تُطلق السلطات التركية تسمية "ضيوف" على اللاجئين السوريين، ورغم حميمية مدينة اسطنبول وتشابه شوارعها بشوارع دمشق، إلا أن شتاء اسطنبول القاسي يُذكر السوريين بأنهم ضيوف مع كل نسمة هواء، خاصة أن سوريي اسطنبول غير مهيئين لاستقبال الثلوج التي استيقظوا فوجودها تكسوا المدينة، فأبو جاسم الذي يعمل في مطعم للكباب، براتب 800 ليرة تركية شهرياً، لا يستطيع شراء الثياب والأحذية التي تكفي لتدفئة أولاده الخمسة، لأن أسعار احتياجات الأطفال بحسب "أبو جاسم" مرتفعة جداً في اسطنبول.
ويصف معاناته بشيء من التفصيل قائلاً: راتبي لايكفي لتغطية تدريس أولادي وإطعامهم، ونحن لانستطيع شراء أي كماليات، حتى أننا صرنا نعتبر التدفئة من الكماليات، لأن سعر غاز التدفئة مرتفع أيضاً.
ووفق "أبو جاسم" تبرع جيرانه الأتراك، ببعض المال له ولعدد من العوائل السورية المقيمة في ذات الحي، وذلك بعد أن عرف الأتراك بأن شتاء سوريا غالباً ما يكون أكثر دفئاً من شتاء تركيا، ولولا تلك المساعدات لما تمكّن أبو جاسم من شراء معاطف لأطفاله.
أما الأرملة "أم ليلى" فهي كانت تعمل في مكتب سياحي براتب يصل إلى 1000 ليرة تركية، إلا أنها اليوم بالكاد تستطيع دفع مصاريف الشتاء، لأن موسم السياحة كما تقول "أم ليلى" خف كثيراً في الشتاء، ولذلك صار راتبها 700 ليرة تركية فقط، وهي تدفع 400 ليرة كآجار لمنزل في حي فقير جداً، وتعيش مع ابنتيها بـ300 ليرة تركية أي مايعادل الـ 150 دولار فقط!..
"نبقى أفضل من غيرنا" جملةٌ يُملي سوريو اسطنبول أنفسهم بها، عندما يُقارنون حالهم بحال اللاجئين في المخميات، فهم على الأقل ينامون تحت سقف يؤويهم.
لمى شماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية