أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

صحفيون في سوريا بين "النظام" و"التنظيمين"... مهنة البحث عن المهمة المستحيلة

إذا كان محمد السعيد مراسل "العربية" آخر ضحايا الإعلام، فكل التمنيات بأن يكون الأخير بعدما تحولت سوريا إلى "مثلث برمودا الإعلام" بأضلاعه الثلاثة نظام الأسد الحريص على منع أي ضوء على حقيقة ما يقترف، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو (داعش) التي لا تقل ظلامية عنه إذا ثبت ضلوعها باختطاف ومقتل العديد من الصحفيين والناشطين وليس آخرهم الشهيد "محمد سعيد" أو المخطوف "مؤيد سلوم" مراسل قناة "أورينت" الذي اختفى عقب بث تقرير لا علاقة له به أُعد في استديو المحطة التي تتخذ من دبي مقرا لها.

أما الضلع الثالث لبرمودا الإعلام السوري يتمثل بالقوات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي" بي واي دي"، النسخة السورية عن حزب العمال الكردستاني "بي كي كي"

وسبق سلوم زميله في المحطة نفسها عبيدة بطل وطاقم فني مرافق، إضافة إلى مراسل ومصور "سكاي نيوز عربية" اللذين فُقد الاتصال بهما في ريف حلب، وغيرهم كثر. أعداد تعددت أرقام إحصائياتهم بين قتيل ومفقود بحسب تعريف مصدر الإحصاء للصحفي.

الشبكة السورية لحقوق الإنسان إحدى تلك الجهات التي وثقت انتهاكات النظام وبعض كتائب المعارضة بحق العاملين في المجال الإعلامي، وأوضحت أن عمليات القتل ارتكبتها قوت النظام بشكل أساسي، حيث قتلت منذ بدء الثورة 162 إعلاميا وثقت أسماءهم بدقة، كما قتلت تحت التعذيب سبعة صحفيين سوريين وثلاث صحفيات وعشرة صحفيين أجانب، كما اعتقلت نحو 1400 إعلامي، ومارست بشكل ممنهج أعمال خطف وتعذيب ضد الإعلاميين، عدا فرض حظر إعلامي شامل وملاحقة الصحفيين الأجانب، وترهيب أسر الصحفيين وقطع وسائل الاتصال.

أما كتائب المعارضة المسلحة فقالت الشبكة إنها قتلت أربعة صحفيين موالين للنظام، كما مارست بعض هذه القوات أعمال خطف ضد الصحفيين بهدف الحصول على الأموال، كما اعتقلت صحفيين موالين للنظام.
مناخ كهذا دفع منظمة "مراسلون بلا حدود"، إلى اعتبار سوريا "أخطر بلد فى العالم بالنسبة للصحفيين"، مؤكدة أن ما لا يقل عن 110 من الإعلاميين قتلوا أثناء تأدية مهام عملهم منذ مارس 2011، بينما لا يزال 60 تقريبا قيد الاحتجاز أو فى عداد المفقودين.

وأصدرت المنظمة تقريراً بعنوان "الصحافة فى سوريا، هل هى مهنة مستحيلة؟"، سلطت فيه الضوء على الخطر المتزايد الذى بات ينطوى عليه عمل الصحفيين هناك، فضلا عن تصاعد وتيرة التهديدات التى يتعرضون لها على الميدان وارتفاع درجة المخاطر والصعوبات التى تعترض سبيل الفاعلين الإعلاميين، السوريين منهم والأجانب، على مدى الأشهر الاثنين والثلاثين التى تلت اندلاع هذا الصراع.

وفي حين أكدت"مراسلون بلا حدود" أن الجيش النظامى وأتباعه وحدهم من يستهدفون الصحفيين انتقاما منهم على تغطية الاحتجاجات ونقل مظاهر قمعها في المراحل الأولى من الثورة، فإنها أشارت إلى أن الصحفيين الأجانب والسوريين يقعون قيد الاحتجاز على أيدى عناصر جيش بشار الأسد وجماعات المعارضة المسلحة فى المناطق "المحررة" شمالا، كما أضحوا يرزحون تحت وطأة الرقابة التى تحاول فرضها القوات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، الهيئة السياسية الأكثر نفوذاً فى صفوف الأكراد فى البلاد. 

* الأسد ليس الصياد الوحيد
وأضافت المنظمة التي تتخذ من باريس مقرا لها أنه بعدما كان بشار الأسد هو "صياد حرية الصحافة" الوحيد فى سوريا عام 2011، ظهرت الآن جبهة النصرة على لائحة الصيادين التى نشرتها مراسلون بلا حدود فى مايو 2013، علما أن بعض الجماعات الجهادية الأخرى مثل الدولة الإسلامية فى العراق والشام (الداعش) تستحق أن تلتحق اليوم بصفوف هذا النادى الذى يضم أشد أعداء حرية الإعلام.

وحول النقطة الأخيرة يمكن القول إن ما جاء في تقرير "مرسلون بلا حدود" صدق إلى حد بعيد، إذ شهدت الأشهر الثلاثة الماضية تصاعدا لعمليات خطف وقتل الصحفيين والناشطين الإعلاميين، وغالبا ما توجه الاتهامات إلى "داعش" التي ننفي أحيانا، وتمتنع عن التعليق في أحيان أخرى ربما على مبدأ "السكوت علامة الرضى"!

ويكرر شريف منصور من "لجنة حماية الصحافيين"، التي تتخذ من نيويورك مقراً، الفكرة نفسها بأنه"في البداية كان الصحافيون يتعرضون للخطف على يد النظام. في مراحل لاحقة، بتنا نرى المعارضة المسلحة تتورط في الأمر نفسه". ويشير إلى أن "أسباب الخطف ليست سياسية فقط، بل مالية كذلك، ثمة أيضاً مجموعات مقاتلة تستهدف الصحافيين، لأنها تعتبرهم جواسيس".

وفي الأشهر الأخيرة، نشرت مواقع الكترونية جهادية العديد من الرسائل التي تحذر الصحافيين، وتتهمهم بالسعي إلى نقل معلومات "إلى أسيادهم" حول أنواع الأسلحة التي يستخدمونها.

ويقول صحافي مستقل، قام بتغطية النزاع في سوريا منذ ديسبمر 2011، إنه "من أجل دخول المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سورية، يجب التنقل تحت حماية مجموعات مقاتلة، تربطها علاقة جيدة بالمقاتلين الإسلاميين المتطرفين".

وفي تصريح لإحدى الصحف يضيف الإعلامي الذي فضل عدم كشف اسمه، إنه "في غياب ذلك، يتعرض الصحافي للخطف من قبل أي مجموعة ناشطة في إدلب (شمال غرب)، أو الرقة أو حلب (شمال)".

وأثناء زيارة حديثة له إلى سوريا، تنقل هذا الصحافي مع زملائه برفقة ثمانية مسلحين من إحدى الكتائب المقاتلة. وتمكن هؤلاء من المرور على حواجز "الدولة الإسلامية" مقابل 300 دولار أميركي يومياً، وأفادوا من حماية المقاتلين المعارضين في مرتين تعرضوا خلالهما للتهديد من "الدولة".

ودفعت هذه التهديدات المتزايدة على حياة الصحافيين بعدد كبير من وسائل الإعلام العالمية إلى الامتناع عن إرسال صحافيين إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية.

وباتت منظمات دولية منها "روري بيك تراست"، التي تدعم الصحافيين المستقلين في العالم، تنصح الصحافيين بعدم السفر إلى سوريا.

وفي بيان بعنوان "العمل الصحافي المستقل في سورية: هل يجدر بكم الذهاب؟"، أكدت "روري بيك تراست" أن "وضع الصحافيين في سورية غير مسبوق، وهو في طور التدهور". ويضيف البيان: "يتعلق الأمر بوضع لا سابق له، إذ لا يمكن لأي تحضير مسبق أن يقلص من احتمال التعرض للخطف".

ويرى شريف منصور أن "تراجع عدد الصحافيين الذين يغطون النزاع السوري، هو هدية ومكافأة للذين ينتهكون حقوق الإنسان". 

وتلخص منظمات دولية الوضع باعتبار سوريا الآن هي "أسوأ مكان في العالم لتكون صحافياً".

زمان الوصل
(138)    هل أعجبتك المقالة (117)

Ahmed 3ayf

2013-11-14

في زيارة مفاجأة و غريبة توجه وزير الخارجية التركي الى النجف و اجتمع مع المرجع السيستاني ثم زار مرقد الامام الحسين و تبرك به و صلى عند ضريحه في ذكرى استشهاده كما يعتقد الروافض الشيعة ، و لم يعرف هل هدف الزيارة هو التقرب من الشيعة او امور سياسية مرتبطة بسوريا و هو طمأنة ايران ؟؟.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي