أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حمص القديمة ( 9 ) ســوق القيصــريّـــة ... المهندس جورج فارس رباحية

بُنِيَت القيصريّــات داخل أسواق حمص التجارية القديمة أو على أطرافها ، ولعبت دوراً تجارياً مكمِّـلاً لهذه الأسواق لما لحمص من موقع هام على طريق القوافل التجارية مما اقتضى إقامتها لتكون مراكز استراحة للمسافرين وللنشاط التجاري وتبادل البضائع والسلع بمختلف أنواعها عدا كونها بمثابة الخانات القديمة أو الفنادق الحديثة التي يبيت فيها الغرباء ليلتهم..
والقيصرية في حمص تسمى: قيصرية الحرير ويلفظها أهل حمص القيسـارية حيث كان يتركّز نشاطها التجاري على تجارة الحرير الطبيعي وتصنيع وبيع منتجاته من الحَطَّــة (الحطاطة) والشّـال المصنّعين من الحرير الطبيعي بالألوان المختلفة لاسيما الأسود والأبيض من قِبَل أصحاب مهن الأنوال اليدوية التي تجاوز عددها بحمص في القرون الثلاث الماضية على أكثر من 10000 نول يدوي . بالإضافة إلى حياكة المناشف والشراشف والستائر الموشّاة بالخيوط الذهبية والشملات الحريرية والمآزر ونسج العباءات على تلك الأنوال اليدوية

وكلمة القيصرية كما عرَّفتها اللوحة المعدنية المثبّتة من قبل البلدية على باب الســوق هي : مدينة في أواسط تركيا مركز كرسي أسقفي من أشهر أساقفته القديس باسيليوس تنازعها العرب والبيزنطيون إلى أن احتلها السلجوقيون عام 1082 م .
وبعد الرجوع إلى عدة مصادر تبين أن هناك عدة مدن بهذا الإسم :
ـ قيصرية فلسطين : مدينة قديمة بناها هيرودس الكبير ( 40 ـ 4 ) ق م تقع بين حيــفا
ويافا كانت مركز إقامة الحكّام الرومان وكرسي أسقفي احتلها العـرب
عام 633 م لم يبق منها اليوم سوى أنقاض .
ـ قيصرية فيليبّس : أو بانياس ( جنوب سوريا ) شيّد هيرودس فيها هـــيكلاً لإغوسطوس
قيصر وازدهرت المدينة في عهد ابنه فيليبُّس فدعيت قيصرية فيليبُّس .
احتلّها الصليبيون وأعادوا بناء قلعة الصُبيبة أو قلعة بانياس عام 1130
استعادها العرب سنة 1134 م .
ـ قيصاريوس الأرليتي ( 470 ـ 543 ) م قديس . راهب في دير ليرنس ( جنوب فرنسا )
أسّس مع أخته قيصارية عدة أديار ( جَمْعْ دير وهو مسكن للرهبان ).
ـ القيساريّـة : هي تحريف للقيصرية والقيسري جمع قَياَسِر وقَيَاسِرة أي الكبير ، كما وردَ
في منجد اللغة .
فإلى أي تسمية يُنْسب سوق القيصرية ؟
تقع القيصرية داخل أسواق حمص القديمة ضمن سوق القيصرية التابع لحي باب هود ندخل إليها من باب خشبي عريض يرتفع حوالي خمسة أمتار ومصفّـح بالتوتياء وجهته نحو الغرب ، يُغلَق مساء ويُفْتَع عند الصباح نرى بعد دخولنا الدهليز ـ كما في الصورة المبينة أعلاه ـ باحة سماوية كبيرة مرصوفة بالحجر البازلتي مساحتها حوالي 600 متراً مربعاً يتوسّطها شجرة من العفص يزيد عمرها عن خميسن عاماً وبجانبها (بحرة ) أو بركة ماء ، يحيط بالساحة من الجوانب الأربعة محلاّت تجارية (دكاكين) ويعود تاريخ بناء الطابق الأول إلى عام 1300 م . أما الطابق الثاني الذي بني عام 1850 م نصعد إليه بواسطة درج من الحجر البازلتي من يمين الدهليز قبل وصولنا إلى الباحة . ويتكوّن أيضاً من محلاّت تجارية تُشْرِف على الباحة بواسطة ممرّ يحيط بها ويزيّنها 20 عموداً من الحجر الأبيض موزّعة على محيط الطابق الثاني لدعم السقف . ويضيف إلى جمال منظرها ( الدرابزين ) الحديدي الذي يحيط بالممر المشرف على الباحة .وعدد المحلاّت في الطابقين بحدود (40) محلاً . وقد لوحظ عند مدخلها تاج عمود حجري يعود إلى العصر الروماني .
يزاول أغلب أصحاب المحلات حالياً فيها تجارة الأقمشة والألبسة الجاهزة .

10/3/2008 المهندس جورج فارس رباحية

تنويه : أُخذت أغلب المعلومات من أصحاب المحلات خلال زيارة الكاتب للقيصرية .

(131)    هل أعجبتك المقالة (128)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي