أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل انسحاب "الجبهة الإسلامية" من " الأركان" سيقوّض "جنيف"؟!

لم يكن جديداً الإعلان الذي صدر عن "الجبهة الإسلامية" المشكّلة مؤخراً، من انسحاب الأخيرة من الأركان، إذ كانت قد انسحبت منها قبل ذلك في إعلان جميع الفصائل المشكلّة لها، بالإضافة للنصرة، معلنةً عدم الاعتراف بالائتلاف.

ومجيء التأكيد على الانسحاب بالأمس، جاء بحسب ما نُقِل عن مصادر مطلعة بعد إعلان "الأركان" بيعتها للائتلاف، كممثل سياسي لها في الخارج.

فيما عدّت مصادر أخرى أن انسحاب "الجبهة" جاء على خلفية الاجتماعات المكوكية للدول الإقليمية من أجل توحيد صفوف المعارضة السورية في وفد واحد قبيل انعقاد "مؤتمر جنيف" الذي حُدد موعده مطلع العام المقبل.

وبحسب محلّلين فإن انسحاب "الجبهة" من الأركان، أتى ليضعف موقف الأخيرة أمام الرأي العام الدولي، كونها الممثل الشرعي لحملة السلاح من الثّوار.

ومما يلاحظ أن "الجبهة الإسلامية" لا تعوّل كثيراً على مؤتمر "جنيف" ولا "اجتماعات قادة المحاور الإقليمين"، مشددةً على تبني مشروعها ألا وهو "مشروع أمة" الّتي أعلنت عنه منذ أيام.

وكذلك تُتّهم "أركان" الحر بشكل شبه دائم من عدد من المتحاربين على الأرض بالانصياع لقرارات الخارج، وتنفيذ ما تمليه عليه تلك الدول من إملاءات.

حتّى أن بعض المقربين من مؤسس الجيش السوري الحر العقيد "رياض الأسعد" يتهمون الأركان بعدم "الوطنية" والغوص في أوحال مشاريع "الاستعمار الجديد".

وفي النتيجة يستخلص المتابع والمراقب لما يجري على الأرض أن مؤتمر جنيف عصيٌّ عن الانعقاد، إلا إذا تحاورت الدول الراعية له مع الميلشيات الطائفية التي جلبها "بشار" لقتل شعبه، وكذلك بالتوصل لنتيجة مع الثّوار على الأرض والتعهد بالمحافظة على الأقل بمحددات المشروع الّذي أخذوا يرسمونه لسوريا المستقبل على الأرض بما في ذلك "البعد الإسلامي".

ويحذّر مراقبون من أن العملية السياسية لن تُكلل بالنجاح إذا لم تستشر "الجبهة الإسلامية" في مقررات جنيف، لأن ذلك سيدفع البعض حتى للتشاور مع من تصفهم بالمتطرفين من "دولة الإسلام" و"النصرة" لوقف أصوات القذائف ووجبات سفك الدم السوري اليومية، إن لم يراوغ "الأسد" ويُبقي على آلة القتل مستعرّة، في ظل تأكيدات صقور إدارته اليومية بالقتال حتّى التخلص من آخر من يصفونه بالـ "إرهابي"، حتّى لوكلّف ذلك الشّعار القضاء على آخر سوري!

محمد الفارس - زمان الوصل - خاص
(118)    هل أعجبتك المقالة (116)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي