أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"هيئة التنسيق" تحلّق بعيدا في في بيروت...!.. ورشة عمل حول حقوق المرأة السورية تجاهلت الانتهاكات بحقها

للمرة الثانية خلال هذا الشهر، تعقد"المبادرة النسوية الفرنسية" بالتعاون مع السفارة السويدية في بيروت، ورشة عمل دعت إليها شخصيات من المعارضة الداخلية، ومرة أخرى كان الهدف التحول الديمقراطي في سوريا..كأنه الشغل الشاغل للأوربيين.

في أضخم فندق لبناني، يناقش هؤلاء سبل الوصول إلى دستور ديمقراطي عصري يضمن بالدرجة الأولى حقوق المساواة بين الجنسين، في هذه اللحظة الحرجة من عمر الثورة السورية يدرس المحامون والنشطاء ودعاة المجتمع المدني آلية الحفاظ على حقوق المواطنة في الدستور الموعود، وفي وقت تمر البلاد بمنعطف كبير.. تريد تلك المبادرة الأوربية من السوريين احترام حقوق المرأة الآن أكثر من أي وقت مضى، والمفارقة أن ورشة العمل هذه لم تتطرق بأي حال من الأحوال إلى حجم الانتهاكات التي تتعرض له المرأة في ظل العنف الدائر على الأرض، لم يتم تقديم أي رقم إحصائي من شأنه تقديم فكرة عن واقع مرير تعيشه امرأة الشتات واللجوء والنزوح.

هنا، في بيروت تجتمع معارضة من الداخل السوري ليس لأي هدف آخر، فقط ليطلعوا على مزايا الدساتير الدولية العصرية، والتي ربما نحتاج أي منها في المستقبل القريب، أسأل أحد المحامين الذي أبدى إعجاباً بمعلومات قدمتها له سيدة أوربية عن واقع المرأة زمن الحرب الأهلية، أسأله عن مدى أهمية تطبيق هذا الكلام النظري وترجمته عملياً، فيضحك: بعد أقل من خمسين عاماً.

يبدو أنّ معارضة الداخل عاشت وتعيش في واد، والسوريين في واد آخر تماماً، هذه حقيقة ظهرت منذ اليوم الأول للحراك السلمي، فلم تستطع تلك الأقطاب المعارضة على رأسها "هيئة التنسيق الوطنية" أن تكون مرة واحدة في صف السوريين، لمرة واحدة فقط تشعر بألمه، بمعاناته، فشلت في تبني خطابه، بل إن كثيراً منهم يعارضون الإسلاميين أكثر من معارضتهم للنظام، هم نسوا النظام تماماً الآن، الخطر الحقيقي هم الإسلاميون بحسب قولهم.

الأوروبيون..مجدداً يوجهّون معارضة الداخل عبر ورشات عمل مستمرة عن "التحول الديمقراطي" يقولون لهم حكايات وقصصا عن أهمية تبني دستور ديمقراطي يحمي حقوق الأقليات وحقوق المرأة وحقوق الطفل، ولسنا ضد أي منها، فقد لو كان التوقيت مناسباً.

ببساطة، لا بد أن تستهجن تلك الأموال الطائلة التي تهدر على هذا!! في وقت لا يعرف هؤلاء كيفية الوصول إلى مخيمات اللجوء السوري..مخيمات الإهانة والذل، لو يعرفون أن مخيمات الفلسطينيين هنا أرقى وأفضل إنسانياً من تلك التي يعيش فيها السوريون.

سبق وقيل إن خطاب معارضة الداخل حتى اللحظة لم يرقَ بعد إلى مستوى خطاب الشعب، والسؤال: كم سوري قرأ البيان الأول الصادر عن هيئة التنسيق الوطنية (المعارضة) كواحدة من أقوى وأكبر القوى في الداخل، كم سوري بما في ذلك المهتمون بالشأن السياسي العام اطلع أو حتى عرف الفروق بين مواقف القوى المعارضة، لكن أن يتعمق هذا الشرخ أكثر مع ارتفاع منسوب الدم، وأن تنفصل معارضات توصف بالوطنية وبغير العمالة، تنفصل تماما عن الشارع، هذا يدعو للخوف، ففي الاجتماع الأخير (السري) حيث لا يُسمح لوسائل الإعلام أيا تكن، هناك لم يتم التطرق ولا بأي شكل إلى تطورات الداخل السوري، حتى أن بعضهم يملك رقما قديما جدا عن أعداد الشهداء..وغير معني أصلا بما يحدث سياسياً.. فأحدهم (رفض ذكر اسمه) لم يعلق كلمة على اتفاق إيران ـالغرب فيما إذا سيحمل حلا لأزمة سوريا.

سألت "فائق حويجة" أحد أبرز المحسوبين على هيئة التنسيق الوطنية ممن تواجدوا في ورشة العمل عن موقفهم من جنيف2: "يجب أن نذهب إلى هناك ودون شروط مسبقة، أنتم من في الخارج أقصد قوى الائتلاف وقبله المجلس الوطني ضيعوا على الشعب السوري سنتين من الوقت والموت مجاناً..سينصاع الجميع اليوم إلى رؤية هيئة التنسيق التي كانت منذ البداية تقول بالحوار والسلمية، يجب الذهاب إلى الحوار والتفاوض.

المضحك المبكي أنّ نغمة بدأ هؤلاء يرددونها في كل مناسبة عن مشاركتهم في دفع فاتورة الدم، أسمع من كثيرين هنا عن سلسلة الاعتقالات التي طالت كبار شخصيات منهم، وعن أعداد شهداء بالمئات دفعت على مذبح الحرية وقربانا للسلمية التي ينشدونها في أدبياتهم.

شام محمد ـ بيروت (لبنان) -زمان الوصل
(133)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي