بالحمصي الفظيع... لعن الله من أيقظها!

فرض صراع السماء نفسه على الأرض في سوريا، فازدهرت مواسم اللحى الطويلة والنظر القصير من شمال البلاد إلى جنوبها، وبدأت رحلة الألف ميل دموي للبحث عن المهدي المنتظر والمسيح الدجال وباقي أبطال الميتافيزيق.
لم يكن يتوقع السوريون أن إيمانهم المستند إلى قيم التسامح والاعتدال سيُحشر يوما في زوايا الغيبيات، ولكن تشويه النظام للمشهد السوري حبّل غيوم الظلم والحقد لترعد "الجوع أو الركوع" وتبرق بـ"الأسد أو نحرق البلد" وتمطر "شبيحة للأبد لأجل عيونك يا أسد"، وتنثر الخراب على الأرض اليباب!
سوريا التي استحالت مسرحا لعرض سماوي بين فريقين خسرت الأرض بالطول والعرض بين التحرير والتطهير والتطبيل والتزمير لانتصارات الوهم التي يتسابقون إليها للوصول إلى طبق "جينيف" وأخواتها بدءا من القصير وليس انتهاء بالقلمون مرورا بـ"السفيرة"!
*طارت السفيرة ....صفقة طلائعية !
يعزو "المغرضون" و"زرّاع بذور الفتنة"، أسباب طيران منطقة السفيرة وما حولها من أيدي الثوار إلى داعش وأخواتها، ليس بسبب إشغال المقاتلين بإشعال جبهات جانبية، وإنما لأنها أنزلت آخر إنتاجها الفني وهو النشيد الداعشي، الذي أتى –وبالمصادفة التاريخية- على وزن نشيد "النيدو" الذي تنمو معه كل الأجيال "ياشباب العرب هيا وانطلق يا موكبي" الخاص بالطلائع والشبيبة جناحي التدجين البعثي، وقد تسربت معلومات تفيد بأنه أثناء معركة السفيرة كان بعض المقاتلين يؤدون الصفقة الطلائعية بعد أداء نشيد ياشباب الرعب هيا...أرأيتم فعلا إنها صفقة!
ولمن أراد التأكد والاستزادة واستذكار طفولة ومراهقة البعث فهذه بعض أبيات النشيد الداعشي شقيق النشيد البعثي بالرضاعة وسبحان الرفيق الأعلى وإليه البعث والنشور "بيخلق من الشبه أربعين"!
"قام للإسلام صرحٌ في بلاد الرافدين * * * دولة الإسلام تبقى رغم أنف الحاقدين
مرت الأعوام خمسا في تحدٍ وصمود * * * كم تخطينا صعابا كم كسرنا من قيود
كم قطعنا من رؤوسٍ كم فللنا من حديد * * * كم بذلنا من نفوسٍ كم فقدنا من شهيد
نحن إن ننزل بساحٍ ساء صبح المنذرين * * * نحن بالذبح أتينا نسحق الكفر اللعين
نحمل القرآن جئنا نفرض التوحيد دين * * * نقتفي نهج الرسول والصحاب الأكرمين"
* تفقيعات ابن المقفع
وعلى المقلب الآخر يقولون لك لا تزرع بذور الفتنة، لكن من يقرأ التاريخ يعلم أن الفتنة تجاوزت مرحلة البذور فصارت شجرة يستظل بها الخبيث، لا بل تكاثرت، حتى صارت أشجارا في غابة تؤوي الأسد ورفاقه، أما نحن السوريين فأتمنى أن نفوّت على ابن المقفع الفرصة بأن يفقعنا بمقولته الشهيرة "لقد أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض"، مع عدم تحياتي لمؤيد الدين محمد بن العلقمي عراب التتار ودليلهم السياسي الذي تسبب بمقتل نحو مليون مسلم في بغداد!!!
عاصي بن الميماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية