رحل "حجي مارع" وبقي في الذاكرة الكثير... سيرة ذاتية لابن الأصول

لا يمكن إنكار ما خلفه نبأ استشهاد قائد لواء التوحيد بين أنصار الثورة السورية، لما عُرف عن هذا الشاب-رحمه الله- من إخلاص وتقوى ونقاء في سعيه لمحاربة نظام الظلم والظلام.
وصار الشهيد الصالح ابن 33 عاما رمزا وحّد معظم السوريين بآرائهم، فامتزجت مشاعر حزنهم بالافتخار لفقدان أحد الرجال الأوفياء للثورة.
"زمان الوصل" تابعت بعض ردود الأفعال على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث الكثير من الناشطين والشبان السوريين جعلوا من الشهيد الصالح صورة لبروفايلاتهم على حساباتهم في تلك الصفحات.
وتداول الناشطون عدة مقاطع فيديو منها مقطع مصور على جبهة اللواء "80"، وفيه يحثّ الصالح زملاءه المقاتلين على الإخلاص لله في الجهاد، فـ"لا عمل يقابل أجر المجاهد في سبيل الله"، كما قال الصالح حاضاً على الالتزام بالآية الكريمة "يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم، ويثبت أقدامكم".
وذكّر الصالح حينها زملاءه على الجبهة بالاعتماد على الله أكثر من السلاح، مستعرضا نماذج من معارك في التاريخ "عندما نصر الله المسلمين في بدر، وهم أذلة".
وأضاف قائلا "وما النصر إلا من عند الله، واذا كانت المقياس للعدة والعتاد فإن النصر للعدو وحلفائه روسيا وإيران وحزب الله الذين يغرقونه بالسلاح والرجال".
ورغم تركيزه على معارك تاريخية انتصر بها المسلمون باعتمادهم على الله، إلا أنه اشترط لذلك "أن نأخذ بالأسباب بأداء الواجب على أكمل وجه"، محذرا المقاتلين على الجبهات من التجمع،كي لا يصبحوا صيدا سهلا لقذائف النظام.
*قالو فيه وعنه
ومن جملة ردود الأفعال على نبأ استشهاد الصالح رصدت "زمان الوصل" عدة آراء برزت لشخصيات سياسية ودينية وإعلامية وناشطين داعمين للثورة على صفحاتهم الشخصية في "فيسبوك".
وهاهو المفكر السوري ورجل الدين الشهير عصام العطار ينعي "الشهيد الغالي" على طريقته قائلا:
"أخي وَوَلدي عبد القادر صالح
أيها الشهيد الغالي
لقد جاهدتَ بمالِك، وجاهدتَ بنفسِك، وجاهدتَ بلسانِك، وجاهدتَ بعملِكَ الصّالح على مختلفِ صُعُدِ حياتِك.. إلى أن أكرمكَ اللهُ تعالى بالشّهادة..
وما خرجتَ يا أخي للجهادِ زهادةً في حياة، أو رغبةً في دنيا أو منفعة أو مكانة.. ما خرجتَ إلاّ غضباً للهِ عزّوجلّ، ولأمتكَ وبلادِكَ وأهلِك، وإباءً للظلمِ والذُلِّ والهوان، وطلباً للحريّةِ والكرامةِ والعدالةِ للشّعبِ والبلاد، وكلِّ أبناءِ الشّعبِ والبلاد..
واسْتُشْهِدْتَ فاسْتِشْهادُكَ الفاجعُ المُشَرِّفُ فوزٌ لكَ في الدنيا والآخرة إن شاء الله
ستعيشُ يا عبد القادر في الدنيا بذكراكَ -إن شاء الله- مثلاً رفيعاً حافِزاً للإيمانِ والصّدقِ والشّجاعةِ والتّضحِيَةِ والمُروءَةِ والرّحمَةِ والخلُقِ الكريم.
ويكونُ لكَ في الآخرةِ ولأمثالِكَ -إن شاء اللهُ تعالى- ما لا عينٌ رَأتْ ولا أذنٌ سمعتْ من النّعيمِ والثّواب.
ورَعَى اللهُ تعالى زوجتَكَ وأبناءَكَ الخمسة، وكتبَ لهمُ الصّبرَ والأجر على مُصابهمُ الْجَلَل، ورَعَى اللهُ تعالى سائِرَ أسَرِ شهدائِنا ومُصابينا، وأعانَنا على النّهوضِ ببعضِ ما لهم علينا من الحُقوق
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون"
*ما لا يعرفه الكثيرون
وفي غمرة ردود الأفعال يسرد شخص اسمه "رشيد الكفري" قصة تحكي عن نبل الشهيد الصالح فقال:
"هكذا عرفت الحجي مارع ...سمعت بالقائد عبد القادر الصالح في وقت مبكر من بداية المواجهات بين قوات الشعب السوري وعصابات آل الأسد المارقة في محافظة حلب وفيما يلي تفاصيل لأحد مواقف الشرف للشهيد القائد رحمه الله وتقبله في الشهداء"
وتقول القصة بحسب الكفري:
"قبل حوالي 15 شهرا قامت إحدى الجماعات باختتطاف ضابط في الجيش السوري من موقعه وتم تحويله إلى حلب وبدأوا بالتفاوض مع أهله وطلب الفدية مقابل إطلاق سراحه أو قتله في حال عدم الاستجابة لطلباتهم (الأهل ميسورين الحال وأشقاء الضابط في الخليج) ..اتصل بي أهل الضابط وأكدوا لي أن ابنهم مع الثورة ويساعد السكان في المنطقة المكلف بها وهناك اثبات لكلامهم حيث كان يغض بصر عن المطلوبين في الحواجز وأقسموا لي بالله إنه مع الثورة ويخدمها وطلبوا مني التدخل ...حاولت أن أفتح خطا من خلال أحد الأصدقاء في حلب مع العقيد عبد الجبار العقيدي وأرسلت له التفاصيل من أجل أن يتدخل ولكن تسرعت عائلة الضابط وحولوا المبلغ للخاطفين (بحوالي 7 أو 8 ملايين ليرة سورية)..وتم خداعهم ولم يتم تسليم ابنهم المعتقل حيث تبين بأن الخاطفين عصابة قطاعين طرق ولا علاقة لهم بالجيش الحر او لواء التوحيد.
تم التواصل مع الحج مارع عبد القادر الصالح وإحاطته بكل التفاصيل ...فتمكن من تحديد المكان ومهاجمة العصابة واعتقال عناصرها والضابط وتحويلهم إلى السجن ( المعتقل الذي بثت الجزيرة تقرير عنه كأول معتقل للجيش الحر في الثورة السورية بتنظيم عالٍ) وقام بمصادرة المبلغ من الخاطفين.
وخضع الجميع للمحاكمة بما فيهم الضابط والعصابة الخاطفة (التي قتل أحد أفرادها خلال مداهمة مقرهم) وقام القاضي بتقصي الحقيقة في المنطقة التي كان يخدم فيها هذا الضابط، وكانت إفادة الأهالي إيجابية، وبناء عليه تم الإفراج عنه ...وهنا قرر أهل الضباط تقديم المبلغ للشهيد عبد القادر الصالح، ولكنه رفض أخذه بالملطق وقال لهم:
طُلب منكم المبلغ في موقف ابتزاز واضطرار والله لن نأخذه منكم رغم حاجتنا له ...وإذا أردتم بعد شهرين أو ثلاثة أن تقدموا شيئا نقبلهم، ولكن الآن لن نأخذ ليرة واحدة...وقام بتسفير الضابط إلى تركيا وحجز له 3 ليالي في فندق على حسابه وقال له إذا اردت أن تقاتل مع الجيش الحر فمكانتك محفوظة وفي الصدر، وإذا أردت أن تبقى في تركيا سوف نقدم كل التسهيلات والمساعدات في هذا الخصوص."
وكتب أحد الزملاء في "زمان الوصل" مشاركة قال فيها "يا الله على الثورة التي أيقظت السوريين وبعد ما كان رمزهم حسن نصر الشيطان صار عبد القادر الصالح وشتان!!... الثورة قامت لتقول إن سوريا ولّادة وغير عقيمة.. فقدنا رجالا كثيرين مثل الصالح ويوسف الجادر وغياث مطر وياسر العبود وغيرهم ممن لايعلم إلا الله لكننا ربحنا رموزا وقدوات حقيقية.. غير مزيفة".
ونختم بعبارة جد مختصرة ومعبرة للدكتور سايح جنيدي حين قال: "ما أجملكَ حيّاٌ وشهيداٌ ياصالحُ".
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية