أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ريف اللاذقية المحرر..غزو وبائي يمهد له سوء الخدمات وتلوث المياه

مصيف سلمى في اللاذقية - عدسة شاب لاذقاني

تنتشر الأمراض والأوبئة على نطاق واسع في ريف اللاذقية المحرر، حتى باتت تهدد الصحة العامة لكل سكانه، وأهم هذه الأوبئة هو التهاب الكبد الفيروسي الوبائي/أ/، والحمّى التيفية، والحمى المالطية بدرجة أقل، إضافة لانتشار القمل والجرب على نطاق واسع.

ويعود سبب تفشي هذه الأمراض والأوبئة بشكل رئيسي، إلى انعدام النظافة، وتناول الأطعمة الفاسدة، وشرب المياه الملوثة بالصرف الصحي، بالإضافة إلى عامل الازدحام السكاني، لاسيما في المخيمات، حيث لا تُعطى الأسرة مهما بلغ عدد أفرادها إلا بخيمة واحدة، وهذا ما يعزز العدوى والانتقال السريع للأمراض بين أفراد الأسرة والمخيم بشكل عام.

الدكتور "طارق"، المعني بمتابعة الأوبئة في ريف الساحل، يُرجع سبب تفشي الأوبئة إلى "غياب الخدمات الأساسية، ولاسيما الصرف الصحي عن التجمعات السكانية في الريف،" ويقول: تشكّل المخيمات بؤرا مفتوحة على الأمراض، فهي الأقل تخديما والأكثر ازدحاما، وهذا ما يزيد احتمالات العدوى، وتحول الأمراض إلى أوبئة يصعب القضاء عليها.

التهاب الكبد الفيروسي الوبائي /أ/، واحد من الأمراض التي انتشرت، وتحولت إلى أوبئة، أصاب نسبة مرتفعة لدى الأطفال، فقد سجل أحد المشافي الميدانية ما يقارب 60 إصابة في أسبوع واحد، وبسبب غياب إمكانية عزل المصابين، تتزايد احتمالات انتقال العدوى وارتفاع أعداد المصابين.

"على المصاب بهذا المرض التزام حمية غذائية صارمة، تقوم على تناول النشويات والسكريات، كما يحتاج إلى العزل التام، وإن لم يعزل سينقل المرض لكل من يشاركه استعمال الأدوات الشخصية"، حسبما قال أحد أطباء المشفى الميداني.

أما الحمى التيفية، فهي الأكثر انتشارا اليوم، حيث يساعد برد الشتاء في نقل عدواها، ويصعّب علاجها، وتكمن خطورتها في أنها تصيب الأمعاء بالانثقاب، وتسبب التهاب المرارة إن لم يتم علاجها سريعا.

تظهر أعراضها على شكل "وهن عام وترفع حروري، وإقياءات، وآلام مفصلية وتسبب صداعا ليليا مؤلما، ويحتاج المصاب مدة ثلاثة أسابيع ليشفى منها، إذا التزم بتناول الدواء، وبقي معزولا عن محيطه" هذا هو الوصف الطبي للمرض، كما بينه الدكتور "راضي" العامل في مشفى ميداني.

وفي حين يحاول السكان تجنب الأمراض الوبائية، بوسائلهم البسيطة، ومساعدة المشافي الميدانية، تقف المؤسسات الطبية الداعمة، عاجزة عن توفير متطلبات العلاج والوقاية لكل تلك الأعداد الهائلة من المرضى، لأنها أكبر من إمكانياتها، إضافة لعدم استعدادها جيدا للتعامل مع الوبائيات.

ولم تقتصر الوبائيات على ذلك، إذ تسبب نقص المياه، بانتشار حشرات القمل والجرب، بين السكان، حيث لا يكاد يخلو بيت من حامل لها، وهذا يكفي لنقلها لكل أفراد الأسرة، فخطورة هذه الحشرات تكمن في أنها تنتقل بسهولة، إلى الأشخاص السليمين، إما عن طريق المصافحة والملامسة، أو عبر الاستعمال المشترك للأغطية والشراشف.

ووفرت المشافي الميدانية في صيدلياتها كميات كبيرة من "الشامبو"، الذي يكافح هذه الحشرات، ولكنها نفذت بسرعة كبيرة، نظرا للازدياد الهائل والسريع، بأعداد الحاملين لهذه الحشرات، مما دفع الكثيرين لاستخدام مادة الكاز في دهن أجسادهم، على أمل القضاء عليها.

زمان الوصل - الهيئة العامة للثورة
(124)    هل أعجبتك المقالة (133)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي