وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار سعودي بشأن حقوق الإنسان في سوريا، وذلك خلال جلسة الاستماع التي عُقدت في نيويورك في مقر الأمم المتحدة الثلاثاء.
وحصل مشروع القرار السعودي، الذي يدين أيضا استخدام السلاح الكيماوي على موافقة 123 دولة.
واعتبر السفير السعودي في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، أن "من العار على المجتمع الدولي أن يبذل كل جهوده في سبيل تدمير الأسلحة الكيميائية دون أن يبذل جهداً في سبيل تقديم المسؤولين عن استخدامها إلى يد العدالة".
وألقى "المعلمي" قبل تقديم القرار كلمة، أوضح فيها أنه يقدم مشروع القرار باسم كل من السعودية والكويت وقطر والإمارات،وأن مجموع الدول الراعية والداعمة لمشروع القرار وصل إلى 66 دولة.
ومما قاله "المعلمي": "سوف يسعى زميلنا السوري (مندوب النظام بشار الجعفري) إلى تحويل الأنظار عمّا يجري في بلاده وأن ينتقد المملكة العربية السعودية أو غيرها من الدول الراعية للقرار، وأنا أقول بصريح العبارة إننا قد لا نخلو من العيوب والأخطاء، ولكننا لا نقصف مدننا بالطائرات ولا ندكها بالدبابات ولا نقتل شبابنا بالآلاف ولا نبيد أطفالنا بالغازات السامّة وأدعوه بكل الحب والاحترام إلى أن يخجل من محاولة التستر على جرائم سلطته بمثل هذه الاتهامات الدرامية الواهية".
وأكد المعلمي أن نظام بشار "فرض نفسه على رقاب الناس وأصر على الاستمرار في حكمهم رغماً عن إرادتهم"، كما همه بـ"الاستنجاد بالمليشيات الطائفية،" متوقعا أن يكون عدد القتلى في سوريا قد ارتفع إلى 140 ألف قتيل.
وأضاف: "فيما يخص مجزرة الغوطة، سوف يتوقف البعض عند ما ذكره القرار حول مجزرة الغوطة التي راح ضحيتها ألف واربعمائة إنسان نتيجة استخدام الغازات السامّة ويتساءلون مَن استخدمها؟ وكأن السماء قد انشقت وأمطرت غازات سامّة أو أن الأرض قد تفجرت بينابيع طبيعية من غاز السارين".
وتابع السفير السعودي: "لقد أوضح تقرير سلستروم أيها السيدات والسادة أن الغازات أطلقت بصواريخ حديثة من مناطق تخضع لسيطرة الحكومة وأوقعت ضحاياها من الأبرياء العزل في مناطق تابعة للثوار، فكم نحتاج من الذكاء لنستنتج من هو المسؤول عن هذه الجريمة النكراء؟ ومع ذلك فلقد اكتفى مشروع القرار بذكر ما ورد في تقرير سلستروم وأوضح ما أكدته المنظمتان الإقليميتان ذات الصلة وهما جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي حول مسؤولية النظام عن هذه القضية".
وقال "المعلمي": "وإن فرضنا أن النظام لم يكن مسؤولاً عن هذه الجريمة، فلماذا اذا استسلم لتدمير مخزونه من الأسلحة الكيميائية وسارع إلى تقديمها قرابين يفتدي بها وجوده واستمراره؟ إن من العار على المجتمع الدولي أن يبذل كل جهوده في سبيل تدمير الأسلحة الكيميائية دون أن يبذل جهدا في سبيل تقديم المسؤولين عن استخدامها إلى يد العدالة".
وسرعان ما انبرى مندوب نظام دمشق بشار الجعفري ليدعي بأن نظامه " يقوم نيابة عن العالم أجمع بمكافحة إرهاب المجموعات التكفيرية الضالة التي يمولها نظام الحكم في كل من قطر والسعودية".
وكعادته، حاول "أبو شهرزاد" أن يستعرض عضلات بلاغته وحفظه لبعض أبيات الشعر مستشهدا بأبيات لنزار قباني تقول: "أنا يا صديقي متعب بعروبتي.. فهل العروبة لعنة وعقاب.. لولا العباءات التي التفوا بها.. ما كنت أحسب أنهم أعراب".
والعجيب أن الجعفري ما زال يصر على الاستشهاد بأبيات "قباني"، رغم أن أقرباء الشاعر الدمشقي هاجموا الجعفري من قبل لاستشهاده بأبيات من قصائده، بوصف هذا الاستشهاد يمثل اعتداء من محامي قاتل لايحق له أن يتلفظ بقصائد شاعر الحرية ومقاومة الطغيان.
والأغرب أن "الجعفري" الذي يصر على قراءة أشعار نزار في ردهات الأمم المتحدة، نسي أن نزار هو أكثر من هجا نظام الأسد وعراه، حتى غضب عليه الأخير وحرمه من سوريا، قبل أن يوافق على عودة جثمان الشاعر ليدفن في دمشق، في محاولة مكشوفة للتسلق على مكانة "قباني" واستثمار مراسم دفنه في تلميع صورة نظام المعتقلات والجرائم.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية