أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مجزرة "الوليد" في وعر حمص...صاروخ "الجوية" يخلّف عشرات الشهداء والمصابين والدماء امتزجت بالدواء

البرميل الذي سقط على المستشفى

أكد مركز توثيق الانتهاكات في سوريا أن 12 شهيدا معظمهم من الكادر الطبي ونحو 35 جريحا كلهم مدنيون وجلهم أطفال ونساء هي حصيلة مجزرة استهداف النظام مشفى الوليد في الوعر بصاروخ أرض-أرض مساء 18/الجاري.

وأشار المركز في تقرير اطلعت "زمان الوصل" عليه إلى تقاطع شهادات العديد من المصادر بينهم 3 شهود عيان بأن مصدر الصاروخ كان فرع المخابرات الجوية الذي تحول إلى ثكنة عسكرية يتم قصف العديد من المناطق انطلاقا منها.

وقدم التقرير لمحة عن حي الوعر والظروف التي يعيشها، وفكرة عن مشفى الوليد الوحيدة التي تقدم الخدمات الصحية لأهل الحي المحاصر رغم أنه خاص بالأطفال، وغير مجهز للحالات الحرجة.

تتألف المشفى من أكثر من 100 غرفة تتوزع على 3 طوابق، ويقتصرعلى 40 سريرا، كوادره 35 بين مسعف وممرض وطبيب، ولا يوجد غير طبيب جراحة واحد.

وقال المركز في تقريره إنه في مساء 18/الجاري استهدفت قوات الأسد المشفى بصاروخ أرض-أرض، أدى إلى دمار هائل فيها وخاصة قسم الإسعاف الذي دمر عن بكرة أبيه، إذ سقط الصاروخ بين ذلك القسم وصهريج الأوكسجين الذي كان فارغاً لحسن الحظ، وإلا كانت الكارثة أكبر بكثير.

* شهادات من قلب الوعر
ونقل مركز توثيق الانتهاكات عن الأهالي والناشطين عدة شهادات حول المجزرة، فقال الناشط الإعلامي أبو عمر مصور وعضو شبكة "سوريا مباشر" إن حجم الدمار الذي خلفه الصاروخ يدل على أنه أطلق من فرع المخابرات الجوية المقابل للمعهد الزراعي بحمص، مستدلا على ذلك بجهة الصاروخ الذي مرّ في أجواء الوعر القديم في طريقه إلى المشفى.

وأكد أنه كان موجودا في الوعر القديم عندما مر الصاروخ من فوقهم بهدير شبيه بصوت الطائرة النفاثة، وما هي إلا ثوان حتى سقط على المشفى وأحدث صوتا هائلا وأحدث ما يشبه الزلزال.

ويتحدث أبو عمر عن مساعي الإسعاف وإنقاذ من يمكن إنقاذه من الضحايا تحت الأنقاض، مؤكدا أن عدد الشهداء بداية الامر كان 8 كلهم من كادر الإسعاف في المشفى، إضافة إلى رؤيته لأكثر من 20 مصابا بينهم 6 سيدات.

وكانت الطالبة "ك، الحمصية" ثاني الشهود التي أدلت بمعلومات لمركز توثيق الانتهاكات، فتقول الحمصية التي تسكن أحد المباني القريبة من المشفى إن قصفا بالهاون بدأ على الحي القديم، ليقطعه صوت انفجار "هائل جدا"، سمعه الجميع، لتبدأ الناس في الشارع تنادي بعضها للذهاب إلى المشفى الوحيد في الحي.

وأضافت أن الكهرباء المقطوعة، لم تسمح برؤية سوى الخراب والدخان والدمار، إضافة إلى بعض المصابين الذين كانوا يتلقون علاجهم قبل المجزرة، فزادت الإصابة وطالت طاقم الإسعاف، الذي تعرفت الشاهدة على ممرضتين إحداهما زوجة شهيد وأم لخمسة أطفال، والثانية شابة عمرها 20 عاما، إضافة إلى عدد من الشهداء الآخرين.

فيما أكد الناشط الإعلامي"أبو بسام" مراسل شبكة "شام" الإخبارية أن شظايا التفجير الهائل وصلت قرب منزله القريب من المكان، وبعد اصطحابه آلة التصوير قصد المشفى، حيث قساوة المشهد منعته من التصوير، فالأشلاء متناثرة ورائحة الدم ممزوجة بالأدوية تملأ المكان.

وكشف أبو بسام أن أضواء الهواتف الجوالة ساعدته وبعض المسعفين على وجود 6 جثث ممزقة في غرفة واحدة من المشفى دلّت بقايا الألبسة على أنها تعود إلى الكوادرالإسعافية، إضافة إلى جثة ممرض شبه سليمة.
وذكر أبو بسام أن عدد المصابين يفوق 35 شخصا معظمهم من مرافقي المرضى الذين كانوا يتلقون علاجهم، إضافة إلى دمار كامل لغرفة الإسعاف وجزئي طال نحو 60 غرفة بالمشفى الذي صار خارج الخدمة، وأضرار لحقت بالمباني المجاورة.

ولم تمنع أهوال المجزرة قناصة النظام المتمركزين فوق مشفى حمص الكبير -قيد الإنشاء- من استهداف أي شخص أو شيء يتحرك أثناء محاولات الإنقاذ والإسعاف برشاش 12،5، ما تسبب بإصابة شخص.

ويوضح التقرير بأن محاولة إدارة المشفى تحييدها عن المعارك باستبعاد المسلحين وأي مظاهر مسلحة، لم تبعدها عن دائرة استهداف نيران النظام، ونقل عن الناشط الإعلامي محمد الحميد تأكيده أن جميع الأبنية المحيطة بالمشفى سكنية وهو خال من المظاهر المسلحة "والنظام يعرف ذلك"، موضحا أن أغلب الحالات الحرجة لا يمكن التعامل معها في المشفى لاقتصاره على طبيب جراحة واحد.

وجدد التأكيد أن خلو صهريج الأوكسجين جنب الحي كارثة أكبر، ليستقر عدد الشهداء عند 12 شخصا معظمهم من الكادر الطبي في المشفى( 8 ممرضين و4 مواطنين)، و35 مصابا بينهم 25 طفلا وامرأة.

زمان الوصل
(120)    هل أعجبتك المقالة (129)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي