أفادت مصادر في بلاد الشام أن سلطانا فذا بن فذ ورمزا بن رمز اسمه "بشاريار" ولقبه "شهرشار" حكم البلاد بالحديد والنار، بعد سنوات من رفع الشعار تلو الشعار، فبدأ بالإصلاح والتطوير والتحديث ومكافحة الفساد واستئصال الخبيث، وانتهى بالولد أو نحرق البلد!
وقالت المصادر إن شهرزاد أحسنت أداءها في رواية الحكاية، واستخدمت ذكاءها في تحوير الرواية، فأقنعت "شهرشار" بأن يكف عن قتل أمثالها من الجواري، ويستعيض عنها بذبح الناس في المدن والحواري.
فاتخذت من فخذ السلطان نمرقا بعد أن تزينت وتزيّت سندسا واستبرقا، واحتضنت السامع والراوية الألمعية سجادة من فخر الصناعة الإيرانية، ومن درعا بدأت حكاية أول ليلة ثورية:
حدث في ماضي الزمان وسالف العصر والأوان أن فتية عملوا بنصيحة نانسي عجرم، فجعلوا الحيطان تتكلم، وشخبطوا شخابيط وفوتوا السلطان بالحيط، وسقط عود الثقاب وحاول إطفاءه "ذوو الألباب" قبل أن تتطاول ألسنة اللهب ويعم الخراب، فحملوا الماء وبدؤوا الرش، لكن ظهر في الماء غش، أحدهم خلطه بالبنزين فاحترقت كومة القش، لتبدأ من هنا الفكرة بالبحث عن إبرة بعد اكتشاف المؤامرة الكونية حتى لو اقتضى ذلك احتراق البيدر!
وحشد السلطان الجنود والعسس لمواجهة كل عابث مندس، وعادت الحياة لآليات العسكر بعد أربعين سنة من الموت المدبر، وأعلن الصدأ الذي يعلو المصفحات انسحابا تكتيكيا أمام دماء الأبرياء!
ولم يكتفِ السلطان بجنوده فاستحضر المدد من أهل العصائب لتتوالى على العباد المصائب، بدءا من القتل بشظايا السلطان ورصاص الضيوف، وليس انتهاء بالذبح بالسكاكين والسيوف!
وهنا أدركت شهرشار التخمة فتقيأ ما زاد عن حصته من دماء على السجادة الإيرانية، فسكتت شهرزاد عن الكلام المباح.
عاصي بن الميماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية