أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تخاذل يقتل المبادئ الإنسانية الدولية ...! ... محمد فراس العلي


من المضحك المبكي أن نلاحظ تطوَر المجتمعات الدوليَة بشكل كبير مع مرور الزمن, وقد رافق ذلك إهمالها للوضع الإنساني بشكل عام والذي فاق السوء في وصفه بالنسبة لبعض المجتمعات التي تعاني الحروب اليوم, سوريا اليوم ومع اشتداد الظروف الجوية على نازحيها وهطول الثلوج بشكل غزير على كافة أنحاء سوريا وصل عدد من قضى من البرد إلى أكثر من 20 سوري من المقيمين في المخيمات الواقعة في الدول المجاورة وغالبيتهم كانوا من الأطفال حديثي الولادة. 
ماذا يعني مصطلح حقوق الإنسان ولماذا نشأت آلاف المنظمات التي تهتم بهذا الشأن وما سبب تجاهلها للوضع الإنساني في سوريا, أسئلة كثيرة برسم الإجابة, فإن لم يكن الهدف من منظمة ما قد تحقق فلماذا هي مستمرة في العمل وما هو هذا العمل الفضيل الذي تنشغل به ؟!
ما يوحي من مراقبة الوقائع والأحداث المتواكبة اليوم في سوريا هو مدى تأثير الأهداف السياسية للدول المختلفة على الواقع الإنساني على مبدأ " إن لم تتبعني فلن أدعمك " ولأن الثورة السورية قد بيَنت الكثير من الاتجاهات السياسية الواضحة التي تسلكها الدول بصدد تأمين مصالحها المستقبلية في دولة سوريا المستقبل فقد أطال ذلك أمد انتصار الثورة بالإضافة إلى ظروف ووقائع كثيرة قد جرت على الأرض.
فقد نشر موقع الكوميس تقريراً جاء فيه " لقد اتهمت منظمة العفو الدولية أمس الجمعة كافة الدول الأوربية إزاء تحصين نفسها حيال وضع اللاجئين السوريين الذين لم تستقبل منهم " إلَا أعداداً قليلة جداً " في حين اعتبر الأمين العام للمنظمة السيد " سليل شطي ضمن بيان أصدرته منظمة العفو الدولية " الاتحاد الأوربي فشل فشلاً ذريعاً في القيام بدوره لاستقبال اللاجئين الذين فقدوا كل شيء ما عدا حياتهم ..! ".
وبأرقام بسيطة وخجولة استقبلت الدول الأوربية بعضاً من اللاجئين السوريين, مثل فرنسا التي أعلنت سابقاً عن استقبال 500 لاجئ سوري أو ألمانيا التي أعلنت أيضاً عن استقبال 5000 آلاف لاجئ في حين عدد اللاجئين الحقيقي اليوم قد فاق المليونين .! 
أما من جهة لاجئي الداخل السوري فقد نتج عن توجه المواطنين الذين هجروا بيوتهم في المناطق الساخنة أزمات كبيرة في المناطق الآمنة والمحررة, مما أتاح للكثير من المستغلَين اللعب في هذه المدن وذلك نتيجة لعدم وجود أجهزة مدنية تنظم الأمور الخدمية في هذه المدن, وتبقى المسؤولية الأكبر اليوم على المعارضة السورية الخارجية في تنظيم هذه الأمور وبالأخص بعد تشكيل الحكومة الانتقالية ولكن للأسف قد مضى وقت كافي على تشكيل هذه الحكومة دون أي عمل ملموس على الأرض, مما أفقدها الشرعية بنظر أبناء الداخل.
في الحقيقة إنَ الوضع السياسي في سوريا يمر بمرحلة معقدَة فقد أصبحت مساحة الأرض السورية متاحة لجميع من له مصلحة خفية ويريد تحقيقها على هذه الأرض, وهذا ما جعل المجال الإنساني مهملاً جداً سواء من قبل الدول التي يقولون عنها أنَها تمجَد حقوق الإنسان أو من المنظمات الإغاثية التي أتت مساعداتها متأخرة كثيراً.

(123)    هل أعجبتك المقالة (120)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي