أعلنت الهيئة الشرعية في حلب عن بدئها عملية جباية الضرائب من باعة البسطات، خاصة أولئك الذين يعملون في منطقة كراج الحجر قرب معبر بستان القصر، وهي منطقة باتت تعتبر موازية لسوق الهال من حيث بيع الخضار بل وتطورت لتكون مجمّعاً يحوي كل شيءٍ غالي الثمن بوقت من الأوقات في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، (هكذا كانت الحالة قبل أشهر، وتغيرت الآن بعد سيطرة النظام على طريق خناصر).
وبدأت القصة بحسب مصادر "زمان الوصل" قبل أيام حيث قرّرت الهيئة الشرعية وهي أكبر تجمّع يدير المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر أن تفرغ المعبر بشكل كامل من الباعة والبسطات، بحيث يتم نقلهم إلى شارع جامع "سكّر"، الأمر الذي لاقى استهجاناً من بعض الباعة، لتردّ الهيئةُ على هذا الكلام بالقول "إذا أرادوا البقاء هنا ورمي الأوساخ الكثيفة في الشارع، ثم نأتي وننظف بعدهم، فيجب أن نتقاضى منهم ضريبة توازي الأجور التي تنفق على عملية التنظيف تلك، ومن يدفع سيبقى ومن لا يدفع سيتم إزلة بسطته" بالقوة".
وفعلاً بدأت الهيئة أول أمس بجمع تلك الضريبة وهي عبارة عن 250 ليرة يُعطى دافعُها وصلاً ممهوراً بختم الهيئة الشرعية، بالإضافة إلى تقاضي 500 ليرة من المحلات لقاء نفس العملية (ضريبة نظافة)، فجمعت تلك الضرائب بدءاً من البسطات التي عند جامع "بدر" وحتى مخبز "الإدلبي"، ولم تسجل أية عملية اعتراض من قبل الباعة.
وبدأت المشكلة يوم أمس الأحد مع أحد الباعة وهو من "النحلاوية" (مجموعة كتائب تركت الجيش الحر وتحول عناصرها إلى باعة خضار) حيث وصلت الدورية عنده وجرت مشادة كلاميّة بينه وبين العنصر من الهيئة بدأت بسؤال البائع: "مين انتو لحتى تاخدو مصاري شو قدمتولنا؟".
فيرد العنصر عليه: "حماية ونظافة".
هنا قال البائع: "روحوا احموا حالكم.. بعدين اللي بدو يطلع ثورة ويصير زلمة ما بيتخمّر متل النسوان"، (في إشارة منه إلى اللثام الذي يضعه العنصر).
وهنا حدثت مشادة كلامية قاسية بين الطرفين نال منها عنصر الهيئة توبيخاً شديداً من البائع، قبل أن يعطيه 250 ليرة قائلاً: "رح اعتبر حالي أعطيتها ليتيم".
واستمرت تلك الحالة مع بائع ثان وثالث، لتذهب الدورية وتعود بسيارة عليها رشاش دوشكا، وعدد من المسلحين، الأمر الذي علمه البائع فجهز نفسه ورجاله للتصدي لهم، واشتبك الطرفان لينتج عن ذلك استشهاد طفلة، ومقتل العنصر الذي كان يطلق من رشاش الدوشكا، بالإضافة إلى إصابة عدد من المدنيين الذين كانوا متواجدين في المكان.
يشار إلى أن الهيئة الشرعية في حلب تعاني من تخبّط كبير في القرارات التي تصدرها خاصة فيما يخص معبر بستان القصر، فتغلق المعبر وتفتحه بطرق عشوائية، بالإضافة إلى عجزها عن تنفيذ العديد من القرارات السارية التي تصدرها خاصة مع تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
عابد ملحم - حلب - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية