أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لماذا سُلّمت روسيا الملف السوري؟

لقد حسبتها أمريكا جيدا إن هي قوضت النظام بالضربات ، أو عن طريق مساعدة المعارضة المسلحة فهي ستسمح بانتصار الخصوم بعد أن هيمن الإسلاميون السلفيون الجهاديون على المعارضة الداخلية بشكل عام، والمسلحة بشكل خاص، وإن هي تخلت عن المعارضة (وهي تفعل ذلك فعلا)، واستمر حلفاء النظام بدعمه، قد ينتصر النظام، وهو أيضا عدوها.

لذلك كان خيار "جنيف" هو الخيار الوحيد المسموح به أمريكيا، لأنه لا يسمح بفوز أي من العدوين، بل يتيح الفرصة لقيام سلطة لا تمثل أي من الطرفين (سلطة بلا لون ولا طعم ولا رائحة كما يظهر من استعراض أسمائها المقترحة)، مع العلم أن كلا الطرفين لا يتوقع أن يرضى عنها بغير القوة والإجبار كما هو باد للعيان.. لكن يبقى مقدار قوة ونفوذ تلك السلطة موضع تساؤل، إنها مرتبطة بمقدار استنزاف وضعف القوى الأخرى المتصارعة، التي يجب عزلها وإضعافها ضمن عملية منهجية تشارك بها الدول الإقليمية كلها، بما فيها إيران. ومن هنا إصرار أمريكا على حضورها ليس حبا بها، بل من أجل إلزامها بالركب الأمريكي الروسي، الذي تسلمت روسيا القيادة فيه، بعد أن ضمنت أمريكا عناصر الخطر (الكيماوي السوري والنووي الإيراني)، فروسيا اليوم فعليا هي المتعهد لهذا الحل وهي المدير الذي سيعمل على إنتاج السلطة القادمة، وعلى الجميع الحضور إليها والتباحث معها (تماما كما صرح وزير الخارجية الروسي بضرورة جر المعارضة للقدوم لموسكو).

والنتيجة المرجوة من جنيف إذا ليس السلام، ولا إيجاد نهاية للظلم والاستبداد والإجرام في سوريا. بل منع انتصار أي من الطرفين اللذين سيساقان لجنيف سوق النعاج للمسلخ .. واللذين لا يتوقعان في جنيف سوى التعرض للضغوط وانقطاع الدعم عنهم بالنتيجة. وخسارة السلطة القادمة. فالمطلوب منهم هناك هو تسليم السيادة والقرار للمجتمع الدولي و المتعهد الروسي، الذي سيفرض السلطة التي يريد، وهي بالضرورة سلطة لا علاقة لها بالهوية والدين. بل سلطة مضمونة الولاء للغرباء (أي عدم وطنيتها هو شرطها) ناهيك عن علمانيتها أو شيوعيتها، أو تمثيلها للأقليات أساسا.

روسيا اليوم تخشى فعليا قيام دولة إسلامية ولو على جزء من سوريا، لأنها ستكون قاعدة لتصدير الثورة مجددا لشعوب روسيا المسلمة المضطهدة تاريخيا، وبشكل أخطر للصين أيضا .. وكذلك الغرب يخشى التطرف وقيام دولة وقاعدة للجهاد الإسلامي خاصة في منطقة ذات موقع مهم، وروسيا أصبحت تخشى التقسيم لأنه سوف يؤدي حكما لدولة متشددة في المناطق الأخرى، لذلك لم تعد تدعم مشروع إيران بقيام دولة شيعية -مسيحية في الساحل السوري اللبناني.

أما لماذا وصل الإسلاميون لهذه الدرجة من القوة، وهيمن جناحهم المتشدد، فهو بسبب إصرار النظام على مواجهة الثورة التي قامت ضده كديكتاتور فاسد باستعمال كل آلة القتل والتدمير، ثم الاحتماء وراء لهيب صراع تاريخي طائفي قومي طويل يحاول جاهدا جر الجميع إليه، كنا ظننا أننا تجاوزناه، لكن أعيد تأجيجه برغبة إيران وبسلوك النظام .... لقد استفز النظام وحلفاؤه كل المشاعر عند العرب السنة، لدرجة استدعت قدوم النصرة والدولة وكل من هو متحمس وصاحب مروءة ودين (إرهابي متطرف ومتشدد كما يسمونه) ... وصار هناك فصل، وتحول تاريخي (من ثورة ضد النظام، لصراع طائفي قومي قديم حديث). 

الأقليات عموما أخذت قراراتها بالتحالف مع النظام في وجه الأغلبية، فالكرد مثلا تخلوا عن حلفهم التاريخي مع العروبة والتركمانية (ربما بسبب استيراد الثلاثة للفكر القومي من الغرب العنصري) بنسخته الأوروبية الفاشية النازية، وتراجعوا عن إطار حلفهم الديني التقليدي، وانتهزوا الفرصة لتعزيز مشروع استقلالهم العدائي، والمسيحيون أيضا انسحبوا من هذا الغطاء الجامع للتنوع عبر التاريخ، لصالح تقوية الشيعة، التي بنظرهم ستحطم عدوهما المشترك أو تنهكه وتتحطم معه، فيسودون هم في النهاية بدعم الغرب الذي هو حليفهم الموثوق، لكنهم بذلك يقوضون أساس وجودهم الذي لم يكن النفوذ الغربي، بل الحلف التقليدي تحت راية الدولة الإسلامية، (لاحظ هنا أن أعدادهم تناقصت بشدة في العراق ولبنان) حيث انتصرت الشيعية السياسية الصفوية الجديدة، في مكان الصيغة الدينية السنية التاريخية التقليدية ... التي تعتمد ثلاثة أرجل لتقوم: على (سلطان قاسٍ، وشيخ معتدل، وتاجر طري).

ما هو إذن الحل البديل عن جنيف؟ الحل البديل في لاهاي، في تجريم النظام لتبرئة الأقليات، وإقامة العدالة لمنع الانتقام والوحشية، وفتح باب المصالحة مع الاعتراف بالخصوصية والتنوع، فالصراع المرير عبر التاريخ لا يمكن تجاوزه بتكرار الجرائم المسكوت عنها، بل بالعدالة، وهي وحدها التي تسمح بالسلم، وبإعادة بناء الحلف التاريخي القديم للعيش المشترك على مبادئ: الحق والعدل، وحقوق الإنسان وقيم الدين، والقانون الدولي ... هذا أفضل بالتأكيد من القفز نحو سلطة تشكلها روسيا بشخصيات كرتونية لا انتماء ولا هوية لها، لا تستطيع الدخول للداخل من دون حراسة الجيش الروسي الذي سيضطر للباس القبعات الزرق، والغوص في وحل المستنقع السوري وسط شماتة أمريكا وابتسامتها الخبيثة ... وتقع روسيا تحت شهوة السيطرة والنفوذ، و ولعها بتشكيل حلف عسكري من السلطة والمعارضة لمحاربة الإسلاميين، الذين دافعوا عن بقاء الشعب والعروبة والإسلام، الروس يسعون لتشكيل حلف لأنصار النظام وللأقليات في مواجهة الثوار الذين سيستمرون بالحصول على الشرعية والدعم الداخلي والخارجي، طالما استمرت الجرائم و العدوان والخطر الوجودي الذي يهدد حياة أغلبية الناس وهوية البلاد وثقافتها .... فأين السلام الموعود في جنيف؟ إنه مرتبط فقط باستسلام المجاهدين والشعب والثورة، وتخليهم عن أهدافهم وحقوقهم، وعن معاقبة من ارتكب بحقهم أبشع وأشنع الجرائم ... فهل هم فاعلون؟ 

لهذا السبب نحن ممن يعتبر الذهاب لجنيف خيانة للثورة والوطن والشهداء والعروبة والإسلام .... بشكل واضح وجلي.

(112)    هل أعجبتك المقالة (107)

نيزك سماوي

2013-12-08

وكان من نتائج تسلُم روسيا الملف السوري أن أصبحت سوريا مثل الشيشان في حجم التدير الوحشي وتشريد وقتل الشعب السوري السني بالتحديد وهذا ما فلعه وكيل وأداة الإجرام العصابة النصيرية المجرمة ، ولكن السؤال الذي يجب على المعارضة معرفته قبل ذهابها إلى جنبف وهو أن العصابة لم تحضر إلى جنيف2 ولكن سوف ترسل كراصينها وخدمها وعبيدها الوضعين الذين ليس لهم أي رأي أو قرار ، فمن يقرر هو سلطة الإحنلال النصيري فماذا ستحاورن المعلم وغيره من الكراصين المأمورين فقط ؟ المعلم سوف يتحدث لكم عن المؤامرة والإرهاب والعصابات المسلحة ووو الخ ليس عنده اكثر من ذلك ؟ فلماذا لا ترسل عصابة الإحتلال النصيرية مندورها االنصيرين المحتلين والذي لهم الرأي والأمر ، ولكن السؤال أيضا بما ان معظم أفراد العصابة النصيرية مجرمين فكيف سوف تحاورن مجرمون قتلة فكما قال السيد اللبواني قبل جنبق يجب أن يكون هناك لاهاي ولا جنيف بدون لاهاي لأن سوق المجرمين إلى محكمة الجنايات الدولية هو نقطة البداية التي يجب أن يتركز عليها جنيف2 لقيام مرحلة إنتقالية وعدالة إنتقالية لا يُظلم فيها بريء فقط يحاسب المسيئين والمجرمين والقتلة وهم معروفين لدى الشعب السوري بالأسم بدء من المجرم بشار الوحش وقائمته من المجرمين الذين تلوثت أيدهم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب السوري لذلك لا بد من عدالة إنتقالية تبدأ من لاهاي فهل سيتحقق ذلك أن أن العالم سوف يتواطئ لإعادة تأهيل مجرمين قتلة في سابقة لم يشهدها العالم والبشرية قط ولو تواطئ العالم بذلك لن يكتب للمؤامرة هذه النجاح بسبب أن الشعب السوري يريد الإنتقام من كل المجرمين ولن يكون ذلك إلا بلاهاي أو إكمال الكفاح المسلح حتى طرد المستعمر النصيري المجرم الخائن والقبض على كل المجرمين لمحاكمتهم بمحاكم ثورية عادلة مهما طال الزمن.


mohammad ali

2013-12-08

this article reflecting the truth 100.thank you again and let us work hard to gather what ever left over and work hard for SYRIA for the SYRIANS.


مراقب

2013-12-11

يعني بصراحة المرعي القادم من دمشق الذي كان في برنامج الإتجاه المعاكس مُصر على الذهاب إلى جنيف 2 من أجل تطبيق جنيف1 والله إسمع على هذا الحكي الفاضي؟ يا سيد مرعي إذا كانت العصابة المحتلة رفضت جنيف1 فكيف سوف تذهب لتطبقه في جنيف2 ؟ ألم تسمع أحد أعضاء العصابة الطائفية وبالتحديد المجرم الطائفي بهجت سليمان يقول : جنيف2 سيحدده البوط العسكري العلوي واليوم يدخل البوط العسكري الإيراني وكل الأبواط القذرة الطائفية تدخل لمصلحة العصابة الأسدية الطائفية المجرمة كي تحدد جنيف2 يا أخي أنت نايم بالعسل صح النوم ؟ هذه العصابة لا تأتي طوعاً ؟؟؟؟ أبدا أبدا أبدا ؟ لا تاتي إلا كرها وغصبا وبالقوة لذلك ياسيد مرعي رح تروح على جنيف2 متل ما يقول المثل تيتي تيتي مثا ما رحتي جيتي لن تحصل الا على الندامة ودخيل عينك حاج تكرر هذه المقولة بدك تروح حتى تنقذ ما بقي من سوريا ؟ سوريا لم يبقى فيها شيء الا العصابة العلوية وشبيحتها المجرمين وبعض الخونة والمجرمين والمرتزقة الطائفيين الذي يعيشون في سوريا خربا ودمار ولا يوج مناطق لم تدمر إلا المناطق العلوية فقط لذلك فما على الجيش الحر إلا بالرد بالمثل ومثل ما تشردت السنة يجب أن يشرد العلويين.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي