أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"نحن دراويش" كلمة السر بين عبد القادر الصالح وربه

الشهداء عبد القادر الصالح، أبو الطيب، يوسف الجادر...

"نحن نقاتل إيران وحزب الله. سوريا بلد محتلة" كلمات قالها القائد العسكري لـ لواء التوحيد عبد القادر الصالح أو ما يعرف في الأوساط الشعبية "حجي مارع"؛ وذلك قبل سنة ونصف السنة تقريبا من كلام شبيه قاله بالأمس قائد هيئة الأركان في الجيش الحر اللواء سليم إدريس.

هذا التشخيص والتوصيف للحالة السورية للقائد "حجي مارع"، والذي قاله في مقابلة أجريت معه خلال حزيران الماضي "أنا شخص مدني"، يدلل على رجاحة عقله ونجاحه عسكرياً، وقد كان سبق حتى المتظاهرين والثوار على الأرض في تسميتهم لإحدى الجمع "لا للاحتلال الإيراني" التي صادفت الثامن من هذا الشهر!.

عبد القادر الصالح القائد العسكري الذي صدم السوريين نبأ استشهاده؛ متأثرا بجراحه نتيجة استهداف قوات النظام لاجتماع كان فيه في مدرسة المشاة بحلب، في 14 الشهر الجاري.

"حجي مارع" الإنسان، كان يعرفه المحيطون به وأبناء بلدته ومن احتكوا به مباشرة فقط! فهو الشخص الذي كان يترجم عواطفه تجاه الآخرين بتقبيلهم أو احتضانهم بود، وهو الذي يحرص على أن يكون الصديق والأخ وليس القائد، وعن ذلك حوادث عدة كتبها مجموعة من الناشطين الذي استذكروا مرة حضورهم معه إحدى الاحتفالات في الثورة، وقد كان يجلس إلى طاولة قريبة من طاولتهم؛ فطلب أحد المرافقين له من الناشطين أن يخفضوا صوتهم لحديث مهم يدور بين الصالح والقادة! فتضايق النشطاء؛ وقد شعر بذلك مرافق آخر للصالح الذي أخبره بذلك؛ فاحمر وجه الحجي مارع وطلب أن يعتذر إلى الشباب، وأن يكملوا احتفاليتهم!.

بساطة "الحجي مارع" استوفت كل تفاصيل حياته وعلى مختلف الصعد حتى في تعامله مع نظرائه من القادة، وقد كان ذلك مأخذاً ممن لم يعتادوا أن يكون القائد إنساناً وقريباً من قلوب الناس؛ ففي تدوينة كتبها أمس القائد العام لـ "حركة أحرار الشام" "أبو عبد الله الحموي" على صفحته الشخصية على تويتر، يقول: "إلى أولئك الإخوة الذين يعانون من رهاب تقارب الآخرين، ويسيؤون الظن بكل اصطفاف يرضاه الله ولا يلبي نوازع أنفسهم، إليكم موقفاً جمعني بعبد القادر الصالح وكان الله عليه شهيداً: قبل شهر من الآن، أخذني عبد القادر إلى غرفة جانبية وأمسك بيدي، ثم نظر إلى عيني بطرف بارق يفيض دمعاً. وقال بحلبية ريفية "بترجاك مادقاتل مسلم (طبعاً الإشارة هنا إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام). لا قيلنا حل". ثم هوى على يدي يقبلها مكرراً "بترجاك" فكان ثاني رجل أقبل يده من غير الأصول".

حجي مارع، الإنسان الذي لزم لسانه كلمات يرددها بالحلبية عن شكر الله وحمده لدى كل مناسبة يتكلم بها عن إنجاز الفصيل الذي يقود عملياته، كان يدفع عن نفسه على إحدى الفضائيات تهمة النظام له بأنه تاجر سلاح ومخدرات بالضحك، وبالقول: "من سنتين دخلت رز وكنت اشتغل بالاستيراد والتصدير، والنظام بيقول عني تاجر مخدرات!" ويختم بابتسامة ساخرة، ويضيف "النظام ما بستحي".

عبد القادر الصالح الذي نعته اليوم كل الفصائل العسكرية على اختلاف توجهاتها، وكل أطياف الثورة على اختلاف ألوانها، كان سورياً بامتياز فهو الذي نصر القصير، عندما عجز العالم عن ذلك، وهو الذي ملأ صيته الجغرافية السورية في وقت كان مجرد قائد لكتيبة ثم لـ لواء اسمه أحرار الشمال، فلواء التوحيد الذي حرر أكثر من نصف مدينة حلب بعد معركة سبقها الحجي مارع بدعاء يقول فيه: "يا رب نحنا دراويش ما إلنا غيرك ولا تخجلنا".

زمان الوصل -الهيئة العامة للثورة
(478)    هل أعجبتك المقالة (687)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي