أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رسائل خالدة، عمامة واحدة ... محمد محمود صارم



ضبَابٌ يلفُّ الضّباعَ التي تنهشُ الحلْمَ عندَ
أعالِي الخيالِ قبيلَ ابتداءِ الحكايَةْ
ضِباعٌ تخبّئُ أنيابهَا في قطيعِ الخرافِ
وتهدمُ جسرَ العبورِ إلى آخر السّطرِ ثمَّ
تعيدُ القراءةَ منذُ البِدايَةْ

عمَائمُ قومِي:
عمائمُ "ظِلّ الألوهةِ" خلفَ الإمامْ
عمائمُ "بالرّوحِ ! بِالدّمِ !" خلف الزَّعيمْ
عمائمُ أمسٍ بعيدٍ،
عمائمُ أمسٍ قريبٍ
عمائمُ يَومٍ جديدٍ قديمْ
عمائمُ "سبحان ربّي"
عمائمُ "قائدنا للأبَدْ" *
تبدّلُ رأساً برأسٍ وتُنْزِلُ كفّاً وترفعُ يَدْ
كذلك كفُّ "المثقّفِ" حينَ تعدُّ الرسائلَ
في ضوء نرجسةٍ تحتَرِقْ
تبدِّلُ حبراً بحبرٍ وترسلها معْ صهيلِ الفحولة
فوقَ جيادِ النّزَقْ
مغلّفةً بالضّبابِ المرصّعِ بالشّرفِ العسكريّ
وبالأمّةِ الواحدَةْ
شققنا ظروفَ الرّسائلِ ظرفاً فظرفاً
ولم نتلقَ ولو في بطاقةِ تهنئةٍ أو عزاءٍ
رسالتها الخالدةْ ! **

قرونٌ تزيحُ قروناً وألفٌ تجرجر ألفاً
ضباعٌ "تَبيضُ" ضباعاً وحبرٌ يكرّرُ حبراً

رسائلُ تحي/تميتْ؛
تعزّزُ إيماننا بالحياةِ
وتغتالُ ساعي البريدْ !

رسائلُ مطويّةٌ في ظروفٍ
عليها طوابعُ تظهرُ ذاتَ الضّباعِ
وقد شوهدوا في خضمِّ الحرائقِ أو في
سُفوحِ الجليدْ !

وليسَ لنا في غدِ القادمينَ عناوينَ إلا
صناديقُ أمسٍ قريبٍ بعيدْ

أرى/لا أرى، والضّبابُ يلفُّ ضباباً
وشعباً/شعوباً
وسيفاً وكفّاً وقيداً ورايَةْ
وذاتُ الزّواجِ العقيمِ المباركِ من كلّ ذي لحيةٍ مِنْ
فحولِ التّآخي
سينجبُ ضدّاً يولّد ضدّين يقتتلانِ
ويشتعلانِ وينطفئانِ
لِما لا نهايَةْ!

ضَبابٌ يلفُّ الضّباعَ التي تنهشُ الحلْمَ عندَ
انحدارِ الحقيقةِ بعدَ اكتمالِ الحِكايَةْ

1-09-2013

* "بالرّوح بالدّم نفديك يا حافظ" (ثمّ يا بشار) و "قائدنا إلى الأبد الأمين حافظ الأسد"، هتافان فاشيّان كان على تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات ومختلف الفعاليات ترديدهما في جميع المناسبات.
** "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة" شعار حزب البعث العربي الاشتراكي "قائد الدولة والمجتمع" في ظل نظام الأسد.

(125)    هل أعجبتك المقالة (125)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي