أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لماذا لا تفهمون؟ ...م. سعد الله جبري

هذا هو النظام الرأسمالي الدردري، فلم تعترضون؟

{جنون في الأسعار, تفلّت غير مسبوق به للفساد و المفسدين، صمت غريب ومريب لأعضاء الحكومة عن الأزمات المرّة التي تسحق المواطن, صرخات تلو الصرّخات (ولا حياة لمن تنادي )}:::::::::::::::::::::
هذا ماورد في مطلع مقال يُكتب في هذه الأيام؟ أهُوَ الشكوى؟ النحيب؟ التذمر؟ ولكن لنخرس قليلا ونوقف اللسان عن الكلام، ولنعود إلى ما كرّم الله به الإنسان، عن من؟ عن الحوان بالطبع. فما نفعله هوما يفعله الحيوان تماماً، وخاصة الحمار: كلما تعب وعانى ووصل إلى مرحلة الشكوى: نهق. ثم نهق، ثم نهق. و"خلص" على طريقة حسنين هيكل.

جميع الكتّاب يكررون ذات الشكوى التي يشكو منها 15 مليون سوري مُدَجّنين (استبعدت الأطفال الذين لا يفكرون من الرقم، لأنهم لا زالوا في مرحلة التدجين الخَلقي ). وبعد، فهل هذا هو الإنسان الذي خلقه الله؟ أم هو هذا الإنسان الذي تنازل عن إنسانيته، عن عقله، فجمّد عقله، وأخذ يحرك فقط لسانه، تماما كالحمار؟

أول الحوار ولفت النظر ليس لمن يكتب بهذه الشكوى التي أصبحت تُشكل العقلية التقليدية التي تصبغ أسلوب وحدود تفكير المواطن العربي السوري حالياً، هو تساؤل أسأله كلاً منهم: هل يُعقل، ويُمكن ويُجدي الطلب ممن خلق الأزمة خلقاً أن يكون هو ذاته المطلوب منه أن يُعالجها؟ هل كان خلقها أصلا لو كان يريد معالجتها؟ أفلا تعقلون؟

يشتكي الإنسان عادة ليبدأ مسيرة التفكير والبحث عن حل. يبدأ مع نفسه أولاَ، ثم ينطلق مع الأقرب في بيئته. يتوسع التفكير، وحينئذ - كما عند جميع البشر - يبدأ التفكير المشترك للبحث عن الحل؟ أيُّ حل؟ حلٌّ للمشكلة التي يُعاني منها المشتكون. هل هذا ما يفعله الإنسان السوري الذي بالغت عملية تدجينه إلى درجة توصيله لمستوى عجز الحمارعلى التفكير والبحث؟ يبدو أن الأمر هكذا: لا تشتكوا. لماذا؟ لأن بعض الكتاب حوَّلوها شعرا: " فقد أسمعت حيا لو ناديت ولكن لا حياة لمن تنادي".
المشكلة ليست في معاناة الغلاء والبطالة و، و، و، و فحسب، ولكن الإنسان المدجّن الذي يفقد القدرة على الدفاع عن نفسه وكرامته ومصالحه، فهو بالضرورة الحتمية قد وصل أو أوصل للعجز عن الدفاع عن وطنه ونظامه واستقلاله. لمذا لأنه فقد القدرة عن الدفاع حتى ذاته، وهذا هو القصد النهائي من التدجين.

أيها الإنسان المخلوق "عربياً سوريّا " كفَّ عن الشكوى، واخرس إذا لم تكن قادراً على ترجتمها إلى تفكير لإيجاد الحل، ثم العمل لتنفيذ الحل. لا تسألوني كيف نعمل؟

 فهذا يعني أنكم لم تفهموا شيئاً بعدُ. لنعد من جديد، الإنسان يشكو. يفكر، يبحث عن الحل، يقوم على تنفيذ الحل. ومن هنا يُمكن أن تنتهي لعبة التدجين الحيواني الذي مارسته سلطات كثيرة، آخرها تُمارسه الآن أتفه سلطة يُمكن أن تسمى سلطة، وهي سلطة الحكومة وفريقها الإقتصادي الدردري المُكلف والمخطِط والخالق للأزمة حتى خنقكم حتى تستوون مع من؟ مع الذين لم يُكرّمهم الله بالعقل. هل أُعيدها؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بكل احترام /

(123)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي