يطل الجنوب الدمشقي بصموده الأسطوري بعد أن أصابت الحرب "المقدسة" التي شنتها قوات الأسد بمشاركة الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وأبو الفضل العباس هجوما غير مسبوق كاد أن يسقط مدن الريف تباعا بلا حرب.
وتؤكد المعلومات المتوفرة لــ"زمان الوصل" من هناك أن دروس الحرب ووعيا جديدا بدأ بالتشكل إثر انتكاسات متتالية واحتلال للعديد من المدن جنوبه وشرقها بدءا من "الذيابية والحسينية وسبينة وحجيرة" إلا أن الأحياء القريبة منها أوقفت الزحف ولملمت جراح ثوارها وبدأت تواجه من جديد.
يقول الصحفي أبو عبدالله الحوراني العامل في إحدى الكتائب المقاتلة يمكن القول إنه جرى بسرعة الاستفادة من دروس الخسارات المتتالية وتم توحيد جهود الكتائب والعمل على الجانب النفسي ووقف الانهيارات التي كانت قاب قوسين أو أدنى".
وأضاف أن الجميع كان أمام أقسى اللحظات كانت الخيارات مميتة الهرب باتجاه اللجاة بدرعا أو الغوطة الشرقية أحاط بنا الحصار والتجويع، بدت المعنويات شبه منهارة سيما بعد انكشاف أن ثمة اختراقات بصفوف كتائب الحر, العديد من عناصر الحر غادرت الجبهات القتالية، وكانت الأخبار متسارعة عن قرب وصول جيوش جرارة للسيطرة على الجنوب الدمشقي، والذخيرة والعتاد قليلة بين أيدينا جميعا وكانت مدينة "داريا" قريبة منا بأخبار صمودها ... تجمع من بقي موجودا ووضعت خيارات الشهادة أو المواجهة لن نغادر الجنوب الدمشقي ولن نضيع ما أنجزناه طيلة شهور".
من جانبه يشير أبو بكر قائد إحدى المجموعات في سياق التعليق عن التحولات الحاصلة هناك:"نعم شعرنا أن ثمة انهيارات يجب وقفها بسرعة، حاول كل قائد ميداني أن يجمع صفوف كتيبته وكان عنوان الموقف "داريا"تبعد عنكم نظرة عين تصمد أمام أعتى حملة، "سحم الجولان" فشل النظام باقتحامها حي التضامن يصمد وأكدنا أن انهيارالجنوب الدمشقي يعني النهاية فالسبّحة سينفرط عقدها بسرعة، علينا مجددا رفع المعنويات على أكثر من جبهة وقل الحديث عن فكرة الانسحاب أو الهروب مما تبقى من بلدات الجنوب الدمشقي على حساب فكرة التصدي بل وتحرير مناطق أخرى باتجاه العاصمة دمشق".
ويدعو أبو بكر للاستفادة من هذه الدروس ووجوب استيعابها جيدا وأهم ما فيها هو عدم الاستسلام للشائعات فهي أخطر وسائل الحرب النفسية التي يبثها عملاء النطام، فالتاريخ حافل بالأمثلة التي تشهد بذلك والتي تروي استسلام جيوش وسقوط مدن نتيجة لهذه الوسيلة ذات الحدين.
ويخلص إلى القول "الريف الجنوبي لدمشق لن يسقط نحن هنا نمثل رئة داريا والمعضمية المحاصرتين، تجاوزنا المحنة وقريبا سيسمع أهلنا أخبارا طيبة".
محمد عويد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية