أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اغتيال وخطف وترهيب.. هكذا نجحت "داعش" بانحسار العمل الإعلامي في حلب

نحت يصور ناشط سوري في الثورة... من أعمال الفنان السوري وسام معسعس.

للعمل الإعلامي في مدينة حلب طابع خاص، فمنذ أن دخل الجيشُ الحرّ إلى القسم الشّرقي للمدينة تدفّقت إلى حلب آلاف الوسائل الإعلامية والتي كانت تجد صعوبة في الحصول على تصريح من قبل وزارة الإعلام السورية.

ولعبت الحدود السورية التركية "شبه المفتوحة على مصراعيها" دوراً كبيراً في فتح الباب لمئات الصحافيين ممثلين عن كبرى الوكالات العالمية ووسائل الإعلام المرئي للدخول إلى المدينة ومنها إلى مدن أخرى للقيام بتغطيات خاصة، وإعداد تقارير عن الوضع الإنساني وتصوير أفلام وثائقية، وبالتأكيد لم تفوّت أجهزة المخابرات العالمية وعلى رأسها CIA الفرصة للدخول من خلال "المعجنة الإعلامية"، فدخل عشرات من عملائها متنكرين بشخصية الصحفي الآتي لتغطية الوضع الإنساني.

وبعد أكثر من عام ونصف على ذلك وبعد آلاف المقالات والتقارير والأفلام يبدو المشهد اليوم أكثر قتامة، فسيطرة فصيل "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف اختصاراً بـ "داعش" بات اليوم المحرّك الرئيس لكل شيء في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر (بات من الواضح أنه تفكك وسيختفي أي ذكر له في الأيام القليلة القادمة) ومن جملة تلك الأشياء العمل الإعلامي.

ويلاحظ الزائر إلى المدينة اختفاء الصحفي الأجنبي عن المشهد، حتى الوكالات العالمية كـ رويترز أو فرانس برس، باتت اليوم تكتفي بما يزوّده الناشطون به لتقوم بنشره دون أن تخاطر بإرسال فريق إلى سوريا.
عشرات حالات الخطف منذ ذلك الوقت وحتى الآن بتهم عدة ليس أقلها "الكفر" وهذا ما حدث مع الصحفي الأمريكي "ستيفان ستولوف" ومثلها كحالات الاغتيال للصحفيين السوريين والمتهمين دائماً بـ "العلمانية" لمجرد التعامل مع محطة لا تنتهج الفكر الجهادي السلفي، كقناة العربية والتي اغتيل مراسلها "محمد سعيد" بثلاث طلقات من مسدس كاتم للصوت وهو في صالون الحلاقة في بلدة "حريتان" بريف حلب.

"داعش" كانت وماتزال تنفي دائماً قيامها بهذه الأفعال، رغم وجود شهود وأدلة قطعية على أنها هي من يقوم بذلك، فمنذ حادثة اختطاف فريق قناة "أورينت" المكون من مراسلها "عبيدة بطل" واثنين من طاقم البث المباشر مع عربة البث، قالت مصادر في قرية "حريتان" لـ زمان الوصل إن "بطل" وزملاءه محتجزان في مقر لداعش في قرية "حريتان" وتم نقلهم حديثاً إلى مكان قريب بعد ضربة تلقاها مقرّ داعش من قبل الجيش السوري.

خوف ورعب.. وحالات استقالة وهجرة..
وفجّر مقتل مراسل العربية "محمد سعيد"، والذي كان ناشطاً في بداية الثورة السورية وتحوّل فيما بعد إلى مراسل لقناة "أورينت" ومن ثم انتقل إلى "العربية"، فجرّ الخوف الكامن لدى النشطاء والصحافيين العاملين في المناطق المحررة، ما دعاهم إلى إطلاق ما سمي بـ "اتحاد الإعلاميين" والذي أعلن عن تشكيله في 3-11-2013 أملاً في أن يكون نواة لتوحد هؤلاء وإيجاد صيغة للتعامل مع تلك الحالات.

ومن المفارقات أن تزامن الإعلان عن تشكيل ذلك الاتحاد بإعلان اختطاف مراسل قناة أورينت "مؤيد سلوم" من قبل "داعش" وذلك على حاجز "الكاستيلو" والذي كانت "داعش" سيطرت عليه بعد أن طردت قوات تابعة لـ "خالد حياني".

ولم يكتف الأمر بذلك فقد أعلن "لؤي أبو الجود" وهو ناشط تحول إلى مراسل لقناة "العربية" شأنه شأن "محمد سعيد"، أعلن على صفحته على "فيس بوك" استقالته من القناة دون أن يذكر السبب، ليتبعه بعد ذلك "عقيل حسين" مراسل قناة "أورينت" والذي أعلن استقالته أيضاً.

وتلعب سياسة القناة دوراً فاعلاً في التأثير على مراسليها على الأرض، فعلى سبيل المثال تقوم قناة "أورينت" يإعداد العديد من التقارير "إن رووم" (في نفس المحطة) وتقوم ببثها دون الرجوع لمراسليها، وفي الغالب تكون تلك التقارير تتحدث عن انتهاكات "داعش" كان آخرها تقرير بعنوان "داعش.. أسلوب يخدم أجندات النظام"، وغالباً ما يكون المراسل هو الضحية كما حدث في اليوم التالي للتقرير مع "سلوم".
وعلمت "زمان الوصل" من مصادر في "غازي عنتاب" في تركيا أنه تم إحصاء أكثر من 25 حالة هروب لناشطين إعلاميين من الداخل السوري إلى تركيا خوفاً من "داعش" والتي يبدو أنها قررت أن تنهي ملف الإعلاميين.

إلى ذلك فق اقتحم عناصر "داعش" مكتب تلفزيون "الآن" اللبناني في منطقة "المشهد" بحلب واعتقل من فيه وصادر أجهزة التصوير ومعدات البث المباشر دون معرفة السبب، وحدث قبل ذلك أن تعرّض فريق قناة "سكاي نيوز عربية" إلى عميلة اختطاف أيضاَ وما يزال أبطالها مجهولي المصير.

تهديد وترهيب.. والتهم هي التخابر مع الإدارة الأمريكية
تعتبر "داعش" أن جميع وسائل الإعلام العربية والأجنبية إنما هي أدوات للإدارة الأمريكية ولا تعتبر الصحفي الآتي إلى سوريا، أو حتى المقيم فيها ويتعامل مع تلك الوسائل إلا جاسوساً يرسل معلومات لتلك الجهات فضلاً عن أنه (أي الصحفي) يتعامل "مع الكفار".

ويبدو المشهد اليوم في حلب غائماً، يسيطر الصمت على المكاتب الإعلامية والتي بدأت فعلاً بعمليات "الضبضبة" حيث جمعت المعدات تجهيزاً لإخفائها، أو تحضيراً للهرب، ويشير بعض النشطاء أن لاتحاد الاعلاميين المشكّل حديثاً دورا قد يفي بالغرض، فقد تم تشكيل لجنة مفاوضات ستقوم في المستقبل بالمرور على كافة الكتائب العسكرية وعلى رأسها "الدولة" لوضع حدٍ لتلك الممارسات، أمر يراه النشطاء ضرباً من المستحيل، في حين يراه آخرون أنه ممكن.

زمان الوصل - خاص
(121)    هل أعجبتك المقالة (103)

محمود

2013-11-09

داعش لو قتلت صحفي ستقتله وستصوره فيديو وتتغنا به . هذه حقيقة ، فتشوا عن غير داعش لنعرف المستفيد واهدافه ..


Ayman Harb

2013-11-09

الجزئ الاكبر من المسؤولية عن هذا يتحمله اعلاميوا الثورة انفسكم الذين خانوا واجبهم المهني منذ البداية وتستروا على تجاوزاث الثوار ونسبوها عهرا وفجورا الى النظام ثم كتموا عن الملأ وجود وحقيقة التكفيريين البشعة فاصابهم كما اصاب البدوي الذي أجار الضبع وكنيته أم عامر في خيمته فأفترسه فقال الشاعر;...صانع المعروف مع غير أهله جوزي....كما جوزي مجير أم عامر.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي