قال الفنان سميح شقير، إنه يتابع أوضاع اللاجئين السوريين الفارين عبر البحر ومآسيهم المُرة، مشيرًا إلى أنه حرص على ترجمة أغنيته الجديدة "قادر يا بحر" إلى عدة لغات أجنبية، ليتوجه من خلالها للأوساط الغربية، معتبرا أن إهمال المعارضة السياسية لدور الفن في مثل هذه الأزمات يضاف إلى فشلها.
شقير، الذي عفر بموقفه المتقدم والجريء في دعم الثورة السورية منذ اطلاقتها، قال لصحيفة "المصري اليوم": "أطلقت الأغنية في حفل أقامه معهد العالم العربي، دعماً للثورة في سوريا وتضامنًا مع ملايين المُهجرين والمُشردين، وتقول كلمات الأغنية: "قادر يا بحر.. موجك قادر.. يكسر خاطر كل مهاجر.. ما تعين الظالم يا بحر.. لولا المظالم ما هاجر.. وخليك حنيّن يا بحر".
واعتبر "شقير" أن الأغنية "ليست صرخة حزن فقط بقدر ما هي نداء لإيقاظ الضمائر الميتة تجاه قضيتنا، فمأساتنا متكررة وتُعاد فصولها بشكل مؤلم كل يوم، وتدفع الإنسان لتأمل أولئك الذين ركبوا البحر بحثًا عن ملجأ فلقوا مصير من سبقوهم، فأي قدر وأي وضع مأساوي دفعهم لخوض التجربة نفسها".
وأضاف: "أتابع أوضاع اللاجئين السوريين الفارين عبر البحر ومآسيهم المُرة، لذلك حرصت على ترجمة أغنيتي "قادر يا بحر" إلى لغات أجنبية أتوجه من خلالها للأوساط الغربية، أملاً في إحداث اختراق ثقافي، ومحاولة مني لتوضيح حجم المأساة للغرب، لأنه معروف أن الأغنية بشكل عام يمكن أن تحمل مواضيع مختلفة، ويحق لنا أن نُحمّلها أفكارنا وقضايانا".
وأشار صاحب أغنية "ياحيف" إلى البحر المتوسط يشهد غرق مئات اللاجئين السوريين الباحثين عن طريق لهم عبر البحر إلى شواطئ أوروبا، في محاولة للبحث عن ملجأ آمن بعيدًا عن وطنهم الذي دمرته آلة الحرب العسكرية، "ومع ذلك، أبدي تفاؤلا كبيرًا بالمستقبل".
وواصل: "اعتدنا أن نكون صناع أمل حتى في أشد الأوقات صعوبة. ونتفاءل حتى لو لم تتوفر مقومات هذا التفاؤل، لكننا لسنا متهورين، وأحلم كالكثيرين بالعودة إلى سوريا، لكن الوضع الحالي لا يُنبئ بإمكانية تحقيق ذلك، الواقع الحربي متفجر ومأساوي".
وأكد: "لست متشائمًا من حركة التاريخ. فلا يمكن أن يكون هناك حراك شعبي حقيقي له رسالة إلا وينتصر، ورغم اعترافنا بوجود درجة من التشوه شابت الثورة، ألحقتها مجموعة من الأطراف المحلية والدولية والنظام، إلا أننا نترقب الوقت الذي يبدأ فيه الحل السياسي الحقيقي وليس الإعلامي، وأخشى أننا سنمر بما هو أشد ألمًا".
وانتقد "شقير" المعارضة السورية قائلا: "الفن لا يقل أهمية عما تقوم به المعارضة السياسية السورية التي تتعثر في الكثير من خطواتها، ويكفي إهمالها لدور الفن الذي يمكنه لعب دور كبير وحاسم في أي ثورة، وللأسف لا يوجد أدنى اهتمام، ولم تحاول المعارضة السياسية السورية الاستفادة من الفن خلال 3 سنوات، رغم أنه بات يقيناً أن الفن كفعل ثقافي له دور أساسي مهم في تحفيز ضمائر الإنسانية وتغيير سلوك البشر.. لذلك هذا الإهمال يضاف إلى الفشل السياسي للمعارضة السورية، التي لا تستوعب دور الفن والثقافة كسلاح أساسي في الثورة".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية