المبخّر إبراهيم الأمين والـ"...." حسن نصر الله

لدى السوريين مثل مشهور يقول إن "ألف مبخر ما بيلحقوا على... واحد"، ومعناه أن ألف شخص يقومون برش العطور ونشر البخور لا يستطيعون التغطية على شخص واحد أدمن إخراج الريح النتنة.

حكاية المبخر والـ"..."، تصلح تماما للثنائي، إبراهيم الأمين، وزعيم مليشيا حزب الله حسن نصر الله، فالأول يحاول عبر جريدة الأخبار أن لايدع فرصة لإعادة تلميع و"بولشة" وجه زعيمه وملهمه ومموله، فيما الأخير لايكف عن إصدار التصريحات واتخاذ المواقف التي تهون أمامها كل الروائح العفنة.

وهكذا يبدو "الأمين" كمن ينفخ في قربة مقطوعة، لكنه مع ذلك لا يكف عن النفخ ومزيد من النفخ، حالما بأن يعيد الأيام الخوالي ويدير عقارب الزمن إلى الوراء، حين كانت صور "نصر الله" في قلوب ملايين المستغفلين قبل أن تكون على الجدران، بوصفه المقاوم العنيد والبطل الصنديد، الذي قهر "العدو الإسغائيلي".

وآخر محاولات الأمين قوله إن "السيد" هو الذي أنجح صفقة تبادل الأسرى الشيعة في لبنان بما له من كلمة ووزن، حيث نقل عن المجرم علي مملوك (مدير مكتب الأمن القومي لدى النظام أن سوريا ليست طرفاً في الصفقة، لكنه أكد "احترام دمشق طلب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالمساعدة على إنجاحها".

وتابع الأمين: القطريون يطلبون مخرجاً. أجريت اتصالات بالقيادات السياسية للحاضرين، ثم بعث أمير قطر تميم بن حمد برسالة تقول إنه يسير في الصفقة وفق الشروط السورية، لكنه يريد ضمانة طرف ثالث. طلب أن تأتي هذه الضمانة، ولو شفهياً، من السيد نصرالله. عندها اتصل أحد مساعدي الأمير القطري بقناة اتصال له مع "حزب الله"، عارضاً الأمر، وليحصل بعد دقائق على جواب واضح: نعم، السيد حسن يضمن!

وأنا هنا لاأشكك في صدق رواية "الأمين"، لاقدر الله!، فلتكن كل مقالاته صحيحة، ومعلوماتها دقيقة مئة بالمئة، ما الذي ستغيره بحور من الكلمات أمام نقطة دم واحد أريقت بأيدي مرتزقة حسن وشبيحته في سوريا، فما بالك بما أراقته هذه المليشيا الطائفية من بحور دماء؟!

إذا كان "الأمين" و"حسن" أبناء المنطقة حقا، فلا بد لهما أن يعرفا أمثالها التي هي جزء من تكوينها، أما إذا كانا ليسا من أبناء المنطقة، فلا تثريب على زعيم المليشيا أن يواصل إصدار الروائح النتنة، ولا حرج على "الأمين" أن يواصل "التبخير" إلى أن تنفد كل أنواع البخور التي في العالم.

إيثار عبدالحق - زمان الوصل
(128)    هل أعجبتك المقالة (125)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي