أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عندما يكون التطرف ملاذا أخيرا... أعطني خبزاً أرفعْ صورَتك

رصدت مجموعة من الناشطين الميدانيين ظاهرة التطرف الديني التي أخذت بالتغلغل في الكتائب العسكرية العاملة على الأرض.

وحاولت المجموعة فهم الحالة على اعتبارها ظاهرة دخيلة على المجتمع السوري، فالتقى أفرادها بعدد من المقاتلين على الأرض وأجرت معهم حوارات مستفيضة حول الموضوع.

وقد ولدت الفكرة من واقع تحوّل العديد من الناشطين السلميين بداية الثورة نحو إيمانهم بالكفاح المسلح، ومن ثم انتقالهم إلى صفوف بعض الكتائب المتطرفة، أو رفعهم لصور بعض الشخصيات العامة المعروفة بتطرفها الديني.

خلال اللقاء علّق المهندس (أبو ابراهيم) وهو قائد إحدى الكتائب الميدانية في الغوطة الغربية لدمشق قائلاً: "بدأت قناعتي بالكفاح المسلح بعد الردود الهمجيّة الدموية التي واجهنا بها النظام، ولم نكن حينها إلا متظاهرين سلميين لانحمل في أيدينا غير أغصان الزيتون و شعارات مكتوبة على الورق، أما وقد حدث هذا فأصبحنا في موقع لم يعد بإمكاننا التراجع عنه، لذلك فقد أجبرنا الواقع بشكل من الأشكال على قبول منطق من يمدّنا بالمعونة والسلاح، وصرنا مجبرين على رفع شعاراته حتى لو تعارضت مع بعض مبادئنا، خصوصاً بعد أن تخلى عنا العالم الذي يدّعي التحضر ويتشدق بحماية حقوق الإنسان على شاشات التلفزة".

وفي إجابة على سؤال حول إيمانهم الفعلي بمبادئ تنظيم القاعدة وقد رأينا أحد بعض المقاتلين يرفع صورة لابن لادن؟ 

أجاب (أبو حمزة) أحد قياديي المنطقة بشكل سريع ومختصر قائلاً.. "أعطني رصاصاً أدافع به عن أهلي وأولادي وسوف أرفع لك صورة غيفارا إن أردت".

وتابع أحد العناصر الموجودين ضاحكاً: "أما إن أضفت الخبزَ على طلب أبو حمزة فنحن على استعداد لرفع صورتك".

أعاد (القيادي المهندس أبو ابراهيم) موضوع الاستقصاء إلى موقع الجديّة حيث قال:"يا أخي إن الحالة التي تمر بها مناطقنا تصعب على الكافر أولادنا تموت من الجوع أمام أعيننا جرّاء الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الأسد علينا، نساؤنا تموت أثناء الولادة لانعدام المراكز الصحية وعدم وجود الأدوية الضرورية باختصار نحن وضعنا أمام هذا الخيار مجبرين".

وبسؤاله فيما إذا انتهى هذا الوضع الراهن وعادت الأمور إلى ما كانت عليه بداية الثورة ما أنت فاعل قال: "سوف أرمي هذه البندقية وأعمل قبل الظهر لأتظاهر بعده، لعن الله من جرّنا إلى هذا الواقع، إذ لم يكن طموحنا أكثر من أن نشعر أننا مواطنون في بلدنا" .

ويرى باحثون أن حالة التطرف الديني في الصراع الجاري في سوريا، والتي تكرسها بعض وسائل الإعلام العربية والعالمية بالتركيز عليها وإظهارها بشكلها البشع مع غض الطرف عن مسبباتها وعوامل تصاعدها إلى جانب إغفالها للمظاهر المدنية والسلمية التي وإن قلت إلا أن وجودها مازال لا يخفى على أحد، لن يلغي حقيقة أن صفة التطرف الديني والمذهبي ليست صفة أصيلة أو متجذرة في المجتمع السوري وما إن تزول أسبابها حتى تزول. 

سارة عبدالحي - زمان الوصل
(123)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي