لم تعتد المواقع والصفحات الفيسبوكية الموالية أن تنشر قصصاً وحوادث وتفاصيل يمكن أن تسيء فيها للجيش الحر ولم تفعل كما حصل في قصة عائلة "دروج" التي أحاط ظروف مقتلهم الكثير من الغموض، ومرت معظم هذه المواقع على قصتهم مروراً عابراً دون ذكر تفاصيل سوى العثور على جثثهم في بئر، وأن جبهة النصرة هي التي قتلتهم بدون ذكر لظروف قتلهم ودوافع القتل وأسبابها حتى ولو كان ذلك من صنع الخيال كما دأبوا عادة حيال صيد ثمين مثل هذه القصة التي توافرت فيها كل عناصر الحبكة "الدراماتيكية". فالضحايا من الطائفة المسيحية و"القتلة سلفيون من جبهة النصرة" والقتل أعقبه مواراة في الجب.
دخل الثوار بلدة صدد الواقعة في الريف الشرقي الجنوبي من حمص ليلاً بتاريخ 30/10، ولم تحصل اشتباكات إلا بعد محاولة النظام إعادة احتلال البلدة باستخدام الطيران الحربي والمدفعية والدبابات وكل الأسلحة التقليدية -حسب رواية الجيش الحر- الذي أضاف إن الثوار "لم يتعرضوا لأحد وأن مخفر البلدة سلّم نفسه بدون مقاومة".
ولكن إعلام النظام أشار إلى أن قوات المعارضة "دخلت القرية المسيحية تحت وابل من القصف و"الاعتداءات على السكان" وأثناء ذلك عُثر على ست جثث من عائلة واحدة مرمية في أحد الآبار القديمة التي تكثر في البلدة.
وادّعت صفحة باسم"سورية فوق الجميع" أن الجثث كانت مكبلة وأن جميع أصحابها تم إعدامهم عن قرب بطلق ناري في الرأس، والرواية نفسها ردّدتها الصفحات والمواقع المحسوبة على النظام دون أن تنشر أية صورة للضحايا على عادتها، ومنها موقع "هنا سورية" الذي اكتفى بنشر صورة رنيم وعبارة (رنيم دروج إحدى الضحايا المدنيين الذين قضوا في صدد بعد دخول تنظيم النصرة عليها، وجدت جثتها هي وأخوها وأمها وجدها وجدتها مرمية في بئر).
مصدر من أقارب الضحايا فضّل عدم ذكر اسمه ذكر لـ"زمان الوصل" تفاصيل لم تنشر عن الضحايا وأعمارهم، وهم – كما قال - سليمان الشيخ (أبو وجيه) وزوجته حبسة الشيخ (أم وجيه) وابنتهم (نجلا الشيخ) وولديها فادي درّوج 15 عاما ورنيم درّوج 18 عاما وحماتها مريم الشيخ (أم شحادة)... ونجلا زوجة سركيس درّوج (دكتور مدرس في جامعة البعث كلية العلوم) وهو من أحد الأعمام من طرف جدّ والدي وسركيس يكون أحد أبناء أم شحادة أي الأب والأم وابنتهما وحفيديهما وحماة ابنتهما.
وأضاف المصدر أن سركيس دروج نجا من الحادثة بسبب تواجده خارج القرية أثناء الحادث .. وكل ما أعلمه عن الموضوع هو إيجادهم في أحد آبار القرية مكممي الأفواه مربوطي الأرجل ومقتولين برصاصة في الرأس أو أكثر لا أعلم الكثير عن الموضوع بسبب إقامتي في بريطانيا ولضعف الاتصالات الشديد في القرية.
وأكد أن الشيء الوحيد المعروف لديه هو عدم توافر أية معلومات عنهم طيلة أسبوع الأحداث، ثم إيجادهم بعد مرور أكثر من أسبوع مقتولين في البئر، مشيرا إلى تأكده من أسماء الشهداء وصلات القرابة.
مسروقات "صدد" في طرطوس !
للنظام كما هو معروف ثأر مبيّت مع أهل هذه البلدة الذين رفضوا تشكيل لجان شعبية على غرار البلدات والقرى المسيحية الأخرى، ما جعل صدد هدفاً للانتقام وإلصاق التهم الجاهزة بالجيش الحر والكتائب الإسلامية الأخرى ودغدغة المشاعر الدينية على غرار ما يجري في وادي النصارى إلى الآن، وما يؤكد هذه الفرضية أن قوات الأسد رفعت رايات جبهة النصرة لدى دخولها البلدة، وقامت بتدمير ونهب منازل أهلها وارتكاب الفظائع في حقهم، وفي هذا السياق أشار الكثير من الناشطين أن "منهوبات ومسروقات" بلدة صدد ظهرت في عدد من أسواق المسروقات التي تنتشر في بعض أحياء وقرى طرطوس. وكشف الناشطون أن من بين المنهوبات صورا وأيقونات للسيد المسيح والسيدة العذراء وبعض محتويات الكنائس من أوانٍ وقطع خشبية لم يعرف ناهبوها ماذا يفعلون بها فتكدّست لديهم لأنهم لم يجدوا من يشتريها حتى بأبخس الأثمان.
وأعاد ثوار "بلدة قارة" القريبة من صدد بحكم قضائي من محكمة البلدة مسروقات أهالي صدد التي نهبها شبيحة عقب خروج قوات النظام منها فهل يصعب على من يسرق أملاك الناس وينتهك مقدساتهم وربما أعراضهم أيضاً أن يقتلهم ويلقي بجثثهم في غياهب الجب ليواري سوءة ما فعل؟ وسجلّ شبيحة النظام مليء بالأمثلة التي تدعم هذا الاعتقاد من ضحايا اعتصام الساعة في حمص مروراً بالمقابر الجماعية التي شهدها ريف دمشق ودرعا والبيضا والحولة وكرم الزيتون.
وفي الوقت الذي صدّعت فيها المواقع والصفحات المؤيدة رؤوس الناس بقصة عائلة "دروج"– مع احترامنا لانتمائهم الطائفي- تغافلت عن مجزرة مثبتة الوقائع بحق 9 أفراد من عائلة واحدة كانوا يحاولون النزوح من بلدة السخنة التي لاتبعد كثيراً عن صدد إلى القرى المجاورة بتاريخ 23/ 10/ 2013- أي قبل مجزرة صدد بأسبوع فقط - عندما باغتهم شبيحة النظام وذبحوهم بالسكاكين دون رأفة أو رحمة وهم: أحمد العساف ٣٤ سنة وزوجته -حميدة السراي ٣٠ سنة وأبناؤهما:- جمعة العساف- محمد العساف- عزة العساف- خلفة العساف- ناجية العساف- اميرة العساف- ياسر العساف.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية