"سي إن إن" على "خط الجبهة".. مسموح الاقتراب والتصوير!!

هل بقي شيء من الأكاذيب والخرافات لم تسقطه الثورة السورية؟!.. طبعا ليس المقصود أكاذيب المقاومة والممانعة، فهذه سقطت منذ بدايات الثورة، لكن المقصود أكاذيب الديمقراطية ومحاربة الديكتاتوريات، وضرورة عقاب المجرمين ومحور الشر ولائحة الدول الراعية للإرهاب.. وكل هذه السلسلة الطويلة من الخرافات التي ساقها الغرب وفي مقدمته واشنطن وهو يتحدث لسنوات عن نظام بشار.

اليوم لم تعد قناة المنار ولا الميادين ولا حتى "بي بي سي" هي الوحيدة المطلوبة والمقبولة لدى "الجيش العقائدي" ليسمح لها بتصوير عملياته "على خطوط الجبهة"، بل إن شبكة مثل "سي إن إن" انضمت بكاميراتها ومراسلها لتصور "الجيش السوري" وهو يواجه "المتمردين"، بل وتصور دباباته وقناصيه.. فأين ضاعت "الأسرار العسكرية" التي كانت تصدع رؤوس السوريين، حتى إنهم أنفسهم وهم أهل البلد كانوا يصطدمون باللافتة المعهودة عند أي موقع: "منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب والتصوير"، وأين هو إعلام "الجيش الباسل" الممثل في إدارة التوجيه السياسي، وأذرعه الممتدة في قنوات سما والمنار والميادين وغيرها.

"سي إن إن" إذن في قلب المشهد، تتابع "جيش الأسد" ليس وهو يحارب "العدو الصهيوني" ويدحره -كما ظل النظام وواشنطن معه يحاولان تصوير هذا الجيش-، بل وهو يحارب ويدمر الشعب والبلد.

لا داعي كثيرا للوقوف عند مضمون التقرير المصور من "خط الجبهة"، فـ"حياديته" و"مهنيته" و"توازنه" ظاهرة لكل ذي عين ثاقبة، حيث لاحديث إلا لطرف النظام، ولا عرض إلا لوجهة نظره، لكن الذي يستدعي التوقف عنده أن يكون التقرير "حصريا"، وأن تكون "سي إن إن" من بين كل القنوات مدعوة لتصوير "جنود الأسد" وهم "يدافعون" عن العاصمة، في حين إن حبر "الهجوم الخلبي" على واشنطن واتهامها بالتآمر على النظام والسعي لضربه لم يجف بعد، ولا يزال في "جعبة" الأسد كثير منه، تماما مثل واشنطن التي لاتزال تملك "ترسانة" استثتائية من النفاق، تسمح لها بعقد الصفقة تلو الأخرى، مع نظام صنفته على الملأ بأنه سفاح ومجرم، ووضعته منذ سنوات طوال في محور الشر، وأضافته منذ عقود إلى قائمة الدول الراعية للإرهاب.. وهاهي اليوم تدخل لتصور "جيش الدولة الراعية للإرهاب" وهو يحارب المتمردين، الذين سيتحولون قريبا إلى "إرهابيين" في وصف هذا الإعلام، لاسيما أن التقرير لم ينس كالعادة أن يضرب على وتر "تزايد قوة الإسلاميين في صفوف المتمردين"!


إيثار عبد الحق - زمان الوصل
(94)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي