أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نمور الورق السورية تقترب من الجرائم ضد الإنسانية

ميشيلن عازار

جرائم ضد الإنسانية هو ما يمارسه إعلاميو شبيبة الثورة والقصر في سوريا، وسواء نجح جنيف أم تباطأ ساسته فإن الحقوق محفوظة للسوريين برفع الدعاوي لمن سعى ودعى وشجع على قتلهم وبعض من الصحفيين قد يكون ارتكب الجريمة بذاته.

منذ المؤتمر الصحفي الأول واصوات تطالب علنا بدخول جيش القتل إلى بابا عمر والخالدية وأمس أعيدت ذات المطالب بحماية أهالي الفوعة والزهراء بمؤتمر نائب وزير خارجية النظام فيصل المقداد. 
الرسالة ذاتها تحضر من أطقم الإعلام الممول والناطق والراغب بمزيد من القتل. إنها جرائم حرب سيأتي وقت محاسبتها، وهو ما سمعته من الصحفيين الفرنسيين خلال مشاركتي بدورة تدريبية لرابطة الصحفيين السوريين قال محدثنا عن تجربتهم عقب الاحتلال النازي "المحاسبة لا تعني القصاص هذه أعراف، ويجب أن تكرس لحماية الأجيال والحقوق من الضياع، نفهم أن يكون الصحفي مؤيدا للثورة أو للنظام لكن لا نفهم جهله بقوانين المهنة وأعرافها وحقوق الإنسان، هذه بديهيات من يدعو لقتل الناس أيا يكن هو مرتكب لجرائم ضد الإنسانية".

بعض الحذر يمارسه صحفيون سوريون واضعين أقدامهم نصفها في مركب الثورة وآخر في مركب النظام بدعوات للحوار ووقف القتل أو باختيار مواضيع أقرب إلى النكتة السمجة بمواضيع أزمة السكن أو الغاز أو المخططات التنظيمية وكثير من أخبار الرياضة والمنوعات الفنية وكأنهم في كوكب آخر.

وتتناولت عشرات المواقع الاجتماعية حالة الصحفي السوري مؤيدا أم معارضا عاتبة ومشككة ومتساءلة أين هم من يوميات الحرب ودمار المدن وصواريخ النظام ومدرعاته تجوب الشوارع أمام ناظريهم، سيما وأن آلة النظام الإعلامية ترتكز على عملهم اليومي من أخبار وتقارير وبرامج وحوارات توحي أن الحياة طبيعية فيما لا تبعد السبينية أو داريا المعضمية أو خربة غزالة عن مكاتبهم بضعة أمتار.

نشطاء المواقع الاجتماعية يلمحون لأكثر من عتب مطالبين بمحاسبة المستقبل في هذه المؤسسات يبرره حجم التضحيات التي قدمها نشطاء إعلاميون عانوا حتى الأمس من مهنة لا خبرة لهم بها.

يقول أحد النشطاء إنه احتاج لأشهر حتى امتلك بعض من مهارات الخطاب الإعلامي لإيصال صوت الناس وحقهم في مواجهة آليات القتل اليومية التي يمارسها النظام، فيما مارس كثير من أبناء المهنة ترف الجلوس في الغرف المحمية أمنيا، متسائلا من أي العوالم مثلوا الصحافة السورية فيما سبق.

وفي سياق الردود والمناقشات المفتوحة عبر الصفحات يتحدث العديد من النشطاء عن صحفيي شبيبة الثورة المنظمة التي كادت أن تبايع رئيس المنظمة فترة التسعينات سعيد حمادي بدل حافظ الأسد حين كانوا يهتفون بحياة حمادي ليتم تدارك الأمر "لا هتافات إلا للأسد"، وهو ما يشي بعمق الهوة بين الناس واحتياجاتهم وبين حدود المعرفة المطلوبة للسلطة الرابعة، ليعمل النظام لاحقا في فترة ما أسماها الانفتاح بالسماح للعديد من الصحف الخاصة والمواقع الالكترونية أن تحضر شريطة التسبيح بفلكه فيما بقيت الصحف الرسمية لا تجيد إلا خطاب التمجيد والهتافات للأسد.

من ميشيلين عازار في داريا إلى شادي حلوة في حلب وصولا لرفيق لطف كصحفي أتى من منظمة لا يعرفها إلا هو وبينهما شاشات الموت تصمم "البرومهات" والأفلام لتزيد جرعة القتل وتذكيه، فتغيب أبسط بديهيات المهنة وينجرف صحفيو القصر والشبيبة إلى جرائم حبر ضد الإنسانية تنتظر لحظة الحساب.

هكذا وقع خبر الثورة كالصاعقة على العديد من صحفيي سوريا وشكّل ضربة موجعة لهم وإعلاناً لنهاية شهر العسل، أو سنوات العسل التي حققوا فيها ثروات ضخمة وحازوا امتيازات ونفوذاً لم يكونوا يحلمون به، فقرروا التعامل مع الثورة على أنها عدوهم الأول لأنها تهدد مكتسباتهم وقد تحرمهم بعضاً منها، وقاموا بتفصيل آرائهم على مقاس مصالحهم وليس على مقتضيات الاستحقاق الوطني الصريح، ليحولوا الوطن إلى وجهات نظر من أجل امتيازاتهم متناسين أبجديات المهنة بانحيازها إلى القيم العليا ممثلة بالحرية والعدالة والإنسان.

محمد عويد - زمان الوصل
(103)    هل أعجبتك المقالة (96)

احمد علاوي

2013-11-16

هؤلاء الصحفيين لا يختلفون عن القتلة , وربما أكثر اجراما لأنهم يحاولون اقناع الناس بأن القاتل انسان نبيل والضحية والدماء التي تسيل , مجرد ارهاب وتطرف , ويحرضون على المزيد من سفك دماء الشعب ..انهم لا يختلفون عن القادة الأمنيين الذين يرسلون الشبيحة والطيارين للقتل والتدمير الممنهج واليومي على مدى سنوات , لأجل حفنة من الدولارات , هم قتلة العقل والانسان , وتجب محاكمتهم كمجرمي حرب مع قادة الشبيحة وشبيحهم الأول.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي