أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الدولتان المدنية والإسلامية..اختلاف في المضمون، أم تعارض سياسي؟

هناك أطراف مختلفة تستخدم الأيديولوجيا ليس لمحتواها، بل كأداة شجار وتضارب مع غيرها ... فالأطراف مختلفة على ما يبدو ليس بسبب اختلاف القناعات بل بسبب اختلاف المواقع، وهم يصطفون في مواقعهم القتالية الخارجة عن إرادتهم غالبا، ثم يرتدون زيهم الأيديولوجي ...ليس بسبب القناعة المسبقة بهذا الزي أو هذه الأيديولوجيا، بل لقناعتهم بهذا الاصطفاف أولا، فالغالبية يرتدون الأيديولوجيا اليوم كقناع أكثر منه كقناعة ... وكأداة رمزية مؤقتة للتعبير عن موقعهم السياسي العسكري الطارئ .. الناس هم أنفسهم لم يتغيروا في جوهرهم وقناعاتهم، بل تغيرت وظائفهم ومواقعهم وأدوارهم وظروفهم بسبب الحرب الدائرة. وهذا ينطبق على كل الأيديولوجيات داخل المعارضة، و داخل قوى السلطة التي اصطفت رغم خلافاتها وراء الشبيحة وشعاراتهم. لكننا سنكتفي بالتطرق هنا فقط للانقسام داخل صفوف المعارضة بين أنصار الدولة المدنية وأنصار الدولة الإسلامية.

أقصد توظيف فكرة العلمانية والدولة المدنية لمواجهة التيار الديني الثوري، ولتلعب فكرة الدولة المدنية دور الشيوعية والإلحاد وتقوم بوظيفتها، بل بدور الاستبداد، حيث ارتبطت الحداثة بالتسلط والاستبداد والاستعمار والتحلل الخلقي .... وكل الأنظمة الحداثية في شعاراتها، سبق وعملت بشكل نخبوي استعلائي استغلالي، وورثت دور المستعمر، حتى صار الاستغراب مرادفا للاستبداد والخيانة، ومضادا لجوهر الديمقراطية التي هي سلطة الغالبية بهويتها وعقيدتها ودينها. وهكذا ارتبطت بذهن الشعب كل أشكال الحداثة بالغرب والاستعمار وما تبعه من سلطات عميلة مستبدة، وسيلتها القمع وثقافتها الاغتراب ودينها الفساد، وسياستها الإفقار والتغريب، ومحاربة الأصالة والقيم والهوية والدين، وتفكيك الانسان والمجتمع.

وعليه صارت تواجه من القوى الوطنية والمجتمعية، بالثورة ثم بشعارات مضادة لها شكلا ووظيفة، حتى رُفع شعار الدولة الإسلامية حديثا ومؤخرا، وفقط بعد تخلي الغرب عن صداقته لطموحات الشعب السوري، وكرسالة قطيعه معه تعني أول ما تعني الاستقلال الوطني، ورفض سلطة النخب الفاسدة الموالية له، ورفض التخلي عن الهوية والموروث الديني والقيمي، ورفض التبعية، ورفض الذوبان والاندثار، إنه شعار مضاد لشعار الدولة المدنية ظاهرا وللتبعية للغرب مضمونا، لأن الدولة الإسلامية في جوهرها تحمل أغلب قيم وممارسات الديمقراطية والحكم الرشيد، لكنها توظف هنا كرفض لحاملي شعار المدنية، ورفض لتجديد التبعية والنخبوية والفساد.. وهكذا وعليه فنحن قطعا مع الخيار الوطني، مع الشعب وليس النخبة، مع الوطنية وليس التبعية، مع الهوية وليس الانحلال، ومع رفع شعار الدولة الإسلامية التي تعني سلطة الشعب، وليس رفع شعار الدولة المدنية أو العلمانية التي تعني تفكك البلاد والمحاصصة وسلطة النخبة المستغربة التي اختطفت السلطة المادية والمعنوية ومارست القتل والتشنيع، وتحاول اليوم سرقة تمثيل الثورة أيضا، بالتركيز على شخوص جديدة لا تختلف عن الموجودة في النظام. ولها ذات موقعهم النخبوي وذات ثقافتهم، وتعمل مثلهم وبأساليبهم، لكي تقوم بإنهاء الثورة و تنجز ضياع الهوية والاستقلال والحرية والديمقراطية التي تدعيها أيضا، وتستبدلها بالتحلل والتخلي عن الدين والقيم أي عن جوهر الديمقراطية بالتالي.

نعم في صفوف المعارضة هناك تضارب سياسي كبير بين من يرفعون شعار الدولة المدنية، ومن يرفعون شعار الدولة الإسلامية، لكننا لا نرى فرقاً جوهرياً، ولا تناقضاً حقيقيا بين الدولة المدنية الديمقراطية والدولة الإسلامية، بل نستطيع أن نقول إنه لا فارق بين الديمقراطية والإسلام السياسي، إلا اللهم في اللغة والتسميات، لكن في الجوهر والصميم هما بمضمون واحد، والخلاف إذا ليس على المضامين بل على المواقع السياسية المتناقضة، التي ظهرت جليا للسطح بعد انحياز الغرب الواضح ضد الثورة التي لم يستطع لجم رغبتها التحررية، فالغرب يريدها في جيوب اتباعه، والشعب يريدها خالصة له.

لذلك يجب الكف عن مهاجمة المجاهدين ورفض فكرة تشكيل حلف مع النظام والغرب ضد الجماعات الإسلامية، فهم جل الشعب السوري الذي يملك الحق في رفع الشعار والعلم الذي يريد، ولا ينتظر شهادات حسن سلوك من أحد، كما يجب الرد على اتهام الإسلاميين بالتطرف والتشدد، وبرفض الديمقراطية والدولة الحديثة والحريات العامة، فالدولة الإسلامية تحمل كل خيرات الدولة المدنية، والإسلام أكثر حرية وعدالة ومدنية وحضارة وأخلاقا من نظم الاستغراب كلها، لكن هذا يتطلب أيضا مطبقين إسلاميين واعين لدينهم ودنياهم ولمسؤولياتهم، وهو ما نرجوه منهم، ونسعى إليه معهم .... وللحديث بقية.

(104)    هل أعجبتك المقالة (100)

نيزك سماوي

2013-12-15

نعم الدولة السورية هي دولة إسلامية لأن معظم شعبها إسلامي فهذه الدولة التي نريد والشعب يريدها فهي أي الدولة السورية الإسلامية بالطبع تحمل كل صفات الدولة المدنية الحرة العادلة لأن الإسلام هو دين الرحمة والتسامح والعدل والحضارة والأخلاق الرفيعة ولكن للأسف الشديد العصابة الأسدية الطائفية المجرمة الحقيرة تعمل على تشويه صورة الإسلام كما يفعل أي عدو للإسلام بإظهار الإسلام على أنه الإرهاب والتطرف وخلاف ذلك فهذا ما يفهمه الغرب عن الإسلام لذلك فقد عمدت العصابة الأسدية على تشجيع ظهور القاعدة التي يحاربها العالم على أنها البديل له في سوريا لذلك بدانا نرى بعض الأصوات الشاذة في امركيا والغرب يتبجحون بان أفضل الخيارات البشعة هي خيار بقاء العصابة الطائفية الأسدية وهذا من ضمن الحرب النفسية التي تشن على الشعب السوري لتحطيمه وإرغامه على الوصول إلى مرحلة اليأس والإستسلام ! أيها الشعب السوري العظيم لا تكن مطية لهؤلاء الخونة المجرمين أمثل العصابة الأسدية والغرب الذي يريد القضاء على ثورتنا الشعبية التي نادت بالحرية والكرامة والإستقلال وطرد الإحتلال النصيري المجرم الغاشم عن أرضنا وتحريرها منه وإلى الأبد لذلك نامل من كل جبهات وكتائب الثوار آلا ترفعوا أعلام القاعدة في سوريا لأنها تخدم العصابة الأسدية أكثر مما تخدم ثورة شعبنا ولا تنضوي أي فصيل سوري إلا بالجيش الوطني السوري الذي يجب أن يكون نواة للجيش الجديد بديلا عن المليشات الأسدية الطائفية المجرمة كما نرفع أصواتنا إلى حركة أحرار الشام وكافة الفصائل الوطنية إلى إظهار أهداف الحركة وإعادة التمسية بأن تكون حركة أحرار الشام الوطنية وهي بالطبع إسلامية ؟ يجب أن نحارب العصابة بنفس الأسلوب التي تحاربنا به فهي تجمع الشبيحة والمجرمين والطائفيين والخونة والمرتزقة وتسميهم جيش دفاع وطني ؟؟!! لاحظ كلمة وطني حاربونا بها أكثر من 45 عام والحقيقة هذه العصابة الطائفية قذرة عملت بالطائفية ووظفت الطائفية وإستخدمت الطائفية وكل شيء في سوريا على الواقع كان طائفي ولكن إعلام العصابة كان عكس ذلك تماماً ، يا شعبنا في سوريا إنما الحرب خدعة إنما الحرب خدعة خدعة خدعة ومليون خدعة لذلك نُعول على أمثال الدكتور كمال اللبواني في إعادة توجيه الكتائب والفصائل الثورية التي تناضل وتكافح وتدافع عن أهلنا وأرضنا وعرضنا ودينينا في التوجيه الإعلامي الصحيح وفي الأسماء الصحيحة الوطنية وفي كل شيء يخدم ثورة شعبنا المكلوم الذي عانى ويعاني الأمرين وأن النصر آت لا محالة مهما فعل وعمل المرجفوف المجرمون الأوباش.


اسماء * اردنية

2013-12-16

نعم دكتور الدولة الاسلامية هي الحل و الشريعة الغراء هي المنقذة امضو ا قدماً في هذا و لن يخذلكم الله.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي