لهذه الأسباب يكره "نبيل فياض" مدينة حمص وأهلها

لماذا يكره من يسمي نفسه المفكر العلماني "نبيل فياض" مدينة حمص ويحقد على أبنائها .. سؤال لطالما راود ذهني منذ ثمانينات القرن الماضي عندما نشر فياض في جريدة "الديار" اللبنانية سلسلة من المقالات التي شنّع فيها على مدينة حمص وصرت أتساءل من أية طينة هذا الكاتب، وهل يمكن أن يكون قد شرب من ماء هذه المدينة وتقاسم الخبز والملح مع أهلها الذين تضرب بهم الأمثال في الطيبة والوداعة والطرافة والصدق والنقاء، فأجد العزاء لنفسي عندما أعلم أن "فياض" منبوذ حتى من أهله وأبناء عمومته وأبناء أشقائه الذين اتهمهم بأنهم مع النظام ضده، وهو الذي خرج بعد اعتقاله من قبل المخابرات السورية بتاريخ 30 تشرين الأول/أكتوبر 2004 كالطاووس المنفوش ليمجد المخابرات السورية ويبيّض صفحتها السوداء ويدّعي أنهم لم يتعرضوا له بأي سوء طوال أيام اعتقاله "المخملية" فأي نفاق شيطاني يحمل هذا الشخص.
عُدنا ... والعود غير أحمد
تحت هذا العنوان الاستفزازي يفرغ نبيل فياض حقداً دفيناً على مدينة حمص "الذبيحة اليوم" التي آوته ذات يوم عندما كان شريداً طريداً يعاني ازدواجية في تفكيره وسلوكه، ويبدأ فياض "فحيحه" بالقول"إن السوريين من غير الحماصنة كانوا يعتقدون أن شعب هذه المدينة – إن صحت التسمية – راق ومتحضّر وغير طائفي؛ باعتبار أن طوائف كثيرة تتعايش في حمص بلا مشاكل. لكن هذا لم يكن غير وجه المستنقع الراكد" ثم يستعرض جوانب من حياته في حي مساكن المعلمين القابع على حدود الخالدية. و"لأسباب أخلاقية-حضارية" كانت علاقته الشخصية مع مجموعة من الشباب المسيحي من منطقة وادي السايح والحميدية وبستان الديوان- ولم يشرح ماذا يعني بتسمية المجموعة – إن لم تكن واحدة من المجموعات الماسونية التي لم يخف انتماءه إليها في كتبه ودراساته خلال أكثر من أربعين عاماً- ولا يتوانى الماسوني الصغير عن القول "إن التعامل مع غير المسيحيين في المدينة مغامرة معرفية لا تحمد عقباها "ويشرح بفجاجة" معرفية "كيف كان ينتقل من مساكن المعلمين إلى باب السوق ومن ثم سيراً على الأقدام من باب السوق إلى كنيسة أم الزنار ليلتقي أصدقاءه هناك، ولكن عمته التي كان يعيش معها وكانت سيدة مثقفة للغاية كما يقول لأنها "أسست مسرح الطفل في الكويت عام 1959 وقت كانت النساء في سوريا أقرب إلى الجواري- وهذا الادعاء الفج نضعه برسم الدكتورة نجاح ساعاتي التي كانت أول صيدلانية في سوريا وأول من حصلت على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد السياسي،وبرسم الدكتورة "تغريد الهاشمي" التي كانت أول من حصل على الدكتوراه في الآثار، وعمته هذه السيدة "الواعية" التي كانت تعيش في "كنف" أمراء الخليج كانت تغضب إذا عرفت أنه مر بالخالدية، لأن الداخل إلى هناك مفقود والخارج مولود -حسب كلامها-.
وكانت كارثة مساكن المعلمين الحقيقية بزعمه "أنها محاطة بمجموعة من المناطق المغرقة في التطرف والتخلف، خاصة "الخالدية والبياضة"، وفي البناء الذي عاش فيه في المساكن كان ثمة عائلتان علويتان في الطابق الثالث من آل تقلا. ولم يكن على الإطلاق يسمع في محيط الأهل كلمة علوي لأنه أصلاً لا يسمع كلمة سني. وللأسف غادرت العائلتان البناء بعد"السعار الطائفي" الذي غزا سوريا في السبعينيات، ولا يشرح الكاتب المتنور(المدافع عن الأقليات) ما يقصده بالسعار الطائفي وكيف جرى –لأن سوريا وبالذات حمص في فترة السبعينات وبعدها لم تشهد أي صراع طائفي، ولأن الثقافة حسب قوله مرتبطة بكل ما هو غير سني "بدأت العائلات المثقفة وغير السنية بمغادرة مساكن المعلمين حتى صارت الأخيرة جزءاً من الخالدية، معرفياً على الأقل" – دققوا بمصطلح معرفياً- ومدينة حمص التي قال فياض إنه لم يكن يسمع فيها بكلمة "علوي" ولا "سني" منذ قليل أصبحت بجرة قلم "تنضح طائفية" ربما أكثر من أية مدينة أخرى- كما يقول- وحين قدّم للدكتور طالب إبراهيم ورقة حول حتمية الانفجار في سوريا يوم 30 آب 2010، طبعاً لم يذكر ما هي وظيفته عند أحد أبواق النظام آنذاك كان تعليقه –أي فياض- أن حمص ستكون حجر زاوية الحراك. وأن حمص برميل قابل للانفجار في أية لحظة.
وطائفية حمص برزت في عالم الرياضة -كما يدعي فياض- ولذلك يبدأ في ذكر قصة لا شهود لها على مبدأ "إذا أردت أن تكذب فأبعد شهودك" فقد كان ابن خالته "الثانية"، وهو من آل عبّارة، يلعب كرة القدم كحارس مرمى في نادي الكرامة، وأراد ترك النادي. وقتها جاء مسؤول في النادي إلى خالته التي كانت أيضاً تعمل في سلك التعليم، مثل والدته وقال لها إنه يريد من ابنها أن يكمل في "الكرامة" لأنهم حريصون على جذب المواهب الرياضية من "الطائفة السنية". هذه الجملة هزته وقتها قرفاً – حسب تعبيره فـ "العلويون في حمص أكلوا الأخضر واليابس" ويضيف كانت الرياضة في حمص أحد أشكال الصراع الطائفي. كان نادي الكرامة للسنة، ونادي الوثبة لباقي الطوائف، وهذا كذب مفضوح ومحاولة تعمية على الحقائق فالكثير من لاعبي الكرامة كانوا خلال سنوات تألقه من الطائفية العلوية كـ "فهد عودة" و"حسان عباس" و" محمد الخضر" وغيرهم الكثير ! فضلا عن أن نادي الوثبة يعج بلاعبين من حمص المدينة والريف قد يكون أشقاؤهم في نادي الكرامة والأمثلة كثيرة!
ويمضي نبيل فياض في تسويق حقده على كل ما هو حمصي فيرى أن الحماصنة هم من أشعل النار في النبك، وتركوها تحترق لأنهم هربوا بالألوف إلى البلدة الوادعة اللاطائفية، فأحالوها جحيماً طالبانياً! وفي دير عطية ما يزال اللاجئون الحماصنة – كما نقل له أحدهم – يحتجون على ظهور نساء الأقلية المسيحية النادرة في البلدة سافرات ولم يبق غير أن يطالبوا بطرد المسيحيين من دير عطية؛ بعد أن احتل مقاتلوهم بيوت مسيحيي حمص ودمروا كنائسها وسرقوا نفائسها، هذا الكلام يشي وكأن حمص كانت قبل الثورة "قندهار"، ولم تكن فتياتها يمشين سافرات في الدبلان والملعب وطريق الشام والوعر والغوطة، أما أسياده من الشبيحة فكانوا "حُماة" بيوت السنة وحماة المساجد والكنائس كمسجد خالد بن الوليد وكنيسة أم الزنار و"سوق السنة" افتتحته جبهة النصرة في النزهة ووادي الذهب.
وينتقل الكاتب غير الطائفي بالمطلق ليتحدث عما يسميه "السعار الطائفي" في مدينة يبرود مع وصول أول دفعة من وهابيي حمص و "جواريهم المنقبات"وفي القريتين التي ينتمي إليها ونبذه أهلها، "كان الدمار أقرب من الظل (ابحثوا عن تفسير لهذه العبارة) بسبب الحماصنة- على الدوام طبعاً- الذين استقبلهم أهل القريتين بصدر رحب. فالقراونة غير طائفيين إلا من "كره ربّك" – لحظة تجلٍ إيماني- ولم يستطع الحماصنة على الإطلاق خلق حالة طائفية في القريتين رغم كل ما فعلوه!! ولا ينسى فياض أن ينسب ما يسميها (العمليات الإرهابية السلفية) إلى أقاربه في القريتين، لأنهم حسب زعمه"كانوا كلهم أبناء لنساء حمصيات ربّين أولادهن على ثقافة رفض الآخر وكراهيته.
طائفيين حتى النخاع" !
يقول المثل الشعبي الحمصي "اللي ما فيه خير لأهلو مافيه خير للناس" وهذا المثل ينطبق إلى حد كبير على "نبيل فياض" المنبوذ من أهله المقربين جداً كأشقائه وأبناء عمومته وأبنائهم لأنه غيّر دينه وانسلخ عن بيئته الاجتماعية والعائلية، وقد اعترف هو بذاته بخصومته معهم معتبراً إياهم" أصوليين تكفيريين وطائفيين حتى النخاع" وأن كل مواقفهم منه تأتي بسبب مواقفه الرافضة لقتل العلويين والإساءة إليهم و عدّد منهم ابن أخيه "ملهم عبد الكريم الفياض"و ابن ابن عمه "باسل مفيد عكرمة الفياض" وهو الوحيد من أقاربه الذي زاره مع والده؛ متهماً أياهما بالذات أنهما من قدّم عنوانه وأرقام هواتفه لـ "قتلة المعارضة" مع اعترافه بأن ابن عمه مفيد يعمل في أمن الدولة، وكذلك "علاء سعيد الفياض" الذي لا يعرفه وهو يعمل مع والده في مناجم الفوسفات و"جهاد طاهر الفياض" ناشط في قطر و"عامر نادر الفياض" الذي كان معتقلاً في الأمن العسكري وعندما سئل عنه قال: لا أعرفه. هو ماروني وأنا سني و"عبد الرحمن محمد الخالد. ابن ابنة عمته لا يعرفه.
ولا يوفر فياض قريباته من النساء ضارباً عرض الحائط بكل القيم والأعراف التي سادت في مجتمع القريتين منذ مئات السنين حيث يكشف عن أسماء بعضهن متهماً إياهن بالضلوع في محاولة اختطافه ومنهن "عفراء بنت سعيد الفياض" المهووسة دينياً – كما يسميها، ولم يلتق بها قط، وكذلك "هديل موفق الفياض التي لا يعرفها بزعمه أيضاً.
والغريب أن "الصيدلاني" الذي يتوارى في صيدليته بقرية الناصرية القريبة من القريتين كتب وصية غريبة حرم فيها أخوته وأخواته من وراثته بعد وفاته، وأوصى أن يكون كل ماله -على قلته- في حالة "قتله " مكرّساً لـ "مساعدة العوائل المسيحية حصراً التي أخرجها الإرهاب الإسلامي من منطقة الحميدية بحمص" حسب زعمه !
* السر
الباحث سعيد النظلة المهتم بتاريخ حمص الاجتماعي يرى أن "نبيل فياض". الذي يعتبر أحد الأعمدة الفكرية لـ "سوريا الأسد" ينتسب لعائلة فياض وهي أسرة كريمة من القريتين في بادية حمص. حالياً معظم أفراد هذه الأسرة تبرؤوا منه وتمكن من سجن بعضهم بعلاقاته الأمنية ومنهم ابن أخيه الذي اتهمه بمحاولة اغتياله.
ويضيف النظلة: أن فياض منبوذ من وسطه العائلي ولا أحد يتكلم معه باستثناء أمه وخالته أما الباقون فتبرؤوا منه وخاصة أخوته وأبناءهم.
وحول جوانب من خفايا "نبيل فياض" وشخصيته غير المتوازنة يقول النظلة:
كانت دراسة نبيل فياض ما بين حمص ودمشق وكان من الشائع في حمص أنه ملحد ولم تكن هذه التهمة ذات أهمية وقتها.
ويضيف النظلة أن فياض فشل في دراسة الصيدلة بجامعة دمشق وذهب لمدرسة مناجم الفوسفات قرب تدمر ليدرّس ساعات إضافية قبل أن تضطر الإدارة لفصله لأسباب أخلاقية.
وغاب فترة ثم ظهر في الكسليك بلبنان وقد تنصّر ودرس اللاهوت لمدة سنة قبل أن يعتقله حاجز للقوات اللبنانية بسبب هويته السورية وكادوا أن يعدموه لولا تدخل رجل دين مسيحي فغادر لبنان.
وذهب إلى حلب حيث كان فيها كنيس يهودي في آخريات أيامه فقابل الحاخام وأعلمه برغبته بالتهود. فافهمه أن اليهودي من تكون أمه يهودية فقط. وكل ذلك كان هو يقوله ويكرر الحديث عنه في عدة جلسات بحمص.
ويتابع النظلة بقي فياض ملحداً ولكن تحول إلى حاقد على الإسلام. عاش في دمشق يدعي الثقافة ويتفاخر بعدائه للإسلام. ثم بدون أن يعلن صراحة تحول إلى متشيّع وأصدر كتابه: (يوم انحدر الجمل من السقيفة) الذي ينقض فيه شرعية الخلفاء. واعترف بلسانه أن الكتاب منع لفترة طويلة، لكنه تدبر الأمر. ومع الزمن توضح الأمر فقد تبناه ضابط مخابرات وتتابعت كتبه المعروفة ضد الإسلام. مكاسبه كانت كثيرة قبل "يوضع على الرف" لانتهاء دوره. وبعد قيام الثورة كان ممن وجدهم النظام في دفاتره العتيقة فاستخدمه ولا زال.
وعن أسباب حقده على مدينة حمص وأهلها يقول النظلة:
أنا أعرفه من المرحلة الإعدادية فقد درست معه، لقد كان مشوشاً دينيا ثم في المرحلة الثانوية تحول لملحد يجاهر بأفكاره، لكن الحقد -ربما ولا أجزم بذلك– على كل من عرفه من أهل حمص سواء في الحي الذي سكنه (مساكن المعلمين) أو في المدرسة. كان بسبب شكله القميء ثم بسبب أفكاره الغريبة. وكان معظم الشباب يقولون إن شعورهم نحوه هو القرف. وأعتقد أن هذه النظرة تجاهه ولّدت ردة فعل منه تجاه كل ما يمت لمدينة حمص بصلة.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية