قوات الأسد تستخدم "الترغيب والترهيب" مع أهل "المليحة" لاستعادة معمل "تاميكو"

ما إن خرج معمل "تاميكو" في غوطة دمشق الشرقية من قبضة النظام، حتى حاول الأخير استعادته بشتى الوسائل مستخدما أسلوب العصا والجزرة, فبالإضافة إلى الهجمات المتكررة والقصف العنيف المركز على المنطقة وما حولها, لجأ النظام أخيرا إلى وساطات لاستعادة المعمل مقابل تأمين بعض مستلزمات بلدة المليحة المتاخمة له.
فبعد عشرة أشهر من حصار ما كان يسميه الجيش النظامي السوري "أسطورة الأسد المنيعة" , ودفع عشرات الشهداء والجرحى ثمنا, تمكن ثوار الغوطة من تحرير معمل أدوية تاميكو, والذي يعد بوابة هامة إلى دمشق والمناطق التي يرى البعض أنها موالية للنظام في جرمانا وما يليها, ونقطة انطلاق لقذائف الهاون ومنطلق هجمات باتجاه العاصمة, وربما أهم ما ميز المعمل هو احتواؤه على كميات كبيرة من الأدوية، وخاصة مضادات الالتهاب التي كانت عملة نادرة في الغوطة الشرقية، توفي العديد من الجرحى والمرضى بسبب ندرتها نتيجة الحصار المطبق.
ومع فشل الهجمات الأولية لاستعادة المعمل، بدأ نظام دمشق إرسال وساطات محلية ومن القرى المجاورة للتفاوض مع الثوار على هدنة أو حل بالتراضي لاسترجاع معمل "تاميكو".
ونقل ناشطون عن الوسطاء أن العرض حمل "وعدا" من النظام بإعادة الأراضي التي سيطر عليها في قرى شبعا، وحتيتة التركمان، مقابل المعمل, إلا أن الثوار رفضوا العرض بشكل قاطع.
وتقول المصادر إن النظام أعاد المحاولة مرة أخرى, عن طريق إرسال بعض المندوبين ووجهاء من الطائفة الدرزية إلى البلدة للتفاوض, حاملين معهم عرضاً جديداً بأن يسمح النظام بفتح طريق لبلدة المليحة فقط إلى العاصمة دمشق، وتوفير كافة مستلزمات البلدة من طعام ومحروقات وسواها من الاحتياجات, ولتحقيق ذلك وضع النظام عدة شروط.
من تلك الشروط وفق المصادر، السماح للجان الشعبية بتطويق وإحاطة بلدة المليحة من جهة الغوطة الشرقية وفصلها عن بقية قراها وبلداتها, بهدف منع سكان تلك القرى والبلدات من الاستفادة من فتح طريق المليحة واستمرار تطبيق سياسة الركوع أو الجوع عليهم, ومنع دخول أي نازحين من الغوطة الشرقية إلى البلدة.
أهالي المليحة اجتمعوا في أحد مساجد البلدة لتداول عرض النظام السابق, وخلال النقاش رفع أحد أصحاب رؤوس الأموال في البلدة صوته مطالبا بقبول العرض والسماح للجيش بدخول المنطقة حتى " شبعوا لقمة الخبز" على حد قوله.
وينقل بعض من حضروا الاجتماع بأن رجلا من الحضور نهر التاجر بلهجة حادة قائلاً: "والله لا يدخلون المدينة إلا على جثثنا, فهم لا أمان لهم" وأضاف : "أنتم أصحاب الأموال يمكنكم أن تصفوا أموركم مع الأمن عبر دفع المال, أما نحن فسيكون مصيرنا أسود" .
وفي نهاية الاجتماع قرر المعنيون بالأمر من المجلس المحلي للبلدة، وقائد لواء سعد بن عبادة التابع لقوات المغاوير الحاج ماهر رفض الهدنة وعروض النظام، ما دفع الأخير للتهديد وإطلاق الوعيد بشن حملة شرسة لاقتحام البلدة وإبادتها بشكل كامل.
وفي هذا السياق طلبت قوات النظام, يوم الثلاثاء الماضي, من أهالي منطقة التربة في مدينة جرمانا بريف دمشق إخلاء الحي استعدادا لمعارك مع الثوار بغية استعادة معمل تاميكو القريب من المدينة والذي سيطر عليه الثوار منذ عدة أسابيع, وقال ناشطون إن النظام حشد عشرات الدبابات ومئات الجنود في المنطقة وطريق المطار استعداداً لاقتحام "المليحة "واستعادة المعمل.
وما إن سرت أنباء التحضير لتلك الحملة، حتى بدأ ما تبقى من أهالي البلدة بمحاولة النزوح عنها إلى قرى وبلدات في الغوطة الشرقية التي تشترك مع المليحة بالحصار والدمار، في رحلة هروب من السيء إلى الأسوأ أملا في النجاة ولو إلى حين.
زمان الوصل - الهيئة العامة للثورة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية