نشر ناشطون صوراً لجدار طويل يقع بالقرب من خزان المياه في حي الزهراء وهو يصل بين تقاطع حيي الأرمن والمهاجرين من جهة وشارع الكورنيش الشرقي من جهة أخرى وقد ألصقت عليه مئات الصور وهم إما لعسكريين أو متطوعين في اللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطني في حي الزهراء ذي الأغلبية العلوية قضوا في الأسابيع الأخيرة.
وأمام هذا الجدار وقف الكثير من المارة وهم يتأملون صور هؤلاء القتلى ومن بينهم نساء باللباس العسكري، ومن المعلوم أن النظام يتكتم على عدد قتلاه من الجيش والشبيحة في أحياء الزهراء والأرمن والمهاجرين والسبيل ووادي الذهب والنزهة وعكرمة الجديدة ذات الأغلبية العلوية ويقوم بدفن بعضهم بعد إخراج جثثهم من المشفى العسكري في حمص بسرية تامة في محاولة منه لامتصاص نقمة الأهالي على النظام التي تمثلت في محاولات الهروب والشتم علناً والصدامات المباشرة بين ما يسمى اللجان الشعبية في هذه الأحياء والأهالي وهو ما حصل فعلاً منذ شهور في أحياء النزهة والزهراء.
وروى ناشطون قصة الطبيب (أزدشير علي علوش) وهو أحد الأطباء المعروفين والمحسوبين على النظام الذي أطلق عليه حاجز لأحد اللجان الشعبية عند مدخل منطقة المهاجرين التابعة لحي الزهراء النار فأصيب بطلقتين في قدمه اليسرى بعد محاولته الخروج من المنطقة بغية السفر خارج البلد هو وعائلته المؤلفة من زوجته ووالدته وثلاثة من أبنائه بعد ملاسنة بينه وبين الحاجز المذكور وقام عناصر الحاجز بمصادرة سلاحه الموجود في السيارة وهو عبارة عن مسدس عيار 9/14 وبندقية روسية كلاشنكوف وأربعة مخازن، وتم نقله إلى مشفى النهضة في حي النزهة.
والجدير بالذكر أنها ليست العائلة الوحيدة التي حاولت النزوح والخروج من تلك المناطق خلال الأيام القليلة الماضية وخصوصاً بعد سماع نبأ تحرير مستودعات الذخيرة في قرية مهين بحمص.
وتشير دلائل كثيرة إلى أن الطائفة العلوية في حمص باتت تتذمر من النظام لكن معظم أبنائها يخشون من التعبير عن ذلك خوفاً من ردود فعل انتقامية من النظام، فيما يعمل مشايخ ورجال دين علويون من أمثال "حسن الحكيم" على شدّ العصب الطائفي في القرى والمناطق العلوية عبر بث مقولات عن إبادة ستتعرض لها الطائفة فيما لو سقط الأسد، الأمر الذي يجعلهم متخوفين من قطع ارتباطهم بالنظام ومواجهة مصير مجهول.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية