أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الناشط خالد الحصني واجه الموت أكثر من مرة: "عدسة شاب حصني" تنقل بلدة قلعة الحصن إلى العالم !

بلدة الحصن... والصورة أدناه منظر للبلدة من احد أبراج القلعة

صفحة شاب حصني هي ليست مجرد صفحة من صفحات عدسات الشبان التي انتشرت بكثرة منذ انطلاق الثورة السورية بتوجهات ومضامين متشابهة أغلب الأحيان، بل هي نافذة تتعايش مع الحدث وتنقله بكل جرأة و أنشئت هذه الصفحة – كما يقول القيّمون عليها لتكون "صلة وصل بين بلدة قلعة الحصن التي تعيش حصاراً خانقاً من جهة وأبنائها المغتربين في أصقاع العالم".

ونجحت الصفحة في أن تنقل كل ما هو واقعي وآني من حياة بلدة سطرت بطولات ملحمية وتحدت الحصار والجوع والدمارودفعت الثمن غالياً من دماء أبنائها كما هُدمت العشرات من بيوت أهلها ومساجدهم ومحلاتهم وطال التهديم الأماكن الأثرية التي كانت تميز هذه البلدة ومن أهمها قلعة الحصن التي أخذ أبناء الحصن من تاريخها الحافل بالمقاومة والصمود والعنفوان أبهى صوره وأرقى معانيه.

الناشط خالد الحصني الذي أنشأ مع زميله محمد شام صفحة عدسة شاب حصني تحدث لـ"زمان الوصل" عن فكرة الصفحة و الغاية من إنشائها قائلاً: 


انشئت صفحة (عدسة شاب حصني) نسبة الى بلدة قلعة الحصن منذ الشهر الثاني لبداية الأحداث في قلعة الحصن، وكان الهدف من هذه الصفحة نقل مايجري في قلعة الحصن من دمار ناتج جرّاء القصف الهمجي لقوات النظام وشبيحته في القرى المجاورة وتبيان حجم هذا الدمار من خلال الصور الفوتوغرافية، وكان هدفنا أيضاً من تأسيس الصفحة وضع الأشخاص الموجودين خارج الحصن من مغتربين ولاجئين ومهجرين في صورة ما يجري داخل الحصن من خلال التوثيق الفوتوغرافي والفيديوهات لكي لا يشعروا أنهم خارج بلدة الحصن. 

وحول ظروف عمل كادر الصفحة والصعوبات التي تواجههم يقول الناشط الحصني: 
نعم هناك صعوبة شديدة تواجه عملنا وخاصة أثناء تصوير الأماكن التي طالها دمار كبير، وأول هذه الصعوبات صعوبة الوصول إلى المكان الذي نريد تصويره وخاصة قلعة الحصن الاثرية،لأن الطرقات في مرمى نار المدفعية دائماً ويتم استهداف كل من يمر في الطرق التي توصل إلى الحصن، ولذلك نقوم باستغلال فرصة الهدوء، وانعدام القصف ونذهب للتصوير، وفي ذلك خطورة أيضاً لأن القصف يمكن أن يتجدد في أية لحظة، ويضيف الحصني هناك مواقف كثيرة وخطيرة حصلت معنا أثناء أداء عملنا، ففي أحد الأيام كنا نقوم بتصوير القلعة وفجأة بدأت المدفعية الموجودة على جبل السايح ترمي قذائفها علينا، ولكن الحمد لله لم نصب بأذى وذات مرة كنا نصور بيتاً مدمراً بشكل كامل من قصف الطيران فبدأت مدفعيات النظام بالقصف علينا ونجونا بأعجوبة من موت محتم. 

أماكن تثير الأسى!
وحول كيفية اختيار اللقطات وما المعايير التي يضعها كادر العمل يضيف الحصني: 

هذه اللقطات تكون غالباً حسب دمار المنزل وحجم الدمار فيه، ففي المنازل التي يتم تدميرها بشكل كامل نقوم بالتقاط أكثر من لقطة ومن جهات مختلفة وحسب خطورة أو سلامة المكان الذي يتم تصويره، فالمنازل التي تقع على أطراف الطرق نقتصر على تصويرها بلقطة واحدة لها لأنها تكون مستهدفة غالباً حتى بعد تدميرها بالكامل وعلى الأغلب نختار الوقت الذي لا يكون فيه قصف من المدفعية أوالطيران لكي نعمل بظروف آمنة، ونقوم بتصوير أكبر قدر ممكن من الأماكن ومعاينة دمارها من مختلف الجوانب. 

وحول توجه صفحة عدسة شاب حصني للتركيز على توثيق آثار الدمار في الأماكن على خلاف الصفحات الشبيهة التي تهتم بالناس والوجوه وحركة الحياة اليومية يقول الحصني: 

هدف الصفحة الرئيسي كما ذكرت لك آنفاً هو توثيق الدمار في بلدة الحصن وفي بعض الأحيان نقوم بتصوير أماكن يطلب أحد أصدقاء الصفحة منا تصويرها كتصوير حديقة منزله وتصوير الأهالي الموجودين في الحصن.


وعن مدى تفاعل الناس محاصرين ولاجئين ومغتربين مع الصفحة يقول الناشط محمد شام مراسل وكالة شام الإخبارية أحد المشرفين عليها:

الكل يتفاعل مع الصفحة ولله الحمد وهناك بعض الأشخاص الذين بفيدونا ببعض الأفكار بهدف تطوير العمل وأغلبهم من المغتربين، أما اللاجئين فلا حول لهم ولا قوة والكثير منهم يرى الصور التي تنشر وخاصة إذا كان له علاقة بالمكان تصيبهم حالة من الحزن والتشاؤم ويطلبون منا في بعض الأحيان عدم نشر هذه الصور التي تثير الأسى والذكريات في دواخلهم.
صورة "ايرث غوغل"
تهتم صفحة عدسة شاب حصني برصد حالات سقوط الصواريخ أو القذائف على البلدة ولحظة انفجارها فيما يمكن اعتباره سبقاً إعلامياً وحول ذلك يقول الناشط خالد الحصني:

مثل هذه اللقطات وغيرها من مثل لقطات الدخان الذي يخلّفه سقوط الصاروخ تأتي غالباً بمحض الصدفة، علماً أن الكاميرات التي بحوزتنا لا تمتلك الميزات القوية والدقة العالية الي تسمح لنا بتصوير احترافي لمثل هذه اللقطات باحترافية وما نصوره غالباً يأتي بشكل عفوي وبالمصادفة.

وحول استفراد الصفحة بنشر صورة عن "إيرث غوغل" تتضمن الحواجز والحصار المطبق على الحصن وكيف جرى تثبيت مواقعها على أرض الواقع يقول الناشط الحصني: 

نعم قمت بتصميم الصورة على برنامج خاص، واعتمدت على تحديد المسافات بدقة كبيرة لأنني ابن المنطقة وأعرف كل المناطق والقرى المتوزعة حولها، وأنا كمصور على أرض الواقع أعرف من أين يأتي القصف وما هي أسماء المناطق المستهدفة. 

وباعتمادي على برنامج "إيرث غوغل" حددت القرى والمسافات بينها وبين قلعة الحصن وهي أكتر من 17 منطقة تقريباً، كل هذه المعطيات والمعلومات أفادتني في تصميم الصورة التي تناقلها الكثير من المواقع ووكالات الأنباء وسأقوم مستقبلاً بإنجاز خرائط شبيهة بخريطة "إيرث غوغل" تتضمن صوراً لمخططات المنطقة ككل.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(110)    هل أعجبتك المقالة (185)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي