تتعرض دير الزور لقصف عنيف من قوات الأسد وخاصة منطقة جسر السياسية الحيوية، فيما يخوض المقاتلون اشتباكات عنيفة مع قوات النظام على جبهات عدة داخلها، نتج عن أحدها سيطرة ثوار دير الزور على حقل العمر النفطي.
ناشطون أكدوا أن نية قوات النظام باتت واضحة باتجاه تدمير جسر السياسية بشكل كامل, بعد أن فقدت الأمل -على ما يبدو- في استعادة حي الحويقة ومبنى الأمن السياسي القريبين من الجسر, ولذا ركزت نيرانها عليه على مدى يومين متتالين, مستعملة الطيران والمدفعية المتمركزة على الجبل المطل على مدينة دير الزور من الجهة الجنوبية, ما خلّف أضرارا كبيرة في جسم الجسر وتشكل حفر كبيرة في منتصفه, ما يهدد حركة العبور عليه.
الجسر الواقع فوق نهر الفرات يعتبر شريان حياة أساسيا للأحياء المحررة المحاصرة من المدينة, حيث تأتي من خلاله إمدادات الغذاء والذخيرة والمقاتلين إلى تلك الأحياء، ويعد صلة وصل مع باقي المناطق السورية الخاضعة لسيطرة الثوار في سوريا, وبتدميره ستغلق جزئيا طرق الإمداد إلى تلك الأحياء.
إلا أن ناشطين يؤكدون أنه وفي حال تدمير الجسر لن تتوقف الإمدادات بشكل كامل, حيث سيعود الثوار لاستخدام القوارب النهرية لنقل الإمدادات, والمواطنين الراغبين بالدخول أو الخروج إلى الأحياء المحررة من المدينة, إلا أن المشقة ستزيد عليهم بشكل كبير.
وكان الثوار سيطروا منتصف العام الحالي على جسر السياسية، بعد معارك طاحنة استمرت أشهرا من الحواجز الحامية للجسر وفرع الأمن العسكري المقابل له والذي أخذ تسميته الشهيرة منه, كما تقدم الثوار في كامل حي الحويقة الملاصق للفرع خلال عيد الفطر الفائت، وتمكنوا من طرد القوات النظامية إلى خارج الحي ما مكنهم من فتح معبر جسر السياسية بشكل مقبول، حيث سهل حركة وعبور السكان والبضائع بشكل كبير.
وكان جسر السياسية يعرف حتى وقت قريب باسم معبر الموت, حيث كان قناصة القوات النظامية المتمركزون على نقاط حيوية في حي الحويقة, يستهدفون المارة على الجسر ما أدى لاستشهاد وجرح المئات من المدنيين ومقاتلي الجيش الحر, إضافة إلى خلق أزمة إنسانية كبيرة نتيجة استهداف السيارات التي كانت تنقل الطعام والدواء إلى الأحياء المحررة.
وكان سيطر الثوار على حقل "العمر" النفطي الذي يعد من أكبر الحقول النفطية في سوريا ويقع قريبا من مدينة الميادين (60 كم شرق مدينة دير الزور باتجاه الحدود العراقية), وآخر معاقل القوات النظامية في ريف دير الزور.
وأكد ناشطون أن الهيئة الشرعية في المنطقة الشرقية بمساندة عديد كتائب الجيش الحر سيطرت على الحقل بعد عملية مباغتة شنتها فجرا واستمرت أربع ساعات فقط, انتهت بقتل عديد الجنود واغتنام مدرعات وذخائر متنوعة.
ويعد حقل "العمر" واحدا من أكبر الحقول النفطية في سوريا وكان يؤمّن جزءا من احتياجات محافظة دير الزور من الكهرباء.
وفي سياق متصل, تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات على جبهات الرشدية والجبيلة والمطار العسكري في مدينة دير الزور بالتزامن مع قصف عنيف بمدافع 57 والهاون وراجمات الصواريخ على الأحياء المحررة, أوقع العديد من الجرحى بين صفوف المدنيين.
زمان الوصل - الهيئة العامة للثورة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية