تؤكد الأنباء القادمة من معضمية الشام أن مفاوضات مكوكية تجري بين وفد عن النظام وممثلين عن المدينة بغية عقد هدنة بين الطرفين.
ويقول ناشطون من البلدة إن النظام أرسل وفدا من 3 أفراد من أهالي المدينة الموالين للنظام برفقة ضابط من جيشه, قدموا شروط النظام لعقد الهدنة.
الوفد المفاوض باسم البلدة طالب في بداية الأمر, اطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات، والأطفال فوراً وإدخال المواد الإغاثية والغذائية كبادرة حسن نية, عن طريق سيارات الأمم المتحدة، التي يمكن رفع علم النظام عليها.
وطالب الوفد بعدم المساس بأسلحة الجيش الحر, وسحب عناصر جيش النظام كافة خارج حدود المدينة, والتأكيد على عدم التعرض لأي شخص من المدينة, وعلاج جرحى ومصابي المدينة على نفقة النظام, وتسوية أوضاع الموظفين من أبناء البلدة ومنع اعتقالهم من الدوائر الحكومية, إضافة إلى تسوية أوضاع الطلاب, والمتخلفين عن الخدمة الإلزامية, وتأهيل المرافق العامة (مخابز، مدارس، ..) , إضافة لرفع الحواجز كافة عن مداخل و أراضي المدينة.
وأما مطالب وفد النظام فتلخصت في رفع علم النظام على البلدية والمدارس والمؤسسات العامة, وتسليم الثوار لأسلحتهم الثقيلة, وإخراج "الغرباء"من المعضمية, وعدم تعرض الثوار لجيش النظام, وبالمقابل تشكل حواجز مشتركة بين قوات النظام والجيش الحر وتفتح المدارس والمؤسسات, وتشكل لجنة لإكمال المفاوضات, إضافة لتعيين ضابط ارتباط عسكري من عناصر النظام على أن يكون من أبناء المدينة.
ويحذر ناشطون من داخل المدينة ومن خارجها من عقد هدنة مع النظام "ستكون كارثية على أهالي المدينة"، مع احتمال ارتكاب النظام مجازر بحق أهالي المدينة, والقيام بحملات اعتقال تعسفي تطال الجميع دون استثناء.
"نحن على رأس قائمة المطلوبين لنظام الأسد, فأين سنذهب إن عقدت الهدنة", يقول شادي (اسم مستعار), وهو أحد إعلاميي المدينة الذي غطى خلال السنوات الثلاث كثيرا من أحداثها ومعاركها, ويضيف: ما هو مصير مئات من الناشطين والإعلاميين والمقاتلين داخل المدينة, وهل سيكون مصيرهم الاعتقال أم القتل, أم الخروج من المدينة إلى داريا أو بلدات أخرى من الغوطة, وما هو مصير عوائلهم وأقاربهم المتبقين في المدينة, أسئلة يطرحها "شادي" بانتظار إجابة عنها من المتفاوضين.
كما يحذر الناشطون من غدر النظام وعدم التزامه بشروط الهدنة, كما حصل في عديد الحالات, والتي كان آخرها ما حصل في النبك التي اتفق فيها الثوار والنظام على تراجع الحر إلى الخطوط الخلفية للمدينة مقابل إدخال الغذاء, وما إن انسحب الثوار أخلّ النظام بالهدنة واحتل القسم الغربي منها, وارتكب مجازر بحق المدنيين.
ويقول الناشطون إن نتائج الهدنة الكارثية لن تتوقف عند هذا الحد, بل ستصل إلى مدينة داريا المجاورة لها وما بعدها من مدن الريف الدمشقي, خاصة أن المعضمية تشكل خط دفاع أساسي عن المناطق الخاضعة للثوار من جهة الغرب, وتحملت عناء صد مئات الهجمات على تلك الجبهة.
إلا أن للحكاية وجها آخر, حيث يرى أحمد (اسم مستعار) وهو ناشط آخر من المدينة, أن من الأهالي من ضاقت به الدنيا داخل المدينة وخارجها, فبالإضافة لوصول الحال بالسكان لأكل أوراق الشجر والخبز العفن (إن توفر) ووفاة العديد منهم جوعا ومرضا, فإن بعض العائلات النازحة في مدن أخرى تقع تحت سيطرة النظام, تتعرض لمضايقات, وصلت لحد إعلان 50 عائلة عودتها الأحد إلى المعضمية رغم الحصار, سواء عقدت الهدنة أم لم تعقد.
معضمية الشام, تقع ضمن طوق عسكري من مقرات قطع عسكرية هامة لقوات نظام دمشق كالفرقتين الرابعة والعاشرة, وسرايا الصراع، ومطار المزة العسكري, إضافة إلى تجمعات مساكن عائلات الضباط والجنود المنخرطين في تلك القطع العسكرية, وهي تعاني منذ عام من سياسة "الجوع او الركوع" التي يطبقها النظام.
ويحاول النظام منذ فترة تركيز عملياته العسكرية على البلدات والقرى والمدن في جنوب العاصمة والغوطة, بحيث يستهدف عسكريا وبشكل عنيف جدا إحدى البلدات, في الوقت الذي يحاول فيه عقد هدن جزئية مع باقي تلك البلدان حتى يحين موعد استهدافها ضمن مخطط قضم الواحدة تلو الأخرى.
زمان الوصل - الهيئة العامة للثورة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية