بعد تهديده بالقتل في قلب العاصمة دمشق، وجد أكبر أبواق النظام السوري شريف شحادة وأكثرها ضجيجاً إعلامياً، وجد نفسه أخيراً مغادراً وفاراً من دمشق ومتجهاً إلى بلجيكا، بعد تصريحاته المتكررة بأن دمشق – المدينة – آمنة وأن حركة الشوارع من خلفه في الأستوديو طبيعية، وذلك تقريباً كلما كان يخرج في مقابلة على شاشات التلفزة!
كما أنه عشّق لسانه بتعابير "وطنية"، كانت قد أصبحت من كلاسيكيات إعلام النظام، ومنها بأنه ملتصق بتراب سوريا وفي العيش فيها التصاق اللون الأبيض بحبات الأرّز، وأنه لن يغادرها مادام صوته يصدح، إلى أن كانت المفاجأة الكبرى منذ أيام قليلة وبعيارها الثقيل المدّوي على مؤيدي النظام والكتائب المقاتلة مع الأسد على حد سواء، وذلك بعد تأكيد خبر انتقاله للعيش في بلجيكا في مقابلة له عبر إحدى القنوات الفضائية.
ولكن ماهو ليس بغريب أومفاجئ بالنسبة لنا فهو أنه ليس أولّ الراحلين عن حضن النظام ولن يكون آخرهم "والحبل عالجرّار". وعلاوة على ذلك، فما تؤكده هذه الواقعة مرة أخرى، ومن وجهة نظر أي مؤيد للنظام، هو أن البلد ليست بخير..فإذاً "القائد" ليس بخير!
وأغلب الظن أن الأمور على أرض الواقع لن تعود لتختلط على شريف شحادة حيث هو الآن، إلا اللهّم إذا خرج علينا مرة أخرى وبشكل وأسلوب "إعلامي" جديد وقال لنا: أن أمن وآمان بلجيكا مرتبط بأمن وآمان سوريا، وأنه إذا أردنا أن نعرف ماذا في سوريا فيجب أن نعرف ماذا في بلجيكا!
أكاديمي وكاتب سوري
إذا أردنا أن نعرف ماذا في سوريا فيجب أن نعرف ماذا في بلجيكا ... محمد عالم

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية