بعد أن كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية المحسوبة على نظام بشار الأسد عن زيارة "هيثم مناع" لزعيم مليشيا حزب الله "حسن نصر الله"، دون أن يصدر من "مناع" نفسه تعقيب ينفي أو يؤكد هذه الزيارة، هاهي صحيفة لبنانية أخرى تابعة لنظام بشار تكشف أن مفتي النظام اتصل بـ"مناع" ليشكره على "موقفه المعتدل".
فقد اهتمت صحيفة السفير بزيارة مفتي النظام "أحمد حسون" إلى إحدى قرى طرطوس، وآثرت مرافقته خلالها، لتتحادث معه عن الكثير من شؤون السياسة والقليل من الدين، كما درجت العادة!
بدأ حسون حديثه مع "السفير" بقوله إن من سينقذ سوريا من أزمتها هم "الدراويش"، أي الطيبون، كاشفا أنه تعرض لإطلاق رصاص في طريق عودته من مطار دمشق الدولي إلى منزله في دمشق قبل أيام.
وادعى حسون أن بشار الأسد كان يرغب أن "لاتكون السلطة مع طرف واحد أو جهة واحدة"، زاعما أن بشار أخبره بهذا الأمر شخصيا، مؤكدا "ضرورة وجود معارضة ودور فاعل لها في السلطة إلى جانب حزب البعث، لأن المعارضة هي المصححة لأخطاء السلطة".
وقد سألت "السفير" حسون إن كان يقيم اتصالات مع سياسيين معارضين، فأشار إلى اتصال هاتفي جرى بينه وبين رئيس هيئة التنسيق الوطنية في الخارج هيثم مناع، "شكرته على موقفه المعتدل في الإعلام، وإن كنت أختلف معه في بعض المواضيع". دون أن يحدد ما هي "بعض" تلك المواضيع!
كما ذكر حسون أنه أجرى اتصالاً هاتفياً "مع بعض الإخوة الفنانين الذين وقفوا في المعارضة"، في إشارة إلى جمال سليمان.
وروى حسون أنه حين كان عائداً من زيارة رسمية إلى موسكو منذ أسابيع عدة، طلب العراقيون إنزال الطائرة بغرض تفتيشها، وقال إن ضابطاً عراقياً صعد ليفتش الطائرة "وهو في حرج، فقال من على درج الطائرة: لا أدخل طائرتكم إلا ضيفاً أو راكباً، ولكن سامحونا نحن تحت الفصل السابع، وأجواؤنا مستعمرة".
واعتبر حسون أن الله سيحاسب "الوهابيين التكفيريين" على ما فعلوه بالعالم، عبر تحريم الاختلاف وتكفير الآخر، معتبراً أيضاً أن "الوهابية السائدة تختلف عن تلك التي ابتدعها محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية"، بالرغم من ملاحظاته السلبية على الاثنين معاً. وقال إن "الله سيحاسبهم على ما فعلوه في العالم الإسلامي، من تمزيق وتفريق لأبنائه وأطيافه الذين هم من ثرائه، والله تعالى قال: (ولا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك) فلنحترم الاختلاف، فهو إبداع الله". [أوردت السفير الآية على الشكل التالي: (ولا يزلن مختلفين، إلا من رحم ربه)، وقد اقتضى ذلك من زمان الوصل تصحيحها، دون أن نعلم إن كان الخطأ في إيراد الآية من المفتي أو من الصحفي الذي كتب المادة أو من جريدة السفير ].
وتنوه "زمان الوصل" إلى أن التقرير الذين نشرته السفير عن زيارة حسون، تعرض إلى "مونتاج" واضح، حيث قطعت منه فقرة أو أكثر من حديث حسون حول دمج مادتي التربية الدينية للمسلمين والمسيحيين كما يبدو، والدليل أن الفقرة التي ورد فيها كلامه بهذا الخصوص منفصلة تماما عما قبلها وما بعدها، وهذا نص الفقرة التي جاءت مباشرة عقب كلامه عن "ضرورة وجود معارضة": ويشرح حسون أن فصل الطلاب أثناء تدريس المادتين، وهو تقليد تربوي في سوريا، هو "بداية الخطأ"، ومن الأفضل "أن نجعل أبناءنا يحفظون ما قاله الأنبياء محمد وموسى وعيسى وإبراهيم عن الصدق والأمانة والوفاء والحب والعبادة والأخلاق، علهم يفهمون أن كل الشرائع فيها العبادات نفسها، لأنه حين يفصل المسيحي عن المسلم في الصف، يبدأ الخطأ منذ تلك اللحظة".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية