يجوز أن يشركوا بهم معهم".

وهذا فضلاً عن أنه مقاربة وطنية موضوعية، ونداء شجاع في خضمّ التشدد الذي يفرض على شعبنا ويُقاد إليه، إلا أنه قبل ذلك كله تعبير جلي عن ميشيل كيلو التاريخ والرمزية الفكرية والموقعية الوطنية، وهي ما ننشده اليوم من ميشيل كيلو اللاعب الأبرز في دفة الائتلاف وكواليسه.

أستاذ ميشيل... ليس سراً حجم الضغوط التي مورست إقليمياً ودولياً حتى دخل ميشيل كيلو الكتلة الأقوى والأقدر على صناعة القرار والتوجه في الائتلاف وبالتالي في الصدارة السياسية المعتد بها للثورة وللشعب السوري، وهذا ربما يمكن فهمه وتفهمه بالنظر إلى ما يليه من أداء إن كان يرتكز بمجمله إلى أسس وطنية وسلوك ديموقراطي سليم.

ولم يعد خافياً الوضع الذي آل إليه الائتلاف وما لحق بصورته من أذى وتآكل بسبب سلوك عجز عن أن يكون منفتحاً ومؤسساً لتوافق وطني ومعبراً عن المستقبل المنشود لسوريا ما بعد الأسد، ولا نود أن يُحسب ذلك تاريخياً على قامة بحجم ميشيل كيلو، فجمهور الشعب يعلم كثيراً من سلبيات الائتلاف وأخطائه القاتلة، فليس خافياً محاولات الإقصاء والاستحواذ في مفاصل الائتلاف ومتعلقاته، انظر إلى ما شاب انتخاب الهيئة السياسية، وانظر إلى ما جرى في سفارة الثورة بقطر، وما يجري في وحدة تنسيق الدعم، والمكتب الإعلامي وغيره من المؤسسات التابعة للائتلاف، ومن سلوكيات التعطيل وإرادة التعويق والتعطيل، وانظر لمجمل ممارسات قصقصة الميزانيات وتأخير صرف ما يراد صرفه، وانظر معها إلى حال الهيئة القانونية، والمجلس السوري للسلم الأهلي، وملف الشرطة، وأن الحكومة قادمة ولها أن تستلم الملف، وكأن على الجميع أن يكتفوا بالتأجيل وذرائع الأولويات التي لا تعبر عن عقلية رجال الدولة بل نجمت شللية وهواجس إعادة الانتخاب.

أستاذ ميشيل... حينما تصل للائتلاف 100 مليون دولار ولا يدخل في ميزانيته إلا أقل من النصف وتبدأ حجج الأولويات لكي تتحول إدارة الإنفاق المالي إلى عقلية المزرعة فهذا مؤشر غير صحي، فالائتلاف قيادة سياسية تضطلع بشؤون وطن بأكمله، ليس مؤسسة خيرية ولا جهة إغاثية حتى يتذرع قادته بتركيز إنفاق (ما تبقى) من مال على أهلنا اللاجئين في عرسال وطباعة الكتب المدرسية والتي يعلم الجميع من قام عليها ومن مول طباعتها، ومن سارع لكي يحصد أمجادها ويقتطع من كعكتها، ويستتر خلفها دون شفافية أو نظر شمولي أو فكر رائد.
أستاذ ميشيل... حينما تتحول الاصطفافات بين فرق الموظفين في هياكل الائتلاف إلى شلل بعيداً عن منطق المأسسة والحرص على الكفاءات وعلى مهنية الأداء بغض النظر عن خلفية المؤدي، فمستقبل المعارضة في خطر يزداد حجمه وفداحته حينما تعالج الأمور من قمة هرم السلطة بالتماهي مع عقلية كهذه.

أستاذ ميشيل... حينما ينحو الائتلاف الجديد الذي ابتلع جديده قديمه في ظل الميزان العددي للتوسعة التي قدتها وحصدتها نحو التعالي والتهميش، وفرض الإرادات، ويستسهل معاملة قامات وطنية بحجم معاذ الخطيب وجمال سليمان ووليد البني بعقلية "بالناقص" ويعامل استقالاتهم دون غيرهم وكأنها استقالات من وظائف بدل اعتبارها كمؤشرات احتجاج على سلبيات كبيرة، وقصور لا ينبغي أن يستمر، وبدل أن تُعالج خلفياتها بما يحتفظ بتلك القامات، ويدلل على إرادة توافق وطنية واصطفاف بحجم الكارثة والتضحيات التي تُفرض على شعبنا، ويرسل رسائل لباقي قوى الشعب تعزز فيها آمال المسير نحو مستقبل مغاير لما يعانوه وثاروا عليه من تسلط واستبداد واقصاء.

أستاذ ميشيل... حينما يُضم للائتلاف شخصيات باسم الحراك الثوري والجيش الحر ومعظمها غير معروف في محافظاته وبين قواها الثورية والعسكرية، وكثير منها مقيم أصلاً في الخارج، وحينما يتجاوز الاستعلاء حد فرض تصويت بعينه على تلك الشخوص ليصل حد الحجر عليها في الغرف ليقوم "الطفل المعجزة" في الائتلاف بالتصويت نيابة عنهم وكأنهم مجرد صيصان، وحين يتجاوز التسلط حد الانفراد الإداري لينحدر إلى درك توجيه الصفعات، فإن المقروء من مستقبل شعبنا مع عقلية كهذه واستئثار كهذا ليس أفضل بكثير مما دفع الكثير ليتخلص منه، ولا ندري حينما يملك الائتلاف الجديد القدرة على ما هو أكثر من الصفع كيف سيكون حاله مع من يصنفهم من المخالفين، فيما المصفوع من عظام الرقبة وليس عكس ذلك.

أستاذ ميشيل... حينما يكون كل هذا ومعظم شخوصه ممن هم محسوبون عليك شخصياً أو يشاع عنهم هكذا، فإن ما بشرت به -وأنت القادم الكبير إلى صدارة الائتلاف- ليس إلا وهماً أو خداعاً أو تسلقاً ما لم يكن لميشيل كيلو القامة الوطنية ذات التاريخ المشرف وقفة تليق ومعالجة تسمو به، وتصل حاضره بماضيه.

أستاذ ميشيل... معلوم حجم التداخل الإقليمي والدولي في بلدنا الذي حولته حماقة بشار وأزلامه إلى ملعب وساحة تصفية حسابات، وليس عيباً أن يكون لشعبنا ولرموزه تحالفاتها، فالحلبة السياسية للدول هي ميدان تقاطع المصالح بينها، وسعي لإنتاج المناسب منها للمصلحة الوطنية لكل طرف، وهذا ما نريده اليوم وغداً من ميشيل كيلو اللاعب السياسي البارز، وهذا ما نعتقد أنه قادر على إنجازه بغض النظر عن موقعه في الائتلاف، فمعاناة أهلنا مستمرة ومتفاقمة طالما بقيت مقاربة الدول المتداخلة في الملف السوري على حالها في ظل هواجسها ومصالحها، وطالما وجدت في بعض الأطراف السورية مدخلاً للعب في الساحة السورية، ويمكن إحداث خرق في ذلك بتكاتف شخصيات وطنية تتعالى على المطامح آنياً لتصنع مخرجاً لائقاً بطموحات شعبنا وتضحياته، وليس من المبالغة القول بأنك من أجدر الشخصيات الوطنية القادرة على إعادة تأطير الوضع السوري في ذهنية صناع القرار هنا وهناك، لينتج وضع جديد يكسر "الستاتيك" الحالي الذي يقود شعبنا والمنطقة نحو المجهول.

أستاذ ميشيل... لا يمكن لشخصية وطنية بمفردها الوصول لذلك فزمن السوبرمان ولى، والأمر أخطر من اعتماد شخص أو ثلة أو فريق على ما يعتقدونه كافياً لاستنقاذ الوطن، أو مؤهلاً للاستحواذ عليه، لذلك كله ندعوك للمبادرة ولمد يدك لشخصيات وطنية ذات رصيد وثقل تستطيع بتكامل الجهود الصادقة معها لاستعادة الدور الوطني الغائب، ليكون شعبنا بقادته التاريخيين جزءا من صناعة غد سوريا الجميع، وجزءا من صياغة تقاطع ملائم للمصالح الوطنية والاقليمية والدولية ينتج نهاية مرتقبة لتدمير فاق حدود الخيال.

أستاذ ميشيل تأسيساً على خطابك لقداسة البابا نقول لك ونخاطبك قبل فوات الأوان: لا تخض غمار السياسة دفاعاً عن استبداد وامتيازات وقدرة على امتهان كرامة الإنسان السوري ومقامرة بمصيره ولا إنتاجاً أو تأسيساً لأي منها، متذرعاً بعلمانية أو غير ذلك مما لا يصلح قبل إسقاط النظام، وهي في حقيقتها مطامع تسلط جديد، وستجعلك في تاريخ السياسة وذاكرة الشعب بغير ما دخلته بإرثك الفكري والنضالي.

أستاذ ميشيل ليس في العمر بقدر ما مضى، ولا أمل إلا بدور تاريخي يعتز به أولادك وأحفادك، لا دور يتململون من ذكره وسرد تبعاته، ويتوارون حين استعراضه، كن لهم ولسوريا كما كان فارس الخوري، فمكانتك ومكانك في الائتلاف تمكناك من صياغته من جديد ليكون أداة وطنية حقيقية، وللقيام بدور وطني رائد مع قامات وطنية ممن حولك في ساحة الوطن والغيرة عليه تتقوى بها وتمضي معها نحو خلاص يحجبنا عنه تفرق الرموز الوطنية وتخاذلها حتى اللحظة عن موقف وطني عاقل وشجاع.

استاذ ميشيل... مد يدك باسم الرحمن الرحيم، وستكون خطوتك مهمة ولها أثرها وصداها، بل إنها يمكن أن تمثل تحولا في تاريخ المسيحية والإسلام في سوريا والمنطقة، وتجذراً في مفهوم المواطنة والوطنية، فلا تسهم ولا توافق على هدم الوطن فوق مواطنيه، وإن لم تستطع فلا أقل من أن تعتكف وتنسحب برجولة وكبرياء وطني كما فعل معاذ الخطيب من ائتلاف يقصر عن حمل شعب نحو خلاص يليق به، فليس بالائتلاف وحده يُصنع التاريخ.

(127)    هل أعجبتك المقالة (124)

مراقب

2013-12-17

المناضل ميشيل كيلو لنا أمل به كبير ولنا ثقة فيه على وطنيته وإخلاصه للشعب السوري العظيم ولكن علينا ان ندافع عن هذا الرجل الشريف الذي يقذفه المخبر النصيري المجرم الذي يدعي أنه صحفي وخلاف ذلك من أكاذيب وأراجيف جوفاء زائفة قد هاجم الأستاذ ميشل كيول ووصفه بالتحديد بأبن الشرموطة على موقعه الذي يدعي أنه الحقيقة ونحن نقول موقع الحقيرة لأن صاحبه أحقر شخص على وجه هذه المعمورة مع تحفظنا على نقل هذه الكلمة السوقية التي لا تصدر إلا عن كلب أجرب جعاري على يقتات على مزبلة وسخة وهو أوسخ منها ، ولكل الشعب السوري أن يعلم حقيقة هذا النيوف المخبر المجرم التابع لفروع الإجرام النصيرية فرع الخارج لبث الأكاذيب الزائفة الجوفاء وتلميع صورة حزب الشيطان اللبناني الإرهابي الذي يمول موقعه الحقير ، والمعذرة من زمان الوصل فقط على الكلام السوقي الذي سقناه بحق هذا المجرم الواطي ... لأن بذرته ... علوية ونرجوا أن ويقوم زمان الوصل مشكورا بنشر هذا التعليق الذي أتى في هذا السياق الصحيح.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي