اكتشفت والدة الطفلة "سمر"، وهي لاجئة سورية في مدينة أنطاكيا التركية، أن القمل منتشر في رأس ابنتها (طالبة الصف الأول)، الأمر الذي كان له وقع المفاجأة غير المحسوبة.
وفي المستوصف الخاص باللاجئين، كانت المفاجأة أكبر، حيث شاهدت حالات كثيرة مماثلة.
الدكتور محمد (مدير المستوصف) قال: "انتشر القمل في رؤوس الأطفال بسرعة كبيرة، حيث يراجعنا عشرات المصابين به يوميا، ونبذل جهودا كبيرة لتأمين العلاج لهم" .
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل تعداه إلى انتشار شبه وبائي للعدوى بين طلاب المدارس. وكشف الدكتور عن تسجيل 17 إصابة من بين خمس وعشرين طالبا في أحد صفوف الابتدائية, الأمر الذي دفع مدير المدرسة إلى دعوة أهالي الطلاب لاجتماع عاجل، نبههم فيه إلى خطورة انتشار القمل، ودعاهم للاهتمام بنظافة أبنائهم، وضروة عزل المصابين به، ومعالجته على الفور.
"لجأنا لهذا الإجراء كحل إسعافي وقائي، حرصا منا على صحة أبنائنا الطلبة، وإذا لم يتوقف انتشار القمل، ولم تتم مكافحته عند المصابين به، قد نضطر لإغلاق المدرسة لبضعة أيام، خوفا من انتقال العدوى إلى باقي الطلاب" يقول علي مدير المدرسة.
ويعود سبب انتشارهذه الظاهرة بين اللاجئين -حسب نشطاء- إلى تقنين الأهل باستهلاك الماء، لعدم قدرتهم على دفع فواتيرها في نهاية الشهر، وغلاء أسعار المنظفات، حيث إنهم بالكاد يستطيعون تأمين إيجار سكنهم وقوتهم اليومي.
ولعل الازدحام الكبيرفي المدارس المخصصة للسوريين، واضطرار أكثر من أسرة للسكن في منزل واحد، -وهو على الغالب صغير-، من الأسباب المساعدة على انتقال العدوى.
"لقد بعنا آخر قطعة ذهبية من مصاغ زوجتي، وهي كل ما نملك، لكي نتمكن من الوصول إلى هنا، هربا من القصف بعد إصابة منزلنا في القرية، وكنا نظن أن الوضع هنا سيكون أفضل، لكن القمل غزا رؤوسنا لأول مرة، إني خائف على صحة أطفالي" يقول سعيد والد الطفلة "نهى"، هو يعتقد أن القمل وصل إلى أسرته من البطانيات المستعملة، التي قُدمت له من أحد المتبرعين.
وتبذل بعض المؤسسات الإغاثية جهودا لتأمين "الشامبو" الخاص بمكافحة الحشرة، والأدوية اللازمة، إلا أنها تبقى غير كافية لوقف الوباء والحد من انتشاره، نظرا لوجود أعداد كبيرة من النازحين في المدينة, وانتشار بيوتهم على مساحة كبيرة منها، يصعب معها الوصول إليهم, والنتيجة من كل ذلك تضرر صحة أطفالنا، وتأثر حالتهم النفسية من جراء انتقال العدوى إليهم.
زمان الوصل - الهيئة العامة للثورة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية