أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نشطاء.. راهبات معلولا بحماية الثوار، والخطر الوحيد عليهن من صواريخ وقناصات النظام

عندما يتعلق الأمر بتحرير منطقة سورية يغلب على سكانها المسيحيون، يكون للعالم أعين وحسابات أخرى، فقد أُعلن يوم الإثنين عن تحرير معلولا بشكل كامل بعد معارك ضارية استمرت 3 أيام بين المجاهدين وقوات النظام، فيما أكدت شبكة مسيحي سوريا لدعم الثورة السورية بأن قوات المعارضة أحرزت خلال الساعات الماضية تقدماً داخل بلدة معلولا في ريف دمشق، وسيطرت على القسم القديم منها بعد اشتباكات عنيفة.
وجاء في الخبر بأن السيطرة تمت ليلاً، وقد تخللتها معارك عنيفة بين الطرفين.

فيما كانت رواية النظام مختلفة إذا قال مصدر أمني سوري في دمشق لوكالة الصحافة الفرنسية إن مجموعات المعارضة المسلحة ألقت إطارات محشوة بالمتفجرات من التلال التي تتواجد فيها عند مرتفعات البلدة في اتجاه مواقع القوات النظامية داخل البلدة، ما اضطر هذه القوات إلى التراجع.

وقد أسفرت معركة معلولا عن مقتل العشرات من قوات الأسد وتدمير دبابتين طراز T72 وعربة BMB وعربة شيلكا، بحسب بيان نشره موقع إعلامي تابع لمنطقة القلمون مؤكدا بأن مدفعية وراجمات الفوج 14 الكائن في مدينة القطيفة لم تتوقف لحظة واحدة عن استهداف معلولا بشكل عشوائي.

أما الكتائب المشاركة في معركة تحرير معلولا فهي جبهة النصرة وجبهة تحرير القلمون ولواء الغرباء ولواء تحرير الشام/ كتيبة المهام الخاصة، إضافة إلى الكتيبة العمرية

وحول مصير الأم بيلاجيا سياف وهي رئيسة دير "مارتقلا الأثري" وراهبات الدير، تحدث أحد النشطاء لــ"زمان الوصل "ممن التقوا اليوم مع عناصر من الجيش الحر المشاركين في معركة "تحرير معلولا" مبينا أن ما يدعيه النظام من اختطاف الراهبات من قبل عناصر إرهابية هو حديث عار عن الصحة، وهو ما أكد عليه موقع مسيحي سوريا الذي وعد بنشر فيديو خاص للراهبات في وقت لاحق.

وخلافا لادعاءات النظام، يشير نشطاء إلى أن الكتائب المقاتلة عملت على حماية الراهبات، وأن محاولات جرت لإخراجهن وتأمينهن خارج المدينة ولكن رصاص قناصات قوات النظام حال دون ذلك.

كما يؤكدون أن الراهبات في أمان وحماية "الحر"، ولكن الصواريخ التي أحرقت المدينة والتي ما زالت تستهدفها بشكل عشوائي هي الخطر الحقيقي الذي يهدد حياتهن كما يهدد الأديرة ومعالم المدينة الأثرية، ومن جملتها دير مارتقلا الأثري.

وفي المقابل سارع النظام وإعلامه ومعه عدد من رجال الدين المسيحي لإطلاق نداءات واستغاثات "لتحرير الراهن"، فقد وجه المعاون البطريركي في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس المطران لوقا الخوري ومعه أصوات أخرى نداءات إلى بطريرك موسكو وسائر روسيا وإلى مفتي روسيا لإنقاذ معلولا والراهبات المختطفات من دير مار تقلا من "أيدي المجموعات الإرهابية المسلحة، لما قد تتعرض له تلك المنطقة من انتهاكات وجرائم وتدمير على أيدي هؤلاء"، حسب النداء.

ويشير الناشط الإعلامي عامر القلموني في حديث خاص لـ"زمان الوصل" إلى أن النظام قد أفرغ معلولا من ساكنيها واحتل المنازل فيما سبق، وكان يستخدمها في تمركز قناصته، مستفيدا من طبيعتها الجبلية.

وحول سبب اختيار الثوار لتحرير هذه المنطقة رغم مايمكن أن يجره ذلك عليهم من حرب إعلامية، يتحرق النظام لإشعالها مستغلا العواطف الدينية وتخويف العالم مما يسمونه "التطرف الإسلامي"، يقول "القلموني" إن النظام هو من أراد لهذه المعركة أن تكبر لغايات كسب التعاطف الدولي، وتصوير الجيش الحر على أنه يستهدف المسيحيين في سوريا، وحينما تحدث النظام في المرة السابقة عن ذبح المسيحيين في معلولا وتدمير الصليب وتمثال السيد المسيح رأى الجميع أن كلامه لا صحة له، وما هو إلا محض افتراءات، علماً بأن الجيش الحر انسحب حينها من المدينة فور ضرب الحواجز العسكرية هناك، ولكن قصف النظام على معلولا لم يهدأ رغم الانسحاب، لأنه أراد حرباً مفتوحة على أرض معلولا.

وفضلا عن أهميتها الدينية والتاريخية، فإن لمدينة معلولا أهمية عسكرية كونها تقع على خط إمداد حيوي، وقريبة من الطريق الدولي بين دمشق وحمص، فضلا عن كونها تشكل حصنا طبيعيا بفضل تضاريسها الجبلية الوعرة.

وفي سياق متصل، نبه المجلس العسكري في القلمون الحكومة اللبنانية بأنها ستكون مسؤولة عن أي عمل عسكري يمكن يقوم به أي طرف من جهة لبنان ضد منطقة القلمون، في إشارة إلى مليشيا حزب الله اللبناني.

وجاء في بيان مقتضب للمجلس الذي يتبع الهيئة العامة لأركان الجيش السوري الحر:
نحن المجلس الثوري العسكري في القلمون نعلن:

أن أي إعتداء على القلمون مصدره الأراضي اللبنانية هو إعتداء تتحمل مسؤوليته الحكومة اللبنانية.

سعاد خيبة - زمان الوصل
(193)    هل أعجبتك المقالة (165)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي