أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أحفاد المعجزة ... غمكين مراد

إلى حمص
أمام مربع صغير, مضاء, تتداخل الأساطير, ينتقل الضوء إلى الروح ليتداخل الوجد مع الشجن وتتراكب الصور مع الروح وتولد الأيام الخالدة من مخاضٍ لغناء الموت وبأصواتٍ هاربة من ثقوب الضوء مؤدية سيمفونية لتلك الأيام .
الموت يعقب الحياة أحياناً وفي الأحايين الأخرى يتوارى الموت وتجنح الحياة بجناحيه , الأطول سيراً هو الجالس في الصمت, الأكثر رعشة ً هو الساكن في ترقب الصراخ, تتالى الأمكنة بمسمياتها حسب صوت الهدير, أمكنة ثائرة, أمكنة خانعة, أمكنة صامتة, أمكنة خائفة, أمكنة حانقة. لكن الطريق إلى الوصول واحد لا انجراف مهما أقام الزمن حواجزه.
كلّ هذا أمام شاشةٍ تترجم الغبطة المتسرِّبة من الدم في الموت إلى الدم المنجرف في شرايين الحياة, إحداها وهي كُثر نضال قدسية ملقىً بجسده على فراش من البازلت تـُظلّل ابتسامته المولودة مع خلوده في الموت, سيارة واقفة , وتتهادى إلى مسامع روحه خطوات الخوف من قاتليه, هكذا لمحته أمام السطح المضاء الصغير وأعدت بخيالي ما كان :
بشررٍ مهيب وبرقٍ يضيء العتمة في الأعماق, برعدٍ, هوية ً, لصوتٍ منتصر يُحدِّق, يقف , وينادي على الطرف القريب المغمور في سوداوية العماء, والمعتم بهويةٍ مجردةٍ من إنسانيتها وبصمت يتوسل الاختيار.
هكذا وجهاً لوجه: الباحث عن الموت بقوة الخلود والآخر الواهب للموت قربانه دون حسابات. اقتلني, اقتلني يصيح نضال, لا طول انتظار , طلقةٌ تـُرديه في أحضان حبيبه الشغوف باللقاء, الموت خلوداً. الآخر ينتحر بابتسامة بلهاء , لا تدرك أن من مات هو دمٌ وروح وصوتٌ يهرِّب الكرامة من ثقوب الخوف إنه قد خطبَ الموت في حبٍّ خلّد اللحظة أيقونة ًفي رِعاف البقاء.
لنضال والآخر وجهتان متوازيتان:
وجهة نضال إلى الولّه المنتظر بعد شقاء الصراخ وخنوع السماء ورجفة الأسواق.
وجهة القاتل إلى اللاتعيين إلى الفعل وكفى , لا إدراك, لا حسّ, يُهدّدُ جماده بعد جُرعة الحقد وغفوة الإنسانية فيه.
أتساءل, أتـُدرك المعجزة أن لها أحفاداً تـُعرِّج على الطرقات, بين أزقةٍ تظللها أشعة الموت, بصوت يتردد كيفما شاء لا يهم من حنجرةِ رضيعٍ, طفل, شاب, مريض, شيخ, امرأة, لا يهم مادام الصوت بساط ريحٍ نحو الإنعتاق, أو سقطة صمتٍ في جنائن الخلود.


(133)    هل أعجبتك المقالة (131)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي