أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تحرير مستودعات "مهين".. بيان غني عن أي بيان

لم تكن عملية تحرير مستودعات مهين من أضخم وأهم عمليات المجاهدين والثوار لناحية الغنائم العسكرية وحسب، بل إنها كانت من أهم المعارك لناحية إثبات التنسيق العالي بين مختلف الفصائل على تعدد توجهاتها، وتأكيدا لتضامنها التام فيما بينها، ومؤازرتها لبعض البعض، ما ينسف كثيرا من الادعاءات حول حصول تصدعات وصراعات خطيرة بين تلك الفصائل.

البيان الصادر عن غرفة عمليات معركة "أبواب الله التي لاتغلق"، التي تم ضمنها تحرير مستودعات مهين، أوضح بما يدع مجالا للشك مدى التعاون الميداني بين جميع الثوار والمجاهدين، ودلل بوضوح على أن من الثمار ثمارا لايمكن "قطفها" إلا بالتعاون، وأن أي فصيل مهما بلغ من القوة والتجهيز، لن يستطيع حصد نتائج مثل تلك التي تمخضت عنها معركة مهين، حيث تبين بعض الصور والمعلومات الواردة من هناك حجم ونوع الغنائم التي حازها المقاتلون، وكسبتها في المحصلة ثورة شعب، قدر له أن يواجه أعتى قوات الإجرام والتدمير بقليل من الدعم العسكري.

وقد أرجعت عمليات تحرير مستودعات "مهين" مقولة التسليح الذاتي إلى الصدارة وأعادت لها ألقها الذي كاد يختفي منذ شهور، عندما ركن البعض إلى وعود التسليح المنهمرة من هنا وهناك في شكل كلمات معسولة، لاسيما من معسكر الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة.

ويوضح بيان معركة "أبواب الله التي لاتغلق"، أن المغاوير والجبهة والدولة والكتيبة الخضراء وجيش الإسلام وغيرهم.. كلهم قاتلوا جنبا إلى جنب، وكتفا بكتف، فذابت في ميدان المعركة كل الحساسيات واختفت الفروقات، وبات هم الجميع تحقيق "فتح" عظيم، من شأنه أن يخفف آثار شح التسليح والتذخير، ويكفي الكثير من الكتائب "ذل" سؤال التسليح من هذا الطرف أو ذاك، كما من شأنه سحب ورقة ابتزاز من أيدي دول وجهات تلوح بها في وجه عسكريين وسياسيين يفاوضونها على تسليح الثوار.

وهذا نص البيان، يغني كل كل بيان:

بسم الله الرحمن الرحيم
(إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ( آل عمران (160)
تمكن المجاهدون بقوة الله من تحرير مستودعات الذخيرة في مهين بعد معارك طاحنة في ريف حمص الشرقي ولله الحمد من قبل ومن بعد. 
وكان فوج المغاوير الأول في حمص قد اجتمع مع جبهة النصرة لأهل الشام وقرروا بدء العملية التي سموها "أبواب الله لا تغلق" بالاشتراك مع الكتيبة الخضراء ودولة الإسلام في العراق والشام.. حيث قامت جبهة النصرة فجر يوم الإثنين بتاريخ 21-10-2013 باستهداف بئر الغاز قرب صدد وكتيبة الهجانة قرب حوارين بعمليتين استشهاديتين تلاهما اقتحام للمواقع من جموع المجاهدين، بالإضافة إلى اقتحام بلدة صدد والاشتباك مع مخفرها وفرع الأمن الموجود فيها ونتج عن مجموع العمليات في التاريخ المذكور قتل قرابة 100 من شبيحة النظام.. ثم هدأت المعركة واسترجع النظام النصيري بلدة صدد بعد اشتباكات ضارية وقصف شديد وتوسعت المعركة وفتحت جبهة تحرير المستودعات في مهين فانضم للمعركة بقوة جيش الإسلام بالإضافة إلى قدوم مؤازرات من فصائل أخرى.
وقد استطعنا بتوفيق من الله تعالى بتاريخ 5-11-2013 من تحرير مستودعات مهين بالكامل وقتل العشرات من الجيش النصيري المجرم، منهم ضباط وصف ضباط والعديد من العساكر، وقد استطاع عقيد مهين الهرب من الموقع مع بعض عناصره قبل سيطرة المجاهدين على الموقع بشكل كامل وانطلق المجاهدون في إثره وما زالت الاشتباكات مستمرة في المنطقة والمجاهدون يسطرون يوميا أروع الملاحم في صد أرتال الجيش النصيري التي يرسلها باستمرار في محاولات يائسة لإعادة السيطرة على المنطقة.
وفي النهاية نذكر أننا ما خرجنا إلا نصرة لهذا الدين وإعلاء لراية لا إله إلا الله، ونصرة للمستضعفين ولرفع الظلم عن المسلمين، وبإذن الله ستكون هذه المستودعات التي كان النظام النصيري المجرم يستخدمها ضد شعبه وقودا لمعارك فتح طريقي حمص والغوطة الشرقية المحاصرتين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


إيثار عبدالحق - زمان الوصل
(156)    هل أعجبتك المقالة (147)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي