معبر بستان القصر قرب كراج الحجز سابقاً وهو ممر يفصل حلب التي يسيطر عليها النظام عن حلب التي يسيطر عليها الجيش الحر , يفتح تارة ويغلق أخرى , وذلك حسب المخاطر التي قد تحدق به أحياناً فتزيد وتنقص تبعاً لتوتر الأحداث العسكرية في المنطقة , إلا ان هذا المعبر وحسب ناشطين تتبادل الكثير من الكتائب السيطرة عليه والتحكم به وبمن يمر منه يومياً فتارة يمنع إخراج الخبز من المناطق المحررة إلى غير المحررة وتارة يمنع العبور نهائياً وكل ذلك يتعلق بالظروف الأمنية والمعاشية وأحياناً يتعلق بمزاج من يقومون على شؤون المعبر إذ أن الأمر لا يخلو من التسلط والاستغلال ومحاولات الاستفادة المادية.
معظم من أشرف على هذا المعبر سايقاً كان يعتبر أن كل من يعيش في المناطق التي يسيطر عليها النظام ليس سوى شبيح أو مؤيد للنظام السوري , ويبلغ عدد هؤلاء أكثر من مليوني مواطن حلبي , حوصروا مرات ومرات من قبل النظام ومن قبل الكتائب التي تسيطر على المعبر باعتبارهم شبيحة , النظام يقطع طريق حلب الغربي والثوار يقطعون معبر بستان القصر , مما أنهك هؤلاء مادياً فأسطوانة الغاز غدت حلماً وواحد كيلو من البندورة يعتبر طموحاً وإنجازاً , حدثت أخطاء كبيرة هنا منها ما هو عن غير قصد ومنها ما هو مقصود.
فإغلاق المعبر لفترات طويلة كالأخيرة ولمدة أسبوعين يضر الكثيرين فهنالك الكثير من الطلاب الجامعيين الذين يضطرون الى العبور يومياً والكثير من الموظفيين الذين لا بد لهم من الذهاب إلى مناطق النظام على الأقل لقبض رواتبهم التي مازال يدفعها النظام لهم والتي أصبحت مبالغ تافهة لكنها تعينهم على قساوة العيش في الظروف الراهنة
يذكر احد المواطنين من ريف حلب ويدعى أبو خالد أنه منذ عدة أيام وبعد أن انتظر افتتاح المعبر أكثر من أسبوع قرر أن يغادر المدينة اإلى بلدته فذهب عن طريق خناصر الخطير جداً بالإضافة إلى أنه دفع أجرة السيارة أكثر من 8 آلاف ليرة سورية أي أكثر من نصف الراتب الذي قبضه.
كل هذه المعاناة تضيف إليها الحالة النفسية للقناص الذي يراقب المعبر فعندما يكون ضجراً ويرغب بالتسلية فإنه يتصيد ما يستطيع من ألئك البشر الذين يمرون , والغريب أنك ترى سقوط أحد الضحايا لكنك ترى أيضا أن الناس يتابعون المرور دون أن يكترثوا بشيء , لقد آمن الحلبيون جميعاً أن : (ما بموت غير اللي خلصان عمره)
محمد إقبال بلّو
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية