غبطة المطران لوقا الخوري المعاون البطريركي في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس المحترم...
تدعو نيافتك /غبطتك الشباب المسيحي لحمل السلاح للدفاع عن سوريا وعن الكنائس والاديرة التي تتعرض للتخريب على يدي من سماهم بالمجموعات المسلحة, دون أن تأتي على ذكر أوابدنا ومقدسات أبناء وطننا وأخوتنا في الوطن التي تشكل ارثنا السوري الوطني المشترك والذي هو جزء مهم من هويتنا السورية الجامعة.
وأريد هنا أن ألفت نظر نيافتكم/غبطتكم الى أن أنكم بدعوتكم هذه انما تزيدون الطين بلة بالبلد وتعملون ربما بدون وعي على ازكاء الفتنة التي أشعلها المستفيدون من خراب سوريا تحت الرايات الدينية والطائفية.
كنت أفضل قبل أن تتكلمون عن حمل السلاح أن تفكرون مليّاً في هوية ومصدر هذا السلاح من ناحية, ولمن سيوجه من ناحية أخرى.
كنت أفضل قبل أن تدعون الشباب المسيحي لحمل السلاح أن تسألوا نفسكم عن مدى تجانس الشباب المسيحي من منظور الانتماء للوطن وأهله ومستقبله وحقوقه ومصيره المشترك.
نيافة/غبطة المطران المحترم..
أنتم تعلمون دون شك أن جر الصراع الاجتماعي والسياسي الى التسليح والعسكرة أتى رداً على أحقية المطالب الشعبية بالتغيير الديمقراطي في سوريا, وقناعة النظام بعدم قدرته على الصمود أمام الثورة أو ان أردتم الاحتجاجات السلمية التي شارك في صنعها الشباب السوري بكل أطيافه بمن فيه الشباب المسيحي انطلاقاً من انتماءه الوطني السوري للمطالبة بحقوقه في الكرامة والمواطنة والتشاركية. فكيف تدعون هؤلاء الشباب للابتعاد عن مصيرهم السوري وتدفعونهم الى اعتبار أنفسهم أقلية عليهم الدفاع عنها ?
أنتم تعلمون دون شك أيضاً أن السوريين فقط وبكل أطيافهم هم من يستطيع فقط الدفاع عن البلد ومقدسات أبناءه من كنائس ومساجد عندما ينبذون الفكر الاستبداي وأدواته بكل تلاوينه العقائدية من سياسية أو دينية, ولهذا كنت أنتظر منكم ومن كل آباء الكنائس وراعييها أن يلتزموا الخيار الوطني السوري الجامع كمدخلاً للخروج بسوريا من الكارثة التي دفعها اليها النظام بممارساته التهميشية والاقصائية عبر عقود طويلة بدلاً من الهروب الى الأمام نحو تقوقع يُخرج الشباب السوري المسيحي من مكانه الطبيعي بالنضال جنباً الى جنب مع جميع مكونات الوطن السوري للخلاص من الطغيان, لتحقيق حلمه في العيش بكرامة ومواطنة في وطننا سوريا.
ودمتم
بسام اليان عويل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية