تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر والفصائل الإسلامية في مدينة حلب اليوم اضطراباً واسعاً وحركة أحداث متسارعة متزامنة مع تطورات عسكرية قد تقلب الأمور خلال الأيام القادمة المقبلة على "جنيف2".
ولعل أولى تلك التطورات هي تغير الوضع العسكري بشكل ملحوظ لصالح قوات الجيش النظامي، والذي ابتدأ تقدمه مع سقوط مدينة السفيرة بيده قبل عشرين يوما تقريباً، تلاها سيطرته على اللواء 80 والذي كان بيد الفصائل المعارضة منذ ما يقارب العام، ليواصل بذلك تحركه نحول منطقة "النقارين" في المواصلات الجديدة في حركة وصفت بالالتفافية من الطرف الشرقي صعوداً إلى الشمال.
وتتحكم تلك التحركات والتطورات بشكل رئيس بمطار حلب الدولي ومطار النيرب المحاذي له، حيث تم تعزيز الأخيرين وقللت تلك العمليات من احتمالية استهدافهما، ممهدة الطريق لاحتمالية تشغيل المطار قريباً كما أفادت مصادر عاملة فيه.
وتسبّبَ الوضع العسكري المتحرك بشكل كبير في التأثير على الداخل في المناطق الخاضعة لـ الحر، حيث شهدت الأزقة تحركاً كبيراً للفصائل بإعلان حظر التجول من الساعة السابعة مساء وحتى السابعة صباحاً، أمرٌ أثار الاستياء الكبير لدى العامة لتأثيره على عملية البيع التي يعتاش منها معظم سكان تلك المناطق.
وتوّج قرار الهيئة الشرعية القاضي بإغلاق معبر بستان القصر بشكل نهائي حتى إشعار آخر (وهو الوحيد المتبقي والواصل بين منطقتي النزاع) جملةَ التطورات ليساهم بتوسيع الهوّة ونشر الذعر بين الناس، فأغلب السكان ما زالوا مرتبطين بمصالح بين الطرفين فضلاَ عن الشائعات التي بدأت تسري في الشارع، فالبعض يقول بأنه "حصار" سيتسبّب بفناء جميع من تبقى من السكان في تلك المناطق، وآخر يقول إن "الجيش النظامي سيكون بين الحواري بين ليلة وضحاها".
جملةٌ من التطورات دفعت الوضع الاقتصادي لبدء انهيار متوقع، فأغلب المعامل والمصانع والورش الصغيرة والتي ما تزال صامدة في منطقة "الشيخ نجار" الصناعية بدأت بالإقفال، وبدأ أصحابها بـ "الضبضبة" وازداد الطلب على الدولار خاصة من أولئك الذين قرروا الرحيل مما زاد في سعره في اليومين الماضيين مع توقعات بارتفاعه بشكل مفاجئ خلال الأيام القادمة.
حلب - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية