بعد أكثر من ثلاثين عاماً من العمل الإنساني في أحد مشافي ألمانيا أبى طبيب ألماني يدعى "ميركي" إلا أن يترك بصمة إنسانية لافتة تمثلت في تقديم كل مردود حفل وداعه لمساعدة اللاجئين السوريين والنازحين داخل سوريا.
القصة كما رواها ناشطون على شبكة التواصل الاجتماعي تقول إن البروفسور ميركي وهو من أشهر الجراحين على مستوى ألمانيا يشهد الكل بطيبته وأخلاقه وإنسانيته وبعد مضي 3 عقود من عمله وتفانيه في خدمة المرضى والمحتاجين حانت ساعة تقاعده منذ أيام وهي لحظة فارقة في حياة الشعب الألماني العاشق للعمل... وغالباً ما تُقام في مثل هذه المناسبة حفلات وداع يعبر محبو المحتفى وأصدقاؤه عن محبتهم وتقديرهم لمسيرته من خلال تقديم الهدايا الثمينة أو تقديم مبالغ عينية في ظرف مغلق أو من خلال التحويل البنكي على حسابه الخاص، وفي لحظة الوداع دعا "ميركي" زملاءه وأصدقاءه ومحبيه إلى اجتماع طارئ.. في إحدى قاعات المشفى وخطب فيهم شاكراً تعاونهم معه خلال سنوات العمل المفعمة بالعطاء والنجاحات، كما شكرهم على حسن تحضيرهم لحفلة الوداع، وكانت المفاجأة في طلبه بأن يحولوا كل ثمن الهدايا والأموال التي يرغبون تقديمها له لمساعدة النازحين والمحتاجين فهم – بحسب قوله- " أحوج مني لهذه الأموال".
و كان الطبيب ميركي قد نسق مع طبيب سوري يعمل لديه في المشفى أن يدله على جمعية سورية في ألمانيا تهتم بإيصال المساعدات للمنكوبين في الداخل السوري وبعد أن استوثق من اسم الجمعية و مجال عملها الإنساني اتصل مع إدارتها وحصل على رقم حسابهم البنكي الذي قام بتوزيع نسخ منه في اجتماع التكريم طالباً منهم تحويل ما يودون تحويله له على هذا الحساب معتبراً أن ما يصل إلى أهل سوريا في الداخل كأنه وصل إلى رصيده الشخصي.
وكانت "زمان الوصل" قد نشرت تقريراً عن راقصة بلغارية تدعى "كارينا زاخارييفا" تبرعت بكل ما جمعته من خلال عملها في أحد المطاعم البلغارية لصالح اللاجئين السوريين في بلغاريا، وهي وغيرها حالات إنسانية تعكس رغبة فعل الخير والإحسان إلى الآخرين في مجتمعات مادية يُنظر إليها على أنها تقوم على الفردانية والمصلحة الشخصية البحتة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية