تشهد قرى ريف اللاذقية، في جبلي الأكراد والتركمان، قصفا يوميا بمختلف أنواع الأسلحة، حيث تستهدفها المدفعية وراجمات الصواريخ، والدبابات، من مراصد النظام الموزَّعة على قمم الجبال، في "النبي يونس، وبارودا، وانباتة، وتلا، وبرج الـ45، وبيت حليبية" وغيرها.
كما لم يتوانَ النظام عن استهدف المنطقة بالصواريخ بعيدة المدى، من مراكزه في اليهودية باللاذقية، وقواعده في جبلة والبصة وقيادة البحرية، كما تستمر طائراته المروحية والعمودية، بقصف الريف بالصواريخ والبراميل المتفجرة، بشكل يومي.
إهمال مريب
يمتلك الجيش السوري الحر فصائل عدة منتشرة في ريف اللاذقية، إلا أنها تفتقد السلاح الثقيل، ويقتصر ما تملكه على السلاح الخفيف والمتوسط، وتغيب كليا مضادات الطيران.
"وراء الأكمة ما وراءها، لماذا يمنع عنا السلاح والذخيرة؟ لِمَ لا يسمح لنا بمهاجمة مراصد النظام بسلاحنا البسيط؟ لماذا لا يتم تزويدنا بمضادات الطيران؟" بألم واستغراب واستهجان، طرح القائد الميداني "أبو رماح" هذه التساؤلات وغيرها، مما يجول في أذهان أفراد الجيش الحر هناك.
أغلب سلاح الجيش الحر في ريف اللاذقية مما سيطر عليه خلال معاركه مع قوات النظام، بالإضافة إلى قسم استطاع تأمينه من خلال مبادرات فردية لعناصره ومن مالهم الخاص، ويؤكدون أن ما وصلهم من دعم، لا يوازي شيئا يذكر، مقارنة مع ما تحصل عليه الجبهات في المناطق الأخرى!.
يقول أبو جميل (أحد مقاتلي الجيش الحر): لقد بعت مصاغ زوجتي، لأشتري رشاشا للكتيبة، لكنه لم يكفِ، فبعت أثاث منزلي!... كأن هناك قراراً دولياً بحرماننا من السلاح، وتجميد جبهة الساحل، راجعنا القيادة السياسية والعسكرية، لكن دون جدوى أو توضيح، كل ما هناك وعود ثم وعود.
تغيير قواعد اللعبة
دخل الجيش الحر في الساحل، بأسلحته البسيطة، معارك عدة ضد قوات النظام، استطاع على إثرها السيطرة على عدة نقاط عسكرية مهمة كانت مركزاً يتم من خلاله استهداف الأهالي بالقصف! لكنه اضطر للانسحاب منها، لنفاذ ذخيرته، وعدم وصول الإمداد إليه!.
يرى خبراء عسكريون، أن جبهة الساحل هي الأكثر أهمية بين كل الجبهات السورية المقاتلة، وأن أسرع وأسهل طريق لإسقاط النظام، يعبر منها، لأنها الأقرب إلى منابع قيادات جيشه، وعناصر شبيحته، الذين سيتركون قتالهم في المناطق الأخرى، ويعودون للدفاع عن وجودهم في مسقط رأس النظام.
يدرك النظام أن فتح هذه الجبهة سيعرضه للخطر ويهز أركانه، لذلك فهو يرجو حلفاءه، الضغط على الدول الداعمة للمعارضة، لمنع تزويد جبهة الساحل بالسلاح وإبقائها مجمدة، وهذا ما هو قائم حتى الآن، باستثناء خروقات بسيطة، لا تغير جذريا بطبيعة المعركة.
"لا نأبه بما تفكر فيه قيادات المعارضة، وما يخطط له النظام، لن يتأخر اليوم الذي سنكسر فيه قواعد اللعبة، ونهاجم مواقع النظام بضراوة، معتمدين على أنفسنا، وما يمكن أن نغنمه من سلاح العدو، سنحرر ساحلنا في غفلة منهم، وليس ذلك ببعيد". هكذا، وبحماس شديد، عبر قائد ميداني في الجيش الحر بالمنطقة /فضل عدم ذكر اسمه/ عما يدور في أذهان المقاتلين على الجبهة.
زمان الوصل - الهيئة العامة للثورة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية