كان يلهو على دراجته الهوائية أمام منزل عائلته عندما باغتته شظية من قذيفة غادرة أطلقها شبيحة بشر اليازجي على مدينة "الحصن" من جبل السائح، فأحالت اللهو والبراءة إلى دماء والطفولة البريئة إلى أشلاء، إنه الطفل محمد الأعسر ابن "الحصن" الذي نشأ في منزل عشق الحرية وكره القيود والعبودية ودفع أبناؤه الثمن غالياً منذ بداية الثورة وإلى الآن.
أحد أقرباء الطفل الشهيد الذي فضّل عدم ذكره روى لـ"زمان الوصل" تفاصيل استشهاده قائلاً:
كان الطفل محمد الأعسر ذو الـ 10 سنوات معتاداً على الذهاب مع أصدقائه ظهيرة كل يوم إلى أستاذه الشيخ لدراسة وحفظ القرآن الكريم وفي يوم 7-11-2013 كان لديه تسميع عند الشيخ و"طلع حافظ كويس"، فخرج مسروراً بعد تهنئة الشيخ له، وعندما جاء إلى منزله طلب من والدته أن تحضر له الطعام فكان في المنزل قليل من البرغل والرمان فأكل، وكان يمزح مع والدته كثيراً ويقول لها "أنا مريض وبدي حلو" وكانت هذه حجته ليأكل العسل الذي يحبه كثيراً، وفعلاً أكل من العسل حتى شبع وقال لوالدته بعدها: "أنا رايح العب بالبسكليت" فقالت له "لا تغيب كتيراً وتطلع عالشارع" .. فنزل وراح يلعب على دراجته الهوائية بالقرب من المنزل، وفجأة سقطت قذيفة غادرة من أحد مدافع الشبيح "بشر اليازجي" المتمركزة على جبل السائح المطلة على قلعة الحصن، فأصابته شظية في رأسه كانت قاتلة، وبعض الشظايا أصابت يديه ورجليه في نفس اللحظة فاستشهد رحمه الله وكانت هذه القذيفة التي أصابت شظاياها محمد قد سقطت على بعد 7- 10 أمتار فأحدثت فجوة ودماراً في المكان الذي كان يلعب فيه مع رفاقه الأطفال الذين لم يصابوا بأذى لأنهم كانوا بعيدين عنه قليلاً لمحاسن الأقدار.

وحول تفاعل الطفل الشهيد محمد مع الثورة يقول قريبه:
كان محمد "ثورجياً" بكل معنى الكلمة، ويحب أن يضع في معصمه أسوارة علم الثورة واستشهد وهي في يده لم تفارقه، وذات يوم كان يلعب مع أولاد الحارة فبدأ القصف وكان الوضع سيئاً وأبناء المنطقة يتراكضون في كل جانب للهروب من القذائف وبدأ رفاقه يصرخون : "اهرب أحسن ماتموت "فقال لهم بكل رباطة جأش:" وين بدي روح رح موت شهيد" فضحكوا منه ورجعوا لعبوا معه رغم القصف كان على أشده في المنطقة.
وحول استهداف أطفال قلعة الحصن من قبل "بشر اليازجي" وشبيحته في القرى الموالية للنظام يضيف قريب الشهيد الأعسر:
"هذه حقيقة لا جدال فيها وبشر اليازجي أباح قتل أطفالنا لأنه لا يفرّق بين طفل أو رجل أو امرأة، والكل يذكر تصريحاته الطائفية التي قال فيها عن أهل قلعة الحصن سنقتلهم جميعاً لأن الرجل فيهم مسلح والمرأة مسلحة والطفل مسلح، وتهديده بقتل الأطفال الذين لم يكن أولهم محمد الأعسر طبّقه على أرض الواقع، إذ استشهد منذ بداية الثورة وحتى الآن أكثر من 25 طفلاً من مدينة قلعة الحصن.
فارس الشبلي طفل سوري تحدّى الأسد فحُكم عليه بالإعدام !
2013-10-10
فارس الشبلي هو واحد من آلاف الأطفال في سوريا الذين كانوا يطمحون إلى حياة بريئة بعيدة عن العنف والحرمان والتعسف ولكن حرب النظام السوري على شعبه جعلت منهم كباراً قبل أوانهم. قاد المظاهرات في حمص وهتف بصوت عال "سئمنا... التفاصيل ..

2013-10-10
فارس الشبلي هو واحد من آلاف الأطفال في سوريا الذين كانوا يطمحون إلى حياة بريئة بعيدة عن العنف والحرمان والتعسف ولكن حرب النظام السوري على شعبه جعلت منهم كباراً قبل أوانهم. قاد المظاهرات في حمص وهتف بصوت عال "سئمنا... التفاصيل ..
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية