فيلم عن قائد الثورة السورية برعاية أمنية، واستنكار لمنح ممثل مغمور دور البطولة

يؤدي الفنان ممدوح الأطرش دور سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى في فيلم جديد من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وإخراج غسان شميط.

ويستعرض الفيلم الشخصيات المضيئة في تاريخ سوريا منذ الاحتلال الفرنسي وصولاً للمرحلة الراهنة بما فيها قادة الجيش العربي السوري.

ونشر الفنان ممدوح الأطرش على صفحته الشخصية معبراً عن فرحة اختياره لأداء هذا الدور "بكلّ فخر وعزة سأقوم بدور المجاهد الكبير سلطان الأطرش في فيلم سينمائي هام جداً ستسمعون أخباره قريباً"، كما نشر صوراً له أثناء بروفات الماكياج.

وأفادت مصادر لـ"زمان الوصل" أن فنانين رفضوا منح هذا الدور لممدوح الأطرش، ونقلت المصادر نفسها عن الكاتب والمخرج المسرحي "غسان جباعي" قوله "سلطان باشا الأطرش رمز وطني وقيمة أخلاقية كبيرة ونبيلة، لا يستطيع فهمها وتجسيدها ممثل من الدرجة الرابعة يقتقد للمصداقية والقيمة الفنية والأخلاقية.

ولفدوى سليمان الفنانة والناشطة الثورية رأي في ذلك عبرت عنه في رسالة خاصة لـ"زمان الوصل" فقالت "علينا أن نسأل ممدوح نفسه عن رأيه بنفسه وهو يؤدي دور سلطان باشا الأطرش بعد أن تبرّأ أمام النظام والعالم أجمع من السيدة منتهى الأطرش ابنة سلطان وقذفها بأقذع الشتائم بسبب موقفها الداعم للثورة".

وأضافت سليمان أن علينا ألا ننشغل في مسلسلات وأفلام تصور في ظل النظام ولابما يقوم به أتباعه، كي لا ننسى ما يحدث من واقع مؤلم على الأرض وكي نستمر بالتغيير الذي نريد والثورة التي نريد.

وفي محاورات خاصة قامت بها "زمان الوصل" مع بعض فناني الداخل التقت آراؤهم بأنّ أداء "ممدوح الأطرش" لهذا الدور الحساس لا ينفصل عن جوهر الأعمال التلفزيونية التي أنتجها النظام خلال فترة الثورة السورية برعاية أمنية بغرض التزوير والتعمية كما لا ينفصل عن جوهر ممدوح الانتهازي لكل المناسبات التشبيحية ضد الثورة ومنذ بدء ظهوره على الساحة الفنية.

هذا ولا يفوتنا التذكير برفض أهالي السويداء عامة "موالاة ومعارضة" بأن يؤدي هذا الدور "ممدوح الأطرش", بحسب ما أفاد بعضهم لـ "زمان الوصل".

ويبرر بعض الأهالي حالة الرفض والاستنكار بأن من يمثل دور سلطان بحاجة لإمكانيات فنية عالية لا تتوفر عند ممدوح الأطرش، وقد أثبت فشله في عدة مسلسلات سابقة كمسلسل "أسمهان" و"خرزة زرقاء"، ناهيك عن أن هناك مساءلة قانونية، إذ إن قيامه بهذا الدور يتطلب موافقة "آل الأطرش" وعائلة ممدوح لا تمثلهم لا بل هي على خلاف معهم. 

وقد وصلت حدة الرفض إلى درجة إنشاء صفحة إلكترونية عنوانها (الوقوف ضد تمثيل ممدوح الأطرش دور سلطان الأطرش).

في حين تكثر أسئلة ناشطي السويداء واستفساراتهم وأولها لماذا الاّن تذكرت الدراما السورية "سلطان باشا الأطرش" بعد أن غيب فترة طويلة خلال حكم الأسد الأب والابن عن كل المسلسلات والأفلام التي استعرضت تاريخ سوريا، وكانوا يكتفون بالإشارة إليه وكأنه مشارك في الثورة السورية وليس قائدا لها بدءاً من مسلسل "إخوة التراب", وانتهاء بـ"باب الحارة".

كما يرى ناشطون أن في عرض هذا الفيلم إساءة كبيرة لتاريخ سلطان الأطرش المجيد، ولا تقتصر الإساءة على أن يقوم بدوره فنان متواضع كـ"ممدوح الأطرش", وإنما الفيلم يتطرق لكل الشخصيات الثورية والسياسية معا، فكيف لقادة عظماء أمثال سلطان الأطرش, وابراهيم هنانو والشيخ صالح العلي وغيرهم أن يجمعهم فيلم تساوى فيه مكانتهم بمكانة آل الأسد, وبعض شخصيات الجيش السوري باعتباره يتناول الشخصيات المضيئة على حد تعبير ممدوح الأطرش؟.