استكمل مجلس ثوار حي صلاح الدين الحلبي ترميم مسجد الحي الذي انهالت عليه قذائف النظام بعد تحرير الحي بعدة أيام، فأصابت المئذنة والمنبر والسقف والجدران، بفتحات جدرانية كبيرة، أدت إلى خروج المحراب الرئيسي عن الخدمة، واقتصر الأمر على البهو الخارجي للجامع للإقامة الصلاة.
وقال "أبو محيو" أحد أعضاء مجلس ثوار صلاح الدين لـ"زمان الوصل": "اعتبر الجامع أهم نقطة في المدينة لخروج التظاهرات المنددة بنظام الأسد، وبعد دخول الجيش الحر للحي، تعرض الجامع للقصف والدمار، ما أدى لتحول الجامع إلى مكان مهجور بفعل الخراب الكبير الذي حلّ به جرّاء القصف بكافة أنواعه المدفعي والجوي والبري".
وأضاف "أبو محيو": "نظراً لأهمية الجامع جاء قرار إعادة ترميمه بعد زيارة جلال الدين الخانجي للحي قبل شهر رمضان الماضي، وبدأت مراحل إعادة تأهيل الجامع، حيث وزعت على ست مراحل، أولها نقل السجاد من أقبية الجامع وإزالة الأنقاض من فوقها، ومن ثم بدأ تجميع الأحجار السليمة لإعادة الترميم بها".
وأشار "أبو محيو" إلى أن عدد الفتحات التي أحدثتها القذائف في الجامع، بلغت أكثر من 20 فتحة، حيث كانت مرحلة ترميم تلك الفتحات من أصعب المراحل، بسبب انكشاف بعضها للقناصة من حاجز العموري القريب من الجامع والذي لا يبعد عنه سوى مئتي متر، حيث يتمركز حاجز لقوات النظام هناك".
وتابع: "تم سد جميع تلك الفتحات، بسلام دون أن يصاب أحد بأذى، ومن ثم استكمال ترميم المنبر والإنارة، والزينة، بالإضافة للتنظيف ومد السجاد، حيث استقبل في الجمعة الماضية المصلين، جماعة".
ولم يكشف "ابو محيو" عن قيمة وتكاليف الترميم، لعدم رغبة الداعمين لإعادة الترميم بالكشف عنها، إذ أرادوا من العمل أن يكون لوجه الله دون تكلّف.
الجدير بالذكر أن مسجد صلاح الدين يعتبر من أهم المعالم الّتي رسمت ملامح الثورة في المدينة التي تأخرت عن الحراك بداية، ولكنها انتفضت وشاركت أبناء باقي المحافظات بثورتها من خلال روّاد هذا المسجد ومساجد عديدة في المدينة الذي يشاركه في صدارة القائمة، جامع "آمنة" في حي سيف الدولة، الذي حوّله النظام لركام.
محمد الفارس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية