لاحق رعب البطاقة الشخصة أو الهوية، المواطن السوري من حاجز إلى آخر، فالوقوف على الحاجز، وما يليه من طلب للـ"الهواوي" –جمع هوية- دقائق تمر ببطء الساعات على السوريين المشاركين في الثورة وغير المشاركين.. لأن "طاسة" الحواجز غالباً ماتضيع، فيخلطون الحابل بالنابل والمعارض بالمؤيد، ويبدو أن وزارة الداخلية السورية تنبهت إلى هذا الاختلاط، فقررت إصدار بطاقات شخصية جديدة تعمل عبر شريحة الكترونية تحفظ كافة بيانات المتعلقة المواطن وبصماته.
*متابعة حثيثة من وزير الداخلية
نشرت إحدى وسائل الإعلام الموالية للنظام، نقلا عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية
أن البدء بمشروع الهويات المؤتمتة سيكون قريباً، وأن العمل على المشروع تم بتوجيه من وزير الداخلية اللواء محمد الشعار وبمتابعة حثيثة من قبله، بهدف تحديث وتطوير العمل بالشؤون المدنية.
ومن جهته يعلق المحامي والناشط الحقوقي "شفيق" على تصريح المصدر الوزاري بأنهم يريدون بطاقة تتماشى مع التطورات والمتطلبات الحديثة، بقوله: من الغريب أن الوزارة لاتخجل من إشارتها إلى أنها تراعي مقاييس الحداثة والتطور، وتنسى أن شعبها يُقصف بالكيماوي!!
*بطاقة لا تقبل "العرعرة"
ومن مواصفات البطاقة الجديدة حسب ما يحددها المصدر الوزاري، أنها "غير قابلة للكسر أو التزوير، حيث إن الوزارة أجرت عليها عدداً من اختبارات للتأكد من مدى مرونتها ومقاومتها"..وبرأي الناشط الميداني "عمر" فإن هذه المواصفات قد تكون الميزة الوحيدة للمشروع، لأنه بعد أن أفتى "العرعور"، وهو رجل دين طالما كان معيارا للثوار من قبل المؤيدين، بكسر البطاقات، صارت الهوية المكسورة أو المشعورة تسبب الاعتقال لصاحبها بتهمة "العرعرة".
ويضيف "عمر": قد تتعرض الهوية السورية الحالية للكسر لأبسط الأسباب، وهذا ما يعني كابوساً حقيقياً لأن تخريج بطاقة جديدة يحتاج إلى الكثير من الوقت والإجراءات ناهيك عن استحالة إخراج قيد من المناطق المحررة.
*سوريا بخير..والتشييّع أكبر دليل
وكعادة سلطات النظام، يتجاهل المصدر الوزاري مايحدث في سوريا، ويشير إلى أن قرار البطاقة الجديدة ليس له أي علاقة بالظروف الأمنية، ويؤكد المصدر أن جميع مديريات وزارة الداخلية تعمل بجميع المحافظات السورية بشكل طبيعي، ماعدا محافظة الرقة, حيث تم نقل المديرية الخاصة بمحافظة الرقة إلى مدينة دير الزور، ويجري استقبال طلبات المواطنين من أبناء محافظة الرقة فيها.
فيما يوضح المحامي "شفيق" أن الهدف من البطاقة الجديدة أبعد من مجرد التحديث، فبرأي "شفيق" أن للأمر علاقة بمحاولات التشييع التي يجريها النظام السوري في البنية السوريّة، مرجحاً أن النظام سيُتلف أرشيف النفوس القديم، لإقحام شيعة العراق وإيران في السجلات الجديدة.
كما يوضح المحامي الناشط أن أهل المناطق المحررة لن يكون بإمكانهم تخريّج بطاقات جديدة، مما يعني أنهم سيكونون هدفاً سهلاً للاعتقال على الحواجز.

2012-11-27
وصلت الحالة النفسية لسكان دمشق إلى مرحلة "التعود على الأشلاء والموت"، وأصبحت العاصمة بفعل نار النظام إلى مايشبه مدينة "الموت المؤجل"...، ننشر رسالة من فتاة دمشقية وصلت لـ"زمان الوصل"، ننشرها حرفياً بالهجة العامية، حيث... التفاصيل ..
لمى شماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية