جاء في خبر نقلاً عن وكالة (سانا) أمس الثلاثاء أن وزارة الداخلية السورية تعلن عن رغبتها في تطويع موسيقيين للانضمام إلى فرع المراسم في الشرطة، وكان أول ما تمثل في ذهني عند سماع هذا الخبر هو تصّور شخص يريد أن يبتاع إطاراً فاخراً لوضعه على صورة فارغة!
أظن أن هكذا إعلان جاء لجذب انتباهنا وتذكيرنا بطريقة غير مباشرة بأنه لا زال هناك جهاز للشرطة وللأمن الداخلي، وعليه فإن النظام معافى سليم. لعل هذا مؤشر آخر من بين مؤشرات أخرى كثيرة على الدرجة التي وصل إليها خَواء النظام السياسي والإعلامي في ظل ما يجري على الأرض، ولكن ربما يريد النظام من ذلك أيضاً أن يصُمَّ آذان مؤيديه بالطانبير في ظل النقص الكبير في أبواق وطبول النظام.
رجاء توقفوا عن نشر إعلاناتكم وأخباركم فعقولنا باتت تلقائياً "تفلترها" وتصنّفها على أنها "سبام"، ولكننا نطالعها أحيانا لخلق جو من الضحك على مضامينها، وإننا بتنا نخشى أن تدمن بواطن أقدامنا دغدغة عقولكم لها، وعندئذ قد تمتد أقدامنا نحوكم فلا تجد رؤوسكم!
وبالعودة مرة أخرى لفرقة المراسم الموسيقية، فإني أتخيل أن معزوفة فرقة المراسم - هذا إن وجد لهذه المراسم جهاز شرطة أو غيره- ستكون على لحن لن يكتمل، وفي حال اتسمت نظرتنا بقليل من الإيجابية نحو حال النظام وسلمنا جدلاً أنها ستكتمل، فستكون المعزوفة إذاً على لحن: إني أتنفس تحت الماء إني أغرق أغــرق..أغـــــرق....بق بق بق بق.
أكاديمي وكاتب سوري
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية