سقطت قارة.. لم تسقط قارة ..ملابسات السقوط المعتادة !

"سقطت قارة" يصرخ "أبو سفيان" وهو مقاتل في الجيش السوري الحر كان يحدثني صباحا من منطقة قريبة من بلدة قارة .. في الوقت الذي أرى أمامي على شاشة إحدى المحطات التلفزيونية التي عادة ما تبيعنا الأمل لبعض الوقت لقاء مع من أطلق مراسلها عنه القائد الوحيد الذي بقي متمترسا داخل البلدة والذي أكد بأن البلدة لم تسقط بأيدي جيش بشار ومرتزقته، وبأن الجيش الحر يحمي محاورها الأربعة وبأنه ومن يصمد معه من عناصر الجيش الحر في داخل "قارة" مصرون على الثبات ولن يدخلها جيش النظام سوى على جثثهم.
6 صواريخ سكود
عدت لأبي سفيان وقلت له ياصديقي .."قارة" لم تسقط فلما تسقّطها؟! أصر مصدري على أن القائد الذي يقول أنا أتحدث من داخل "قارة" هو الآن في جرد قريب منها وليس بداخلها، وأن "داعش" و"الفاروق" كانتا آخر من انسحب منها وعناصرهما مصدر معلوماته، وأردف إن ستة صواريخ سكود في الليلة الماضبة كانت كفيلة بأن تدمر البلدة عن بكرة أبيها وتدفع الجميع للخروج.
كانت الكتائب التي تقاتل في "قارة" بحسب أبي سفيان هي كتيبة "الفاروق المستقله" من كتائب القصير وكتائب من شباب قارة وأبنائها و"قوات المغاوير" التي يترأسها عرابه إدريس و"داعش" مع قلة من مقاتلي الجيش الحر.
يقول أبو سفيان وحشرجة تم تزج بصوته "النقص هذه المرة لم يكن بالسلاح فقد كان متوفرا بل كان في عدد المقاتلين والمساندين فقط".
فيما يصر أحد العسكريين المعروفين وهو يحدثني عبر الإنترنت على أنه يجلس مع قادة العمليات في "قارة" ويؤكد "بأن الجيش الحر لم ينسحب منها وما تلك المعلومات سوى شائعات يملأ بها النظام الإعلام يجب أن نتحاشى نشرها".
هدم المدينة
وكانت تضاربت الأخبار منذ صباح أمس الثلاثاء حول سقوط بلدة "قارة" في منطقة القلمون الاستراتيجية على الحدود اللبنانية الواقعة على بعد 100 كلم شمال دمشق في أعقاب اشتباكات عنيفة خلال الأيام الخمسة الماضية، وما رافقها من إمطار البلدة بصواريخ سكود التي دمرتها بشكل شبه كامل ونزوح ما يقرب من 20 ألفا من مواطنيها والنازحين بشكل جماعي خلال الأيام الثلاثة الماضية باتجاه الحدود اللبنانية.
كان قصف المدينة عنيفا جدا منذ خمسة أيام ولكن أعنفها اليوم .. فيما يبدو أن النظام أخذ قرارا بهدم المدينة بعد أن أغلقت في وجهه كل السبل في التقدم اتجاهها.. القصف لم يستثنِ شارعاً أو حياً أو منزلاً، فيما الدمار الهائل عم معظم المباني وإصابات عديدة في من تبقى من مدنيين.
يعد سقوط تلك البلدة في أيدي النظام خسارة فادحة لأنها تعد مدخلا باتجاه جبال القلمون، ما يعيق التحرك من وإلى الداخل اللبناني.
فيما يعزو البعض سبب سقوط المدينة إلى عدم وجود مساندة فعلية للكتائب التي كانت تدافع عنها، وعدم وجود تنسيق وغرفة عمليات مشتركة ومركزية لتوحيد الجهود وتنظيمها في مقاومة جيش النظام ومرتزقته من حزب الله والإيرانيين وغيرهم ممن دخلوا الحرب بقوة وبشكل مباشر إلى جانب النظام.
سعاد خبية - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية